نظم أنصار الحزب اليساري الإسباني حديث النشأة "بوديموس" مظاهرة عارمة في العاصمة مدريد، تحت حراسة أمنية مشددة، وذلك أسابيع قليلة قبل الانطلاقة الرسمية للحملات الانتخابية للأحزاب التي ستشارك في الانتخابات البلدية الإسبانية المقررة في 24 ماي المقبل. وتوافد منذ الساعات الأولى من صباح السبت متظاهرون قادمون من خارج مدريد، على محطة "أتوتشا" الشهيرة، رافعين أعلام بنفسجية ترمز إلى لون الحزب، ولافتات معظمها مخططة باليد، فضلا عن وصول عدد كبير من الحافلات التي أقلت آلاف المشاركين في الاحتجاج. وأفاد محللون بأن الحزب أراد استعراض عضلاته في الساحة السياسية الإسبانية، أسابيع معدودة قبل الانتخابات البلدية، حيث أكد "نونيو رودريغز"، محلل سياسي، أن إستراتيجية الحزب اليساري الإسباني "بوديموس" تبدو ذكية من الناحية التواصلية. وأوضح المحلل بأنه "في غياب ممولين قادرين على ضخ كمية كبيرة من المال لصالح حملة "بوديموس"، قرر قادة هذا الحزب الجديد تنظيم مظاهرة، من أجل إظهار قوتهم في الشارع، ولفت انتباه وسائل الإعلام المحلية والدولية"، مبرزا أنهم "نجحوا في هذه الخطة". صحيفة "إلباييس" كتبت على موقعها في الإنترنيت "بوديموس يفتتح حملته بمسيرة في مدريد"، وأما صحيفة "إلموندو" فأشارت إلى الهتافات التي رددها أنصار بابلو إغليسياس، والتي تدعوه للترشح للانتخابات البرلمانية حتى يتسنى له أن يصبح رئيسا للحكومة. ومن جانبه اعتبر "رامون ألفاريث" نفسه من المصوتين المحتملين لحزب "بوديموس"، وحين سئل عن سبب مشاركته في المظاهرة، وصف الأوضاع السياسية في البلاد بأنها غير مقبولة "تعبنا من الفساد ومن الطبقة السياسية الفاسدة"، مبرزا أن "الثنائية الحزبية في إسبانيا تضر بمصلحة الشعب". ولخص المساعد المقرب من بابلو إغليسياس، خَوَان كارلوص مونيديرو، المكلف بإعداد البرامج لبناء سياسات عامة تمكن الحزب من تقديم حلول لمشاكل البلاد، توجهات الحزب أمام آلاف المتظاهرين بالقول: "يريدون زرع الخوف في داخلنا، يهددوننا بأن الاقتصاد سينهار، وأن الأغنياء سيرحلون عن البلاد، وإن فزنا سنؤكد لهم أن السيادة للشعب هو من سيقرر ويحكم". ومع حلول الساعة الثانية والنصف من يوم أمس السبت، أعلنت شبكة ميترو مدريد عن إغلاق محطة صول أمام المواصلات، استجابة لأوامر الأمن الوطني الذي اتخذ هذا القرار بسبب العدد الهائل من المتظاهرين في قلب العاصمة مدريد.