حولت الجزائر الجامعة الصيفية التي تقيمها على أرضها بولاية بومرداس، منذ ست سنوات متوالية، إلى منصة لإطلاق صواريخها السياسية بشكل مباشر ضد المغرب، واتهامه بشتى النعوت والأوصاف بشأن علاقته مع الصحراء، من خلال استضافة ما يسمى أطرا صحراوية، واستدعاء أكاديميين جزائريين، وسفراء بلدان إفريقية أيضا. وزادت جرعة اتهامات الجامعة الصيفية، التي تحتضنها وتمولها الجزائر، إلى النظام المغربي خلال الدورة السادسة المقامة حاليا في بومرداس، في الفترة الممتدة بين 25 يوليوز و12 غشت الجاري، حيث شكلت فرصة ذهبية لقيادات الانفصاليين، ومن يدعم أطروحتهم، في رمي المملكة بكل ما يخطر أو لا يخطر على بال. وعلى هامش الجامعة الصيفية حرص برنامج جزائري على منح الكلمة لأحد قياديي جبهة البوليساريو، يدعى محمد لمين أحمد، وهو أيضا رئيس الجامعة الصيفية، والذي اغتنمها فرصة ليعتبر أن المغرب يعتريه حلم توسعي في المغرب العربي، وبأن المملكة تغار من الجزائر. وقال مستشار زعيم البوليساريو إن المغرب يراوده حلم توسعي كبير، فهو يطالب بأراض جزائرية كما طالب من قبل بأراض موريتانية، مبرزا أن "النظام السياسي الحاكم في المملكة يغار كثيرا من النظام الجزائري، ومن الشعب الذي استنشق البنادق، وضحية بمليون وآلاف الشهداء في حرب التحرير" وفق تعبيره. وبخصوص تأثير العلاقات المغربية الفرنسية على مسار نزاع الصحراء بالأممالمتحدة، خاصة بعد فترة الخلافات التي طفت بين الرباط وباريس، قال القيادي الانفصالي إنه لم يقتنع يوما بأنه كانت هناك خلافات حقيقية بين البلدين، باعتبار أن ما وقع كان مجرد خلافات بسيطة لا ترتقي لأزمة بين البلدين. "المغرب كان تحت الحماية الفرنسية منذ 1912 وليس تحت الاستعمار الفرنسي، وفرنسا كانت تحمي العرش المغربي من الشعب، وهذا لا زال قائما" يقول مستشار زعيم الجبهة قبل أن يستطرد بأن فرنسا كانت تلوح دائما بحق الفيتو لصالح المغرب. وضمن ندوة أخرى، تندرج ضمن أشغال الجامعة الصيفية بالجزائر، طالب ذات القيادي بالجبهة الانفصالية من منظمة الأممالمتحدة بضرورة التدخل العاجل لما سماه "وقف الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان المتزايدة في الصحراء، وضرورة وضع آلية أممية دائمة لحمايتها هناك". ولم يفت لمين الإشادة بالمواقف التاريخية للجزائر في الدفاع والمرافعة عن القضية الصحراوية، حيث اعتبر أن البوليساريو ما فتئت تتعلم الدروس والعبر من تجربة الشعب الجزائري في الكفاح، مشيرا إلى أن الجامعة الصيفية التي دأبت الجزائر على تنظيمها أفادت العديد ممن سماهم أطرا صحراوية بالجبهة.