يبدو أن الجدل الذي أثارته مطالب مغربيات من طنجة بإقامة شواطئ خاصة بالنساء، للنأي عن التعري أمام الرجال، انتقل إلى الجارة الشمالية، بعد أن عبر حزب "بوديموس" عن نيته في خلق "فضاءات ترفيهية" خاصة بالنساء المسلمات، بهدف ضمان استمتاعهن بشواطئ المملكة الأيبيرية بكل أريحية. ووفق ما صرحت به مصادر من داخل حزب "بابلو اغليسياس" لصحيفة "Mediterráneo Digital" الإسبانية، فإن الغاية من هذا الموقف "المفاجئ"، الذي لقي قبولا من طرف العديد من القيادات اليسارية وممثلي بلديات التراب الإسباني، هو تفادي شعور نساء الجاليات المسلمة بالميز العنصري، خاصة في ظل وجود شواطئ للعراة، وأخرى للمثليين الجنسيين. وتبعا لنفس المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها للصحيفة، فإن قيادات الحزب تفاوض بشأن تخصيص جزء من شواطئ المملكة الأيبيرية للنساء المسلمات لقضاء وقتهن في البحر، بعيدا عن أعين "الجنس الخشن"، لأنه من المظاهر الكبرى للحرية احترام القناعات الشخصية للأفراد". ولم تكن هذه الإشارة الأولى التي يوجهها حزب "بوديموس"، المعروف بمواقفه المناوئة للمقترح المغربي بخصوص قضية الصحراء، للجاليات المسلمة، إذ سبق له أن عبر عن سخطه من الاحتفال السنوي المعروف باسم "Moros y Cristianos"، الذي يؤرخ للمواجهات الدامية بين الجنود المسلمين والمسيحيين خلال القرن الثالث عشر، والتي انتهت بانهزام الطرف الأول رغم تفوقه العددي. ويرى ذات الحزب المثير للجدل أن هذا التقليد الشعبي فيه الكثير من"الإهانة والاستفزاز" للجاليات المسلمة، وتحريض مباشر ضد الإسلام، إذ من شأنه أن يثير حفيظة ذوي الأفكار المتطرفة للقيام بأعمال عدائية، خصوصا في ظل تنامي أعداد المتعاطفين الإسبان مع التنظيمات الإرهابية، كما أنها لم تعد مقبولة في بلد ديمقراطي من طينة إسبانيا. وكان رئيس الفيدرالية للهيئات الدينية الإسبانية، فيليكس إريرو، وهو إمام مسجد بمدينة "مالقا"، قد طالب بإلغاء هذا الاحتفال الذي يعطي صورة سيئة عن المسلمين، حيث إنه يحث على العنف، ويستحضر لحظات تاريخية أليمة تظهر رؤوس مسلمين مفصولة عن أجسادها احتفالا بالنصر، وهو أمر لم يعد مسموحا به في مجتمع يدعو إلى التعايش"، على حد قوله.