للمرَّة الثانيَّة في أقلِّ من شهر واحد، حلَّت رئيسة بعثة المينورسُو كيم بولدُوكْ في مخيمات تندُوف، بحر الأسبوع الجاري، وعقدت لقاءً ثنائيًّا مع زعيم الجبهة محمد عبد العزيز وسطَ تكتمٍ أثار حفيظة المتابعِين بفعل عدم الكشف عن مضامِين اللقاء التي جرى تداولها، والاكتفاء بتصريحات تقليدية مطالبة بإجراء "استفتاء لتقرير المصير". وعاتبَ محمد عبد العزيز، لدى لقائه مبعوثة بان كي مون، منظمة الأممالمتحدة قائلا إنه بالرغم من مضي 24 سنة على تواجدها في الصحراء إلا أنها لم تبادر إلى تطبيق القانون حتى اليوم، بحسب تعبيره، سواء في توفير الحياد بين الطرفين ومعاملتهما بالمثل، منتقدا ما اعتبرهُ تسامحًا أمميا مع شروط الدولة المغربيَّة. عبد العزيز قال إن على الأممالمتحدة أن تمارس مهامها المخولة لها، معيدا التصريح بما اعتيد منه عن كون "المغرب يعرقل الجهود الأممية بالانتهاكات الحقوقية في الصحراء"، معتبرا أنَّ "ثمَّة خطة نية لجعل المنحدرِين من الصحراء أقليَّة في منطقتهم". في غضُون ذلك، قللت منابر ناطقة إعلاميا بلسان البوليساريو من قيمة التصريحات التي خرج بها عبد العزيز، ذاكرة أنه دأب على إلقاء اللائمة على المجتمع الدولي منذُ أن خاب الرهان على توسيع صلاحيَّات بعثة المينورسُو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، زيادة على فشل ما كان يروجُ حول كون 2015 عامًا للحسم، وذلك بغرض التغطية على سُوء الوضع الصحيِّ لمتصدر هرم الترابية بالتنظيم الانفصالي. ووفقًا لمجلَّة "المستقبل الصحراوِي" فإنَّ ثمة إدراكًا في المخيمات لاستحالة تنظيم استفتاء في ظل مساندة فرنسا للمغرب ورفض الرباط للخطوة، جاعلة مقترح الحكم الذاتِي سقفًا لما يمكنُ السماح به في التباحث حول مصير الصحراء، التي صارت إحدى أقدم النزاعات بالقارة السمراء. في غضون ذلك، يرتقبُ أن يحلَّ الأمين العام للأمم المتحدَة، بان كِي مُون، بمخيمات تندُوف قبل متمِّ العام، وذلك وفقًا لما جرى الإعلان عنه إبان يونيو المنصرم من لدن البُوليساريُو عقب استقبالها المبعوثة الأممية سوازنا مولاكورا، التي جوبهت بتشكٍّ مما اعتبر "نسيانًا أمميًّا للملف". وبالمقابل، نأت رئيسة بعثة المينورسُو بنفسها عن الإدلاء بأيِّ تصريح صحفي لمنابر موالية لأطروحات تندوف، مكتفيةً بالمباحثات التي أجرتها مع عبد العزيز وتمحورتْ في غالبيَّة نقاطها على قضايا حقوق الإنسان واستثمار المغرب للثروات بالمنطقة التي يمارس عليها سيادته، وأيضا أفق الدفع بمسار التسوية مع المغرب إلى الأمام.