يشارك المغرب بصفته مراقبا في مناورات عسكرية يعتبرها مراقبون هي الأكبر والأضخم، التي ينظمها حلف الشمال الأطلسي "الناتو" منذ نهاية الحرب الباردة، في مياه البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق، لأكثر من شهر، وذلك في الفترة بين 3 أكتوبر و6 نونبر 2015. وأورد موقع وزارة الدفاع الاسبانية أن المغرب يشارك بصفته مراقبا، إلى جانب كل من تونس وكولومبيا والبرازيل، في المناورات العسكرية المسماة "Trident Juncture"، والتي تروم تدريب أزيد من 30 ألف جندي ينتمون إلى أكثر من 20 دولة، على التصدي للتهديدات الإرهابية المتنامية بالمنطقة. وعزت وزارة الدفاع في الجارة الشمالية تنظيم هذه المناورات العسكرية، إلى الرغبة في تعزيز التعاون مع البلدان المشاركة، وتكريس الشفافية مع الحلفاء الغير منتمين إلى حلف الشمال الأطلسي، وذلك ضمن مرحلتين: الأولى ستجري في ألمانيا وبلجيكا وكندا وإيطاليا وبريطانيا، والثانية عبارة عن عمليات ميدانية. ويهدف القائمون على تنظيم هذه المناورات العسكرية إلى مواجهة البلدان المشاركة لمختلف التهديدات الأمنية، سواء في البحر أو البر أو الجو، والتي تحدق بأمن وسلامة بلدان حلف الشمال الأطلسي، في خضم ارتفاع منسوب العمليات الإرهابية التي يقوم بها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وليست التهديدات الإرهابية لرجال أبي بكر البغدادي وحدها التي دفعت حلف "الناتو" إلى إقامة هذه المناورات العسكرية، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بل أيضا تحديات الهجرة غير الشرعية في عرض البحر الأبيض المتوسط، الذي يشهد بين الفينة والأخرى مقتل العشرات من المهاجرين الباحثين عن مستقبل أفضل بالضفة الأوربية. ويعلق خبير في الشأن العسكري والاستراتيجي، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لهسبريس، على مشاركة المغرب مراقبا في هذه المناورات، بالقول إن المملكة تشارك بهذه الصفة، من خلال إرسال عدد قد لا يتعدى ضابطا واحدا، غالبا ما يكون الملحق العسكري المغربي لدى سفارة البلد المضيف، مرفوقا في بعض الأحيان بأطر أخرى. وقال الخبير ذاته بأن "مشاركة المغرب في هذه المناورات ليست بالأهمية الكبيرة، نظرا لعدم مشاركات وحدات فعلية في الميدان"، قبل أن يستدرك بأن المشاركة تروم التعرف على أحدث التقنيات العسكرية والتكتيكات الميدانية، وهو ما يساعد في تحيين المعلومات والمعارف الخاصة بالجيش المغربي".