كشف البيت الأبيض الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي عن نسخة من سجله الفيدرالي الخاص بالهدايا التي تلقاها كبار مسؤولي الولاياتالمتحدة خلال العام 2009.. ومن بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأسرته.. إذ يفيد التدقيق في محتويات السجل الرسمي الأمريكي، المشكّل من 50 صفحة، بوجود اسم الملك محمّد السّادس ضمن لائحة مُهاديي أوباما. وحسب ما وُثّق بالصفحة عدد 2959 من ذات السجلّ الفيدرالي.. فإنّ العاهل المغربي محمّد السادس قد قدّم يوم ال4 غشت من العام 2009 هدية دبلوماسية وحيد ة للرئيس الأمريكي.. وهي عبارة عن 9 كتب متناولة لتاريخ وثقافة المملكة المغربية بقُّمة حدّدها المراقبون في 624 دولار.
المثير للانتباه ضمن ذات السجل المعمّمة معطياته بداية الأسبوع الجاري هو غياب أي اسم لمسؤول حكومي أو عسكري مُقدم على منح هدايا دبلوماسية لنظرائهم من الأمريكان.. عكس دول أخرى "شقيقة وصديقة" أبدت كرما عاليا بهذا الخصوص ووثق لفعلها ضمن ذات السجل المذكور بكافة التفاصيل.
وينقل السجل الفيدرالي لهدايا البيت الأبيض، وبالضبط على متن صفحته 2956، بأنّ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد أبدى حميمة عالية وهو يقدّم للرئيس أباما، بتاريخ ال5 من ماي 2009، هديته الفريدة المشكّلة من 4 صناديق لتمر و12 قارورة من النبيذ الأحمر.. وهي العطية التي وُثق لقيمتها المالية ب 500 دولار.
الكرم الحاتمي للرئيس بوتفليقة لم يطل الرئيس أوباما لوحده.. بل تعدّاه ليصل إلى اسم عسكري من قيمة الجنرال "وِيلْيَامْ فْرَايْزْرْ.. إذ تتضمّن الصفحة 2999 من السجل الفيدرالي تفاصيل إهداء بوتفليقة لإطار زينة من "البُّورْسُولِينْ" مشتمل على رسم مذهب.. وهو الذي تم التوصل به بتاريخ 29 أبريل وحددت قيمته المالية في 600 دولار قبل أن يحال على القيادة العسكرية لتوافي به الجنرال المذكور.
العاهل السعودي تصدّر لائحة الأسخياء الذين أصرّوا على تقديم هدايا نفيسة لرئيس أمريكا وأسرته وموظفي البيت الأبيض.. إذ حضي أوباما بهدايا ملكية سعودية مقيّمة في 34.500 دولار.. أمّا زوجته فقد قدت هداياها من ملك السعودية ب 146.200 دولار.. زيادة على ابنتيها الحاضيتين بعناية مماثلة وصلت قيمتها إلى 7275 دولارا.. في حين وُزّعت هدايا بقيمة 108.245 دولارا على باقي موظفي البيت الأبيض.. ثمّ هدايا ب23.400 دولار لمترجم دبلوماسي فهدايا ب 12 ألف دولار للقائم بالاعمال الاميركي في الرياض.
ومن بين الهدايا التي قدمها العاهل السعودي إلى أوباما هناك مجسم كبير للصحراء على قاعدة من الرخام الحامل لتماثيل من ذهب تصوّر أشجار نخيل وجِمال.. وساعة من صنع "يغر لوكولتر".. في حين استقبلت السيدة الأمريكية الأولى مجوهرات من الياقوت الأحمر والألماس وعقد من اللؤلؤ.. أمّا سليلتا أوباما فقد تلقتا كتبا وأشرطة معلوماتية مضغوطة.
