تعدادُ المغاربة السكانيُّ مقبلٌ على الارتفاع ب29 بالمائة بانقضاء السنوات الخمسة والثلاثين المقبلة ليصلَ إلى 43.7 مليُون نسمة، وذلك وفقَ ما رجحتهُ دراسة أمميَّة أعدتها مديريَة الشؤُون الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة بمنظمة الأمم المتحدَة عن الانتقال الديموغرافِي لشعُوب العالم في أفق 2050. بيدَ أنَّ المغاربة، وإنْ كانُوا سيزدادُون عددًا في العقود القادمة بانتقالهم من 33.8 مليونًا، وفقا لنتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى السنة الماضية، إلى 43.7 مليونًا المبشر بها من لدن الONU، لن يكونُوا الأكثر تكاثرًا إذَا ما قيسُوا بباقِي الشعوب المغاربية. ووفقا لنفس المصدر فإن موريتانيا ستنمُو ساكنتها بنسبة صاروخيَّة تصلُ إلى 142 في المائة، لينتقل ساكنوا شنقيط من أربعة ملايين، في الوقت الحالِي، إلى ما يتخطّى الثمانية ملايين بالتمام والكمال عند حلول العام 2050. الجارة الجزائر ستسجل ثاني أعلى وتيرة نمو سكانِي في المغرب الكبير، وفق ما تكشفُ عنه الدراسة الأممية المشار إليها، ليبلغ عدد الجزائريين ما يزيد عن 56 مليونًا بانتصاف القرن الحالِي، فيما سيزدادُ الليبيُّون ب36 في المائة كي يصلُوا إلى 8.4 ملايين نسمة. على الصعِيد الدولي تتوقعُ الدراسة أن يتزايد سكان العالم ليناهزُوا عشرة مليارات نسمة في 2050، كما ينتظرُ أن تنتزع الهند صدارة التعداد السكانِي من الصين، لتصبح أكثر دول العالم الآهلة بالسكان، علمًا أنَّ أعلى معدل نمو ديموغرافِي هو الذِي سيتمُّ تسجيله في النيجر ويربُو على 452 في المائة. في غضون ذلك، سيطرحُ تزايد سكان الأرض إشكالاتٍ جمَّة على الحكومات والمجتمع الدولي، فحين ينضافُ وافدُون جدد بالملايير إلى الأرض، ستبرزُ الضرورة لتأمين حاجيَّات أكبر من الغذاء والماء والخدمات، في الوقت الذِي تسيرُ مواردُ الكوكب نحو النضوب وتتفاقمُ مشاكل الاحتباس الحراري مؤثرة على الأراضِي الصالحة للزراعة، الأمر الذِي سيحدثُ كثيرًا من الضغط، ولربما يفتحُ الأبواب على مصراعيها، بحسب ما يظهره التقرير، أمام صراعات مستقبليَّة. النمو الديموغرافِي الذِي يرجعُ الفضل فيه إلى التقدم الطبِي، ونجاح التلقيح في إنقاذ موالِيد كثر بالبلدان النامية من الوفاة، سيجعلُ ساكنة القارة الإفريقيَّة ترتفعُ بشكل لافت، في الوقت الذِي ستحافظُ أوروبا على وتيرتها البطء في الإنجاب، ما سيجعلها في حاجة إلى استيراد مواردها البشريَّة اللازمة من دُول الجنُوب تحت وطأة الشيخوخَة، بالرُّغم من تزايد الإشكالات المتصلة بالاندماج والتوترات الثقافيَّة.