يتوقع قسم السكان التابع لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأممالمتحدة أن يصل عدد سكان الأرض في شهر أكتوبر من العام الجاري إلى 7 مليارات نسمة، ليرتفع بذلك الى الضعف خلال ال 50 عاما الأخيرة. وحدد قسم السكان في المنظمة الدولية يوم 31 أكتوبر للاحتفال بهذا الحدث التاريخي. وأشار تقرير صدر عن القسم المذكور يوم 1 أكتوبر الى أنه وبحلول عام 2100 سيصل عدد سكان الأرض الى 10 مليارات نسمة. وتميزت وتيرة ارتفاع عدد سكان الأرض على مدى حقبة طويلة من الزمن بالبطء، حيث بلغ عدد سكان الأرض 1 مليار عام 1804. لكن هذا العدد تضاعف بعد مرور 125 عاما ومن ثم تزايد باطراد، ونتيجة لذلك ارتفع عدد سكان المعمورة خلال الأعوام 1800 2011 سبع مرات. وولد خلال عام 2011 ما يقارب 135 مليون انسان، وتوفي 57 مليونا، لتسجل الزيادة السكانية 78 مليون انسان. ومن الجدير بالذكر أن ازدياد سكان الأرض سببه البلدان النامية. فحسب معطيات الأممالمتحدة فان اكثر 10 دول من حيث تعداد السكان تتضمن ثلاث دول متطورة فقط هي: الولاياتالمتحدةوروسياواليابان. وتحتل الصين المرتبة الأولى من حيث عدد السكان، الذي يقدر ب 1.35 مليار انسان، تليها الهند مع 1.24 مليار انسان. ويعتبر الخبراء أن ازدياد عدد السكان سببه ما يعرف ب الانتقال الديموغرافي وهو عملية انتقال مجتمع يتمتع بمعدل عال من الولادات والوفيات الى مجتمع تنخفض به معدل الولادات والوفيات بسبب التطور الاقتصادي. فمعدل الوفيات في المجتمع الذي تتوفر به الطبابة الحديثة يكون منخفضا، مع بقاء معدل الولادات مرتفعا، ما يتسبب بزيادة عدد السكان. وتنخفض الولادات مع انتشار وسائل منع الحمل وتطور النظام التقاعدي. والكثير من الدول المتطورة مرت بهذه المرحلة، والآن الكثير من هذه الدول تعيش حالة تراجع في عدد السكان. فمثلا اليابان، حيث اكثر من 30% من عدد السكان تزيد أعمارهم على 60 عاما، وفي عام 2050 ستصل هذه النسبة الى 42%. وفي الوقت ذاته فأن "الثقل" الديموغرافي ينتقل الى البلدان الأقل تطورا. ان ازدياد عدد السكان يحمل الى جانب الخطورة الناتجة عنه امكانية النمو الاقتصادي، ليصبح بمثابة محرك للاقتصاد. وتشير معطيات الاممالمتحدة الى أن عدد سكان الأرض في عام 2050 سيتراوح ما بين 8.1 9.3 مليار انسان، وفي عام 2100 سيكون ما بين 10.1 10.6 مليار انسان. ومن المتوقع ان يحصل في 40 عاما القادمة اعادة توزيع لسكان الأرض. فالصينوالهند ستتصدران من حيث عدد السكان إلا انهما سيتبادلان المراتب، لتتصدر الهند بلدان العالم من ناحية عدد السكان بحلول عام 2050 مع 1.69 مليار انسان، تليها الصين. أما روسياواليابان فسيخرجان عن قائمة العشر الأوائل. كما اوضحت توقعات الاممالمتحدة أن زيادة عدد سكان الارض سيستمر على حساب الدول النامية، حيث سيقطن 86% من سكان الارض في هذه الدول بحلول عام 2050. اضافة الى ذلك فان نسبة الوفيات والولادات سيتراجع خلال الاربعين عاما القادمة ما سيتسبب بتغيير في هيكلية العمر لسكان الأرض. فمثلا بحلول عام 2050 سيزداد معدل عمر الانسان الى 76 عاما مقابل 69 في عام 2011. وستحتل الولاياتالمتحدة الصدارة في هذا المجال.