بدأ كريستوفر روس في زيارة مخيمات الاحتجاز التي تعتقل فيها جبهة البوليساريو آلاف المغاربة، باستفزاز للمغرب حيث عمد إلى زيارة منطقة تيفاريتي العازلة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو الذي ترعاه الأممالمتحدة. وأكدت مصادر مطلعة قيام روس بزيارة المنطقة مباشرة من العيون، واستقباله من طرف ما يسمى وزير دفاع البوليساريو في حفل عسكري رسمي حمل فيه السلاح بشكل علني، ورفعت شعارات تنادي بالعودة الى الحرب لإيصال رسالة تهديد من خلال الموفد الأممي للمغرب، ومحاولة ابتزاز الموفد الأممي والتأثير على برنامج زيارته للمنطقة. وتشمل لقاءات روس، لقاء قيادة البوليساريو حيث كان اللقاء الاول مع منسق البوليساريو الدائم مع المينورسو، ووزير دفاع الجبهة كما سيلتقي مع «زعيم الجبهة الأبدي محمد عبد العزيز». كما عمم إعلام البوليساريو لائحة لقاءات تشمل جمعيات ومنظمات تشتغل تحت إشراف الجبهة، وبتمويل رسمي منها. وأفادت مصادر للجريدة أن مخابراتيين جزائريين يشرفون على تأطير الزيارة، وأن حملة أمنية متزامنة لمنع كل من يشتبه في عدم موالاته من الظهور أو الاقتراب من الوفد الأممي حتى لا يتم فضح سلوكات معينة من قبيل التعذيب والقمع الذي يتعرض له المحاصرون هناك. وعلى هامش الزيارة، ذكرت مصادر إعلامية وطنية وأخرى تابعة للانفصاليين أن مجموعة مسلحة تابعة للانفصاليين توغلت في التراب الموريتاني، واعتدت على عمال شركة للتنقيب عن المناجم على الحدود المغربية - الموريتانية قبل تدخل السلطات الموريتانية التي أعادت المياه الى مجاريها، وصدت العصابة المسلحة عن ترابها. كما عممت مواقع إعلامية تهديدا لما يسمى شباب الثورة يهددون من خلاله بحمل السلاح، وطالبوا روس بإخلاء المنطقة وترحيل بعثة المينورسو عن الصحراء في إشارة الى أن الخطر سيهدد حياتهم. كما تبنت نفس الجهة الهجوم الذي قد تكون تعرضت له بعض المناطق بالجدار العازل قبل أسبوعين حسب ادعاءاتها. ويطير روس بعد زيارة المخيمات الى كل من الجزائر وموريتانيا لعرض أجندته الجديدة، والتي مازالت سرية وسيكشف عنها عقب نهاية جولته في تقرير للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن . الإحباط واليأس يدفعان صحراويين من تندوف إلى الانضمام لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من جهة أخرى قالت صحيفة (إلباييس) الإسبانية، يوم الاثنين، إن الإحباط واليأس السائدين بمخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) دفعا مجموعة من الصحراويين المقيمين بهذه المنطقة إلى الانضمام لصفوف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الإرهابي. وكتبت (إلباييس) في مقال تحت عنوان «الأممالمتحدة تمدد ولاية بعثتها في الصحراء وسط مخاوف من انتقال عدوى الإرهاب في منطقة الساحل»، إنه «وعلى خطى العديد من الشباب الجزائريين، انضمت مجموعة من الصحراويين لإحساسها بالإحباط بسبب غياب آفاق واعدة، إلى صفوف فرع القاعدة بمنطقة المغرب العربي». وأضاف كاتب المقال في السياق نفسهإنه حاور ثلاثة من الرهائن السابقين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، هم الفرنسية فرانسواز ليربي والزوجان النمساويان فولفغانغ إبنر وأندريا كلويبر، الذين أكدوا له أنه «يوجد بين الخاطفين صحراويون وأسيادهم الجزائريون». وأشار المقال الذي نشر بمناسبة الجولة التي يقوم بها حاليا بالمنطقة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء كريستوفر روس، إلى أن الولاياتالمتحدة أعربت عن قلقها إزاء تزايد عدم الاستقرار بالمنطقة بسبب الوضع في منطقة الساحل. وأبرزت الصحيفة، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري متخوف من أن «يؤدي استمرار نزاع الصحراء الذي عمر أزيد من 38 سنوات إلى تفاقم عدم الاستقرار بالمنطقة، ويساهم في صعود الحركات الإرهابية» المستشري بالمنطقة. وعادت صحيفة (إلباييس)، في هذا الصدد، إلى تصريحات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء كريستوفر روس التي أكد فيها أن الوضع في منطقة الساحل وجوارها «يجعل حل قضية الصحراء أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى».