لم تكن الاتهامات التي قذف بها رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، في وجه قيادة حزب الأصالة والمعاصرة باستعمال أموال المخدرات، "الغبرة"، في الحملة الانتخابية أن تمر دون ردود فعل. عبد اللطيف وهبي وكيل لائحة حزب الجرار بجهة سوس- ماسة، اعتبر أن الاتهامات التي جاءت على لسان رئيس الحكومة في تجمعين خطابيين بكل من أكادير وتزنيت، في حملته بجهة سوس- ماسة، مقصود بها هو لأنه مرشح الحزب الذي اتهمه، مقررا وضع أربع شكايات ضده. وقال وهبي في تصريح ل"هسبريس": "الاتهامات الصادرة عن رئيس الحكومة جاءت في جهة سوس- ماسة، وهي إشارة أننا في الجهة نتاجر بالمخدرات و"الغبرة"، مضيفا، "وضعت أربع شكايات بكل من المحكمة الابتدائية بأكادير وأخرى بتزنيت باعتباره أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، واثنتين بمحكمة النقض باعتباره رئيسا للحكومة". وأضاف وهبي، "القانون ينص على ضرورة احترام الغير والكرامة الإنسانية، وهو ما لم يلتزم به رئيس الحكومة في مواجهة خصومه السياسيين"، مشيرا إلى أن الشكايات التي وضعها اعتمد فيها على القانون 59.11 الذي تعاقب مواده بالسجن كل شخص يروج لإشاعات كاذبة وتصل مدة السجن من شهر إلى سنة، وبغرامة مالية من عشرة آلاف إلى 50 ألف درهم. "هذه التصريحات خطيرة، وستكون لها أثار على نتائج الانتخابات في الجهة لأن في ذلك مساسا مباشرا بالمنافسين"، يقول وهبي ل"هسبريس"، مضيفا أنه "لم يصدر منا أي تصريح على مستوى مرشحي الجهة ضده، لكن الأمين العام لحزب المصباح عنده حالة عدوانية غريبة وسنتعامل معه بالقانون"، مؤكدا أنه "إذا كان له خلاف مع القيادة السياسية فهذا لن يعطيه الحق في المساس بمنافسيه انتخابيا". وكان رئيس الحكومة قد اتهم من وصفه ب"الحزب المعلوم" في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي "احتل المرتبة الأولى في انتخابات الغرف المهنية بطرقه المعلومة"، على حد تعبيره، باستعمال أموال المخدرات في الانتخابات، موجها خطابه لقيادته، بالقول: "دوك الفليسات اللي جمعتو من الغبرة باغيين تشريو بها المواطنين والمرشحين". يأتي هذا في وقت يؤكد فيه الأمين العام للحزب الحاكم، في كل لقاءاته الانتخابية، أن إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، مطالب بالإجابة على اتهامات أطلقها ضد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال سنة 2010، والتي يقول فيها إن "البام" يبتز تجار المخدرات ويأخذ منهم ملايير السنتيمات، دون أن ينفي الأول ذلك ولا اعتذر الثاني عن التهم.