الرئيس المصري حسني مبارك لم يهادي رئيس أمريكا.. بل فضل نائبه جوزيف بيدن.. إذ حسب معطيات السجل الفيدرالي، والصفحة 2970 منه، فقد أرسل مبارك علبة منقوشة ثمانية الأوجه صوب البيت الأبيض في ال 22 من أكتوبر 2009، وهي بقيمة 440 دولار.. أمّا زوجة الرئيس المصري، سوزان مبارك، فقد ارتأت توفير عتاد مطبخي فاخر بقيمة 630 دولار لمشيل أوباما .. وهو ما وثقت له الصفحة 2956 بتاريخ 23 شتنبر من العام ماقبل الماضي.
حاكم قطر.. الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبصفته وزيرا للدفاع.. أرسل للكولونيل جيمس هالت، الملحق العسكري بسفارة أمريكا بالدوحة، ساعة هاميلتون H79-616-533.. وهي الهدية التي تمّ التوصل بها في ال19 أبريل 2009 وقُيّمت في 1862 دولار قبل أن تُحال للكولونيل المعني بالأمر عبر قنوات مؤسسته العسكرية.
الرئيس العراقي جلال طالباني أبدى ولعا بالسجاد ضمن هداياه لمسؤولي البيت الأبيض، إذ وافى أوباما.. حسب الصفحة 2957 بزربيتين عراقيتين تقليديتي،ن ولوحتين فنيتين، يوم 7 أبريل 2009 .. وهي الهدايا ذات قيمة من 1850 دولار.. وعاود طالباني إهداء هيلاري كليتون، حسب ما تضمنته الصفحة 2971، زربية عراقية تقليدية بقيمة 400 دولار في ال25 أبريل 2009 . قبل أن تورد الصفحة 2971 من ذات السجل بأن جلال طالباني قد عاود يوم ال25 من شتنبر تقديم زربية عراقية تقليدية لوزيرة الخارجية الأمريكية.. وضمنها غلافا كتب على متنه: "من جلال المناضل لأجل الحريّة إلى الرئيس" . وهي الهدية التي طالت قيمة 355 دولار حسب الخبراء.
رئيس الجمهورية العراقية استمر في التفاخر بالزرابي العراقية الكردية ووافى بواحدة منها "جيمس ستينبرغ"، نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، وهو الفعل الذي وثق له بالصفحة 2976 بتاريخ 25 أبريل 2009 وقيمة 1260 دولار.. هذا قبل أن يدوّن في على متن الصفحة 2996 من ذات المصدر بأنّ وزير الدفاع الأمريكي "رُوبِيرْ غِيتْسْ" قد أُكرم من قبل الرئيس العراقي بتاريخ ال7 أكتوبر من العام 2009 بعلبة حلوى رفيعة وزربيّة تقليدية الصنع صوّرت وسطها قلعة مدينة أرْبِيلْ الكردية، وهي الهدية التي وصلت قيمتها الإجمالية إلى 395 دولار.
أمّا الأمير الكويتي صباح آل حمد آل جابر آل صباح فقد أهدى، خلال يوم ال3 من غشت 2009، الرئيس الأمريكي صندوقا برونزيا مليئا بجواهر ولآلئ.. بقيمة إجمالية حددها الخبراء في 1100 دولار بالتمام والكمال.. هذا في الوقت الذي طال كرم الأمير الكويتي نائب الرئيس "جُوزِيفْ بِيدن" بسيفٍ في غمد جلدي مطرز بالذهب تصل قيمته إلى 1400 دولار.. في حين استلمت "ديبورا جونس"، السفيرة الأمريكية لدى الكويت، هدية بقيمة 630 دولارا وتمثلت في قطعة نقدية تذكارية صادرة عن البنك المركزي الكويتي إضافة لساعة نسائية من نوع "أومِيغَا".
رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبُو مَازن وجّه بدوره هدايا إلى باراك أوباما.. إذ أوردت الصفحة 2957 من السجل الفيدرالي المعمّم أنّ يوم ال 28 ماي 2009 قد عرف توجيه أبي مازن للوحة فنية و8 كتب صوب الرئاسة الأمريكية.. وهي الهدية التي قدر ثمنها ب 446 دولارا.. إضافة لقارورة من زيت الزيتون تساوي 75 دولار.