أبدى زعيم جبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، الاستعداد للعودَة إلى إجراء مفاوضاتٍ مع المغرب حول ملفِّ الصحراء، قائلًا إنَّه يتوجبُ على الأممالمتحدة، اليوم، أنْ تولِي اهتمامًا أكبر بالنزاع الذي يمرُّ بحالةٍ من الجمُود، فضْلًا عن إشراك الاتحاد الإفريقي في الحل، وهو ما يرفضهُ المغرب، باعتبار الأممالمتحدة الطرف المخول برعاية مسار التسوية. وقال عبد العزيز، لدى استقباله مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة، سوازنَا مالاكورا، في مخيمات تندوف، إنَّ المسؤولة الأمميَّة أكدتْ له إقبال بانْ كِي مُون على إجراء زيارة إلى المنطقة، بحر العام الجارِي، منْ باب إبداء اهتمام بالملف، الذي يرى فيه انفصاليُّون أنه قدْ جرى التخلِي عنهم. وأضاف عبد العزيز أنَّه أبدى انشغاله في المباحثات بنقطتين، دأبت البُوليساريُو على المناورة بهما في السنوات الأخيرة، أولاهُما ذات طابع حقوقي من خلال اتهام المغرب بارتكاب انتهاكات في أقاليمه الجنوبيَّة، والثانيَة تتعلقُ باستغلال ثروات المنطقة، باعتبارها لا تزالُ محلَّ نزاع. في غضون ذلك، لم يتمكن زعيم البُوليساريُو الذِي لا يزالُ يعانِي مع المرض، من الذهاب إلى جنوب إفريقيا للمشاركة، في أشغال القمَّة الخامسة والعشرين لرؤساء دُول وحكومات الاتحاد الإفريقي، التي تنطلقُ اليوم في جوهانسبُورغ، حيثُ تمَّ إيفاد ما يسمَّى الوزير الأول، عبد القادر الطالب عمر، إلى جانب عددٍ من المسؤُولين الانفصاليِّين. وصرح عضو ما يسمى "الأمانة الوطنيَّة" في البُوليساريُو، محمد سالم السالك، بأنَّ القمة المنعقدة في جوهانسبورغ، ستكون محوريَّة وتاريخيَّة، بالنظر إلى ما ستخرجُ به من قرارات، وذلك بحكم مناقشتها قرار لمجلس الأمن والسلم في الاتحاد، كان قدْ صودق عليه في مارس المنصرم. موجهًا انتقاداته لفرنسا، بسبب ما قال إنها عرقلة لصدُور أيِّ قرار يسير في اتجاه لا يرضى عنه المغرب. في غضُون ذلك، لزمتْ مبعوثة بان كِي مُون إلى المخيمات جادة الحياد، بحيث لمْ ترد على مطالب قيادة الجبهة، سوى بإبداء الانشغال بوضع اللاجئين، والاهتمام بإعادَة إطلاق مسار المفاوضات، وهو ما اعتبرتهُ منابر انفصاليَّة "جعجعة بدُون طحين"، على اعتبار أنَّ فحوى اللقاء لمْ يجري الإفصاح عنه. ومن الأمور التي تبعثُ على السخريَّة، تقول المنابر ذاتها، أنَّه عوض سرد نقاط إيجابيَّة في اللقاء، اعتبر البعض مجرد ظهور عبد العزيز إلى جانب المسؤُولة الأمميَّة، إنجازًا أمميًّا، في حد ذاته، إثر تدهور صحته في العام الأخير، وتخلفه عن حضُور عددٍ من الأنشطَة.