حسب قواعد الاحتمالات فلن يحدث في ألمانيا التي يتراجع عدد سكانها، بل في إحدى الدولتين اللتين يزيد عدد سكان كل منهما على مليار نسمة وهما الصينوالهند. أي أنه من المحتمل أن يولد الطفل الذي يصبح عدد سكان العالم بمولده أكثر من 7 مليارات نسمة في مكان ما بهاتين الدولتين. زادت وتيرة نمو سكان العالم بشكل هائل على مر تاريخ البشرية، حيث بلغ تعداد العالم إبان فترة المسيح نحو 300 مليون نسمة، ثم كان المليار الأول من سكان العالم بعد عام 1800 بسنوات قليلة. وازداد سكان العالم في القرن الحادي والعشرين وحده بواقع مليار نسمة أخرى، وأصبح خبراء السكان يلتزمون الحذر بشأن أي تنبؤات أخرى، تماما كما يفعل خبراء الأرصاد الآن بشأن توقعات الطقس. وعن ذلك قال ديفيد بلوم من كلية هارفارد للصحة العامة إن هناك عدة عوامل تصعب التنبؤات الدقيقة الخاصة بسكان العالم، منها الأمراض المعدية والحروب والتقدم العلمي والتغيرات السياسية وقدرة القائمين على القرار السياسي في العالم على التعاون بعضهم مع بعض. ولكن وبصفة عامة فإن العلماء يتوقعون أن تتراجع وتيرة النمو السكاني، حيث تتنبأ الأممالمتحدة بأن لا يزيد عدد سكان العالم عن 8 مليارات إلى 10.5 مليار نسمة بحلول عام 2050. ومن المؤكد أن الثقل السكاني في قارات العالم سيشهد تغيرا مدفوعا بمعدلات النمو السكاني المرتفعة في آسيا وأفريقيا. وقريبا ستحل الهند التي يبلغ تعداد سكانها حاليا 1.2 مليار نسمة محل الصين (1.3 مليار نسمة) وسيصل عدد سكان نيجيريا التي تعتبر الأكثر سكانا من بين دول أفريقيا حيث يعيش فيها الآن نحو 162 مليون نسمة إلى نحو ثلاثة أرباع مليار نسمة بحلول منتصف القرن الحالي.