تزامنًا مع الجولة التي يجريها المبعُوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدَة، كريستوفر رُوس، في المنطقة، واقتراب موعد عرض تقرير حول الصحراء بمجلس الأمن، اختارتْ البُوليساريُو فتح نيرانها على إسبانيا، التي تراها سائرة إلى التقارب فأكثر مع المغرب، على حساب دعمها في حساب الصحراء. القياديُّ الانفصاليُّ الذِي يشغلُ ما يسمَّة "وزارة التعاون الصحراوي"، أبرهيم المختار ، طالبَ الدولة الاسبانية بتصحيح ما قال إنه خطأ تاريخي اقترفته في حق "الصحراويين"، قبل أن يدعوها إلى اتخاذ موقف "إيجابي" و"منصف" داخل مجلس الأمن الدولي ينحازُ إلى الجبهة. المتحدث أردف إبَّان لقاءٍ حضرهُ ممثل جبهة البولساريو بكناريا، حمدي منصور، أنَّ ثمَّة ضرورة لتكثيف الجهود لحمل هيئة الأممالمتحدة والمنتظم الدولي للتحرك العاجل من أجل تجسيد ما قال إنها شرعية دولية لأجل بلوغ تقرير المصير عبر الاستفتاء. في غضُون ذلك، واصلَ روس جولتهُ في المنطقة، أمس، من الجزائر، بعدمَا سبقَ لهُ أنْ حلَّ في المغرب، وأمضى ثلاثة أيامٍ في مخيمات تندُوف، سعيًا وراء الدفع بمفاوضاتٍ تقود إلى حلٍّ سياسي، بعد جمودٍ دام أشهر رفض فيها المغرب استقباله. وفي سياق حملتها الديبلوماسيَّة، تراهنُ البُوليساريُو على يقوم وزير خارجية فنزويلا السابق ومندوبها الدائم بالأممالمتحدة السيد رافاييل راميريث بدور نشط لصالح أطروحتها، بعدما سبق لهُ أنْ زار المخيمات سنة 2006 أيَّام كان يشغل منصب وزير النفط في حكومة الرئيس الراحل، هوغو شافيز. التحركات الديبلوماسية المكثفة لمْ تحل دُون تسرب اليأس في المخيمات، بحسب ذكرتهُ منابر صحراويَّة، استبعدتْ أنْ يحمل القرارُ القادمُ لمجلس الأمن تغييرًا، على مستوى الأرض، سيما أنَّ زيارة رُوس، لمْ تجر إلَّا بعد الاستجابة للمغرب، الذِي فرضَ شروطه، على مبعوث بان كي مون، كما على رئيسة بعثة المينورسُو الجديدة، كيم بولدُوكْ.