استعصاءُ المغرب على تنظيم "الدولة الإسلاميَّة"، ووقوفه حصنًا منيعًا ضدَّ مخططاته الإرهابية، لم يكن كافيًا ليبدد مخاوف السياح الإيطاليِّين من المجيء إلى المملكة، وهو ما أفضى إلى تراجع عددهم بصورة ملحوظة ما بين العام المنصرم والعام الحالِي، وفقًا لتحقيق أجرتهُ مجموعة تأمينات ألمانيَّة. ووفقًا لمعطيات "Allianz Global Assistance"، فإنَّ المغرب تكبد تبعات ما حصل لدى جيرانه، إثر هجوميْ متحف باردُو وشاطئ سوسة في تونس، وذبح الرهينة الفرنسي في الجزائر، هيفرِي كُوردِيل.، حيث تراجعت الحجوزات الإيطالية في الفنادق المغربية، على غرار تراجع حجوزات الفرنسيين. أمَّا الأسباب التي تدفعُ الإيطاليِّين إلى التوجس من زيارة المغرب، في الوقت الراهن، فلا تبتعدُ عن تأثير داعش، حسب ما تبين من استجواب شبكة من 177 وكالة أسفار تعملُ في إيطاليا، بالاستناد إلى ما أبداهُ المسافرُون من انطباعات حول وجهات شمال إفريقيا. ذلك أنَّ سياحًا كثرًا لا يقيمُون فرقًا بين المغرب وباقِي الدول في خضم ما يحصل. في غضون ذلك، تراجع السياح الفرنسيُّون الوافدُون إلى المغرب بسبعة في المائة، عقب هجمات "شارلِي إيبدو" في باريس، ودعوة "داعش" إلى النيل من كلِّ فرنسي حيثما وجد، وإن كان مدنيًّا، بسبب مشاركة فرنسا في التحالف الستيني لواشنطن ضدَّ التنظيم، منذُ ما يزيدُ عن عامٍ مضى. وتشيرُ النتائج إلى أنَّ الحجوزات الإيطالية في المغرب هبطت ب74.8 في المائة. المسافرون الإيطاليون أبدوا رغبة في قصد وجهات أخرى كي لا يغامرُوا بحياتهم، علمًا أنَّ توجسهم الإيطاليِّين لم يهم المغرب فقط، وأبدت حذرًا من بلدان أخرى مثل مصر وتُونس وإسرائيل وكينيا. تركيا التي دخلت في مواجهة مع تنظيم "الدولة الإسلاميَّة"، مؤخرًا، عقب تفجير مدينة سوروج الواقعة على الحدود مع سوريا، صارت بدورها محلَّ نفور السياح الإيطاليِّين، بحسب ما يبينُ التحقيق، وهو ما قدْ يعنِي إقبالًا تركيًا على خسارة مواد اقتصاديَّة مهمَّة من النشاط الذِي يدرُّ على البلاد زهاء 30 مليار دولار سنويًّا. حوادث فتاتيْ إنزكان اللتين توبعتا أمام القضاء بسبب قصر التنورة، وما أثارتهُ من جدل، أرخت بظلالها أيضًا، حسب ما أفاده المكتب الوطني المغربي للسياحة، على القطاع، في الوقت الذي لا تزالُ تقديرات الدول المغربيَّة مطمئنة عن الوضع في المملكة، بالرغم من الدعوة إلى بعض الحذر، على اعتبار أنَّ لا إمكانيَّة للحديث عن الدرجة الصفر من المخاطر الأمنية.