حمل الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل، محمد نجيب بوليف، مسؤولية بقاء الأوضاع على ما هي عليه في المغرب، وعدم تطور البلاد إلى ما هو أحسن، إلى المواطنين أنفسهم، وأقسم بالله أن "البلد لن يتغير نحو الأحسن"، مادامت نفس الأساليب قائمة في اختيار المنتخبين". ووجد الرأي الذي عبر عنه الوزير، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي، ضمن مخطوطه الأسبوعي الذي يبثه كل ثلاثاء في صفحته الفيسبوكية، سجالا وجدلا بين من زكى قوله وأيد أطروحته، وبين معلقين رفضوا تحميل الشعب مسؤولية عدم تطور البلاد. واستهل بوليف حديثه الأسبوعي بالسؤال إن "كان تغير أداء ومستوى الوطن لا يحتاج إلى تغير مستوى وأداء المواطنين"، مضيفا أن السؤال الذي يؤرقه منذ بدأ يفهم في طرق الإصلاح، وسبل المصلحين، هو "لماذا المغرب لا يتطور ولا يتغير، كما تتطور الدول المتقدمة وتتغير". واسترسل الوزير الإسلامي في قذف أسئلته تباعا "لماذا لا نجد الحروب والقتل إلا في الدول الإفريقية والعربية والإسلامية"، وزاد مكملا "لماذا الكل منا واع حقيقة الوعي بذلك، فكلنا ندعي المعرفة بواقعنا وبكيفية تغييره، لكن لازلنا كما نحن لا نتغير"، وفق تعبير بوليف. "يُطْلَبُ منّا مثلا أن تكون الدولة والإدارة راعية وحامية لسلامة الانتخابات ونزاهتها.. وتطلب منا أحزاب المعارضة والمواطنون ذلك وأكثر، لكن من يُزَكّي المرشحين، ومن يُقدّم الأسماء التي ترون، ومن يدبر تحالفات رئاسات غرف التجارة، والفلاحة، والصناعة التقليدية، وغرف الصيد" يورد الوزير. وذهب بوليف إلى أن "نفس الأساليب لازالت قائمة، وليست الدولة والإدارة هي التي تقوم بها"، قبل أن يؤكد جازما "أقسم بالله أنه مادامت هذه الأساليب موجودة، وما دام الأشخاص بنفس عقلياتهم موجودين، وبنفس طرق عملهم، ومادام المنتخِبون يقْبَلون بذلك، أقسم أن بلدي لن يتغير نحو الأحسن". وخلص الوزير إلى أنه "سنجد أنفسنا بعد 4 شتنبر نعيد العجلة إلى بداية دورانها"، مردفا "سَنَأْسَفُ أنَّنَا لا نريد التغيير، وسيتقدم الآخرون، ونتأخر نحن، لكن التاريخ يتقدم، والقطار لن ينتظرنا، وسيكثر عدد المحبَطين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما لم نَتَغَيَّرْ لن يتغير شيء حولنا". رضا العافية، ناشط فيسبوكي، رد على تدوينة الوزير بالقول إن "التغيير يحتاج إلى الثقة من طرف المواطنين، وهي الثقة المفقودة تماما بسبب ممارسات الحكومات المتعاقبة"، فيما خاطب محمد أبو ياسر الوزير وحزبه: "لماذا عندما صوتنا عليكم، وترأستم الحكومة، لم نجد طوال هذه السنوات تطبيقا لبرنامجكم، ولا حضورا لمرجعيتكم". وتابع أبو ياسر "تساؤلاتك أيها الوزير تنم عن انفصام عن الواقع الذي تعتبرون من صانعيه، والمساهمين في التردي الحاصل"، مضيفا "عدم إدراككم لتورطكم في الأزمة هو من أكبر الخطايا، وخطاب النرجسية الذي تعيشون فيه يُضاف للموبقات التي اقترفتموها" وفق تعبيره. وقال رضوان سميح إن كلام الوزير في ظاهره يبدو جميلا، لكن باطنه يوحي إلى تحميل المسؤولية للمواطن البسيط"، قبل أن يخاطب بوليف "وفر فلسفتك لنفسك، وقم بواجبك كمسؤول"، فيما أورد خالد الركراكي بأن وزراء الحزب الحاكم "ظاهرة صوتية، يتحدثون أكثر مما يعملون، وأغرقوا البلاد في الديون".