بالرُّغم من المخاوف الذِي أشاعتها الاضطرابات الأمنيَّة في عددٍ من بلدان المنطقة، جراء تمددُ التنظيمات الإرهابيَّة، لا زال غالبيةُ الفرنسيِّين يبدُون جاهزيَة للمضي في سفر سياحة إلى بلدان إسلاميَّة، منها المغرب الذِي حلَّ أوَّل بلدٍ يطمئنُّون إليه لدى التواجد بالعالم الإسلامِي. وكشفتْ دراسة أجرتها "إيزِي فواياجْ" الفرنسيَّة أنَّ سبعة من أصل كل عشرة فرنسيِّين يبدُون استعدادهم السفر إلى البلدان الإسلاميَّة، حتى وإنْ كانت منطقة شمال إفريقيا التي يجرِي التردد عليها بكثرة من الفرنسيين بحكم عوامل التاريخ والجغرافيا والثقافة كتونس والجزائر قدْ شهدت أحداثًا إرهابيَّة، سواء بالهجوم على متحف "باردُو" أوْ ذبح الرهينة الفرنسي من قبل جند الخلافة التابع ل"داعش" بالجزائر. وأبدى المستجوبُون اطمئنانهم لمستوى الأمن الذي ترفلُ فيه المدن المغربيَّة، وإنْ كانت خارجيَّة بلادهم تدعُو إلى يقظة جد عاديَّة، وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى تركيا التي يترددُ عليها الفرنسيُّون بكثافة، ذلك أنَّ خمسين بالمائة منهم يرون المغرب أفضل بلدٍ إسلامي لقضاء العطلة، في حين أجاب 28 بالمائة بتركيا، و22 في المائة بتونس. في غضون ذلك، لفتت نقابات مهنيي الأسفار والسياحة في فرنسا، مؤخرًا، إلى تراجعٍ كبير في الإقبال على بلدان إسلاميَّة، بسبب تحذيرات الخارجيَّة الفرنسيَّة التي صنفت درجة المخاطر المحتملة للتعرض لاعتداء، في كلِّ بلدٍ على حدة، حتى وإنْ صارت الأغلبيَّة تفضلُ السفر في نطاق مجموعة باعتبارها أكثر أمانًا، ولمْ تتجاوز نسبة المستعدِّين إلى السفر لوحدهم 33 بالمائة. ووصلت نسبة إلغاء الحجوزات في الفنادق التونسية، في الفترة ما بين يناير وأبريل من العام الجارِي، إلى 43 بالمائة، وذلك بسبب شبح الإرهاب المطل إلى البلاد من ليبيا، حتى أنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" تمكن من السيطرة على سرت الليبية وشرع في التمدد بالبلاد. وكانت معطيات رقمية كشفت أن حجوزات الفرنسيين في المغرب شهدت تراجعًا يربُو على 36 في المائة خلال مارس المنصرم، كما تراجع الفرنسيُّون الوافدُون إلى المغرب في الأشهر الثلاثة الأولى من العام ب45 في المائة، زيادة على انخفاض حادٍّ في رقم معاملات وكالات الأسفار التي دأبت على تنظيم رحلاتٍ صوب المغرب.