فجأة توقفت حركة السير بالشوارع العمومية في العاصمة المغربية الرباط، واصطفت جميع المركبات والسيارات والأتوبيسات التي تحمل الموظفين والعاملين والطلبة في ساعة الذروة لإعادتهم لمنازلهم قبيل ساعات من إفطار يوم رمضاني قريب. "" ومع طول الانتظار وازدياد طوابير السيارات طولاً لا تجد العين نهايتها، فتح العالقون باب التكهنات لأسباب تعطل الطريق، فبينما أرجع البعض تقطع السبل بهم لمرور موكب ملكي كما يحدث عادة، إلا أن طول الانتظار لحد يتجاوز مرور موكب للعاهل محمد السادس جعل العالقين يبحثون عن أسباب أخرى. أغلب العالقين رأوا في حديث البعض بأن الأمر يتعلق بمطاردة أمنية واسعة لخلية إرهابية تنتمي لتنظيم القاعدة سببًا وجيهًا لحالهم. وفي هذا السياق تقول "فاطمة" إحدى الموظفات العالقات في طريق الرباط الرئيسي ": "إن السيدات كن الأكثر قلقًا، سواء في ساحة الانتظار أو حتى داخل الحافلة.. كنّ قلقات على الحريرة (الطعام) التي لم يتم إعدادها بعد، وعلى الأطفال الذين لم يعودوا من المدرسة، أكثر من قلقهن من موضوع ملاحقة خلية إرهابية". "لعن أمريكا" ومع اقتراب موعد الإفطار بدقائق، رفعت الشرطة الحواجز، وسمحت بعودة حركة السير. وفي الطريق سأل سائق الحافلة أحد رجال الشرطة فأخبره أن الأمر يتعلق بتصوير فيلم سينمائي أمريكي. وحسب فاطمة التي كانت في الحافلة، فقد انفرجت أسارير الركاب بعد سماعهم للنبأ، وشرع بعضهم في "لعن أمريكا التي لا خير يُرجى من ورائها". وتابعت إحدى السيدات قائلة: "أمريكا هذه وراءنا أينما حللنا وارتحلنا، والآن تُصِرّ على أن تحول بيننا وبين إعداد مائدة الإفطار"، قبل أن تجيبها صديقتها مسترسلة: "لديّ زوج صارم وإن لم يجد المائدة معدّة سوف يتخاصم معي، حينئذ سأطلب من السيد جورج بوش (الرئيس الأمريكي) أن يأتي ليصلح بيننا!". والفيلم الأمريكي "بودي أوف لايز" الذي أوقف حركة السير يتعلق بالإرهاب، وهو من إخراج الأمريكي الشهير ريدلي سكوت، ومن بطولة كل من الممثلين راسل كرو وليوناردو دي كابريو. وحسب تقارير إعلامية، يتم تصوير مشاهد الفيلم الذي رصدت له اعتمادات مالية ضخمة بمدينتي الرباطوورزازات لمدة شهرين كاملين. وتدور أحداث الفيلم الذي يقوم بدور "الكومبارس" فيه أكثر من 1500 شخص، حول عملية مطاردة منفذ تفجيرات تعود إلى تنظيم القاعدة. ويقوم الممثل راسل كرو (43 عامًا) بدور مسئول في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، في الوقت الذي يقوم فيه دي كابريو بدور عميل في الوكالة مكلفًا بمطاردة زعيم في تنظيم القاعدة. يشار إلى أن سكوت الذي تم تكريمه في الدورة الثالثة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي، سبق له أن صوّر بالمغرب العديد من أفلامه، ك"صلاح الدين الأيوبي" و"جلادييتور المصارع" و"سقوط النسر الأسود". "ورزايود" وتبقى مدينة ورزازاتالمدينة المغربية الأكثر استقطابًا للأفلام السينمائية الغربية، وتشهد كل عام تصوير فيلم عالمي ضخم، لدرجة أن البعض لقبها ب"ورزايود". ويرجع فضل ذلك إلى فضائها الطبيعي الملائم للاستثمار في المجال السينمائي، حيث تحتضن أستوديوهات طبيعية، من مناظر خلابة ومتنوعة وفضاءات رحبة؛ كما تمتاز بإضاءة طبيعية قوية تساهم في تحسين جودة الأفلام، هذا بالإضافة إلى احتضانها مجموعة من الأستوديوهات العالمية الكبرى. إلى جانب كل ذلك، تمتلك ورزازات موارد بشرية متمرسة في عالم السينما من حرفيين وفنيين وتقنيين وممثلين يتقنون اللغات الحية، حيث إن اعتماد المدينة على الصناعة السينمائية دفع لإنشاء معهدين للمهن السينمائية لتطوير الكفاءات وفتح مجالات التألق والإبداع؛ كما وجد المواطنون أنفسهم مجبرين على تعلم أبجديات السينما؛ لتحصيل قوت اليوم، وهو ما جعل عدد الكومبارس متوفرًا ليستخدمه منتجو الأفلام. وزارّ كبار الممثلين المدينة، وكان من بينهم على سبيل المثال ألفريد هيتشكوك، وشن كونري، وأنتوني كوين. إلى جانب براد بيت، وجاكي شان، وجون كسلود فاندام، ومايكل دوجلاس. عن إسلام اولاين.نت لقطات حصرية من فيلم "اكاذيب جسد" والذي يُصور حاليا في المغرب