بمناسبة تحقيقه تقدما لافتا في الانتخابات الجهوية والجماعية الأخيرة بالمغرب، تلقى حزب العدالة والتنمية تهنئة حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم بالسودان، وهو الذي يقوده رئيس البلاد، المشير عمر البشير، والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم "الإبادة، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية" في إقليم دارفور. وكان الرئيس السوداني، ورئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، قد صدرت في حقه مذكرات توقيف من لدن المحكمة الجنائية الدولية، إحداها تعود إلى سنة 2009 بتهمة ارتكاب "جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية"، وأخرى كانت سنة 2010 بتهمة ارتكاب إبادة في إقليم دارفور غرب السودان. وتقول مصادر حقوقية وإعلامية مختلفة إن حزب البشير "متورط" حتى أذنيه في بحر من الدماء، بعد أن أمر قوات الجيش وميليشيات عسكرية حليفة له، بشن حملة هوجاء ضد حركة التمرد في دارفور، ما أسفر عن مقتل 300 ألف شخص، وتشريد 2,5 مليون إنسان، بينما تؤكد الخرطوم أن الحصيلة بضعة آلاف فقط. وقدم أحد أبرز شخصيات حزب المؤتمر الوطني بالسودان، وهو أحمد عز الدين أبو جمال، المسؤول في العلاقات الخارجية بدائرة المغرب العربي للحزب، تهنئته للأمين العام ل"العدالة والتنمية"، عبد الإله بنكيران، نظير ما حققه "المصباح" من نتائج وصفها المسؤول السوداني بالباهرة في انتخابات يوم الجمعة الفائت. ووفق الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية على الانترنت، فإن المسؤول في العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني السوداني، اتصل هاتفيا، مساء أمس، بنائب الأمين العام لحزب "المصباح"، سليمان العمراني، تحيات وتهاني قيادة حزب المؤتمر الوطني، ممثلة في المشير عمر البشير، لقيادة الحزب الذي يقود حكومة المغرب. وسبق لحزب العدالة والتنمية أن أثار جدلا في يوليوز 2012، عندما استضاف بمناسة افتتاح مؤتمره الوطني السابع بالرباط، نافع علي نافع، والذي كان يشغل حينها نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني السوداني، ومساعد رئيس الجمهورية، وهو المتهم بكونه اقترف فظاعات في حق الشعب السوداني. وكان "نافع" أول من تولى مسؤولية إدارة جهاز الأمن الداخلي والخارجي في السودان، عقب انقلاب عمر البشير في 30 يونيو 1989، وقد اشتهر خلال تلك الفترة بإشرافه الشخصي على معتقلات سرية كانت تعرف باسم "بيوت الأشباح"، ويوضع ضمنها المعارضون للتعذيب حتّى الموت.