نقلت جبهة البُوليساريُو، عبر رئيس وفدها المفاوض، خطرِي آدُوه، أمس، قراءتها لراهن ملفِّ الصحراء، إبَّان لقاء مع المبعوث الشخصي للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر رُوس، الذِي يجرِي زيارة إلى المنطقة، على بعد شهرين من لقاء مجلس الأمن. البُوليساريُو ركزت على ما قالتْ إنَّه عنصر الزمن، قائلة إنَّه لم تعد ثمَّة إمكانيَّة للاستمرار في الوضع الحالِي، سيما أنَّ اللقاء الجديد يأتِي بعد تسعة أشهر من توقف مساعِي رُوس، الذِي ظلَّ المغربُ متريثًا في تحديد موعد لزيارته، قائلا إنَّ الطرف المغربي تنقصُ الإرادة. وإزاء عدم استقبال رُوس من قبل زعيم جبهة البوليساريُو المريض، محمد عبد العزيز، بالرُّغم من عودته مؤخرًا إلى المخيمات في أعقاب فترة علاج قضاها بإيطاليا، منْ نوبة ربُو حادَّة ألمَّتْ بها، حاولت البوليساريُو أنْ تبدد الشكُوك بتأكيد لقاء قادم بين المبعوث الأممي وعبد العزيز وكَذا أعضاء الأمانة العامَّة للبُوليساريُو، على اعتبار أنَّ الزيارة تدوم ثلاثة أيَّام. في غضون ذلك، أفاد منبرٌ انفصالي يدعى مجلَّة "المستقبل الصحراوِي" أنَّ أغلب سكان المخيمات غير متفائلين بزيارة رُوس، ويعتبرونها مُجردَ مضيعة للوقت، حيثُ كشف استطلاع للرأي قامتْ به أنَّ 58 بالمائة منْ "الصحراويِّين" لا يرجُون أيَّ فائدة منه، سيما أنَّ الأممالمتحدة لا كلمة لها في كثير من النزاعات حول العالم، في الوقت الذِي ذهبَ 4 في المائة من المستجوبين إلى أنَّ وساطة روس تصبُّ في صالح المغرب. وبحسب المصدر ذاته، فإنَّ المغرب صار يفرضُ شروطه في الملف، وقدْ رهن سماحه بزيارة كلٍّ من روس ورئيسة بعثة المينورسُو الجديدة، بحصوله على ضماناتٍ تؤكدُ سلامة نيتهما في الاشتغال، زيادة على ما قال إنه فتور في استقبال روس بالرباط. ونالتْ قيادة جبهة البُوليساريو حظًّا منْ الانتقادات مع انصراف كبير الجبهة إلى تدشين مصنع للصابُون واستكمال تزوِيد المخيمات بالطاقة الكهربائيَّة، وهو ما يراهُ معارضون بمثابة مؤشر على طيب المقام لقادة الجبهة على التراب الجزائري، وسعيهم إلى إطالته. ولا يعلقُ سكان المخيمات أملًا كبيرا على التقرير القادم لبان كي مون في مجلس الأمن، بحسب المصدر، حيث يرتقب بحسب قوله، أن يأتي على غرار سابقة، الأمر الذِي يدفع باتجاه استقالة رُوس من مهامه، كما فعل جيمس بيكر، وبالتالي إحراج البُوليساريُو ببيان فشلها في انتزاع الحل أمميًّا وعجزها عن الحشد، يضيف المنبر ذاته. وبحسب ما جرى الإعلان، عنه فإنَّ مباحثات روس في المخيمات تمحورت حول التقرير الذي سيقدمه الأمين العام للأمم المتحدة شهر أبريل المقبل إلى مجلس الأمن الدولي.