لن يكون المغرب بمنأى عن تبعات الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي، هذا ما توصلت إليه الأسبوعية الأمريكية "فورين بوليسي" التي خصصت عددها الأخير للحديث عن تداعيات الاتفاق بين طهرانوواشنطن، وتكشف أن المغرب سيكون ساحة للصراع بين إيران والسعودية التي تنظر بعين الريبة للاتفاق النووي الأخير. وقالت المجلة الأمريكية إن صراعا على النفوذ بين الرياضوطهران سيكون المغرب ساحة له، رغم بعده الجغرافي عن الشرق الأوسط حيث تدور منافسة حقيقية على النفوذ بين السعودية وطهران، وهي المنافسة التي أصبح لها بعد طائفي واستحالت إلى صراع سني شيعي. وفسرت "فورين بوليسي" احتدام المنافسة بين السعودية وإيران على توسيع نفوذها، بكون المغرب "يعتبر من أقوى معاقل المذهب السني في نظر السعودية"، وهو الأمر الذي تعلمه حتى طهران التي تعمل جاهدة على إيجاد موطئ قدم لها في المملكة ومحاولة تدارك ما فاتها خلال السنوات التي قطعت فيها العلاقات بين الرباطوطهران. وتوقعت المجلة الأمريكية أن تستغل إيران رفع الحظر الاقتصادي عنها واسترجاع أصولها المالية المجمدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتقوية حضورها في كل من مصر والمغرب، في المقابل تعمل المملكة السعودية على صرف أموال معتبرة على بناء المساجد في المغرب "وذلك لمنع أي انتشار للمذهب الشيعي بين المغاربة". ولحدود الآن لم يصدر عن المغرب أي رد فعل رسمي حول الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي، باستثناء رفض مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة التعليق على هذا الاتفاق، رفض فسره تاج الدين الحسيني الخبير في العلاقات الدولية "بكون الدبلوماسية المغربية تعتبر من مجالات السيادة"، مضيفا بأن المغرب اختار منطق الصمت والانتظار "حتى تتضح الرؤية". وأكد الحسيني أن المغرب سيكون ساحة لمعركة دبلوماسية بين الرياضوطهران، خصوصا وأن "الصراع بين البلدين قد بلغ أوجه بالحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن لأن السعودية أرادت أن تبلغ إيران رسالة مفادها أن هناك دول تعتبر خطا أحمر لا يجوز لطهران التدخل فيها". وعن مصير علاقات المغرب مع السعودية وإيران، فقد أكد الحسيني أن الرباط تسير في اتجاه تطبيع العلاقات مع إيران لكن مع تحديد خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها وعلى رأسها مسألة نشر التشيع بين المغاربة، مضيفا بأن علاقة المغرب مع السعودية هي علاقة استراتيجية لا يمكن أن تتأثر بموقف الرباط من الاتفاق النووي الإيراني. وعضض الحسيني رأيه بالإشارة إلى موقف الإمارات التي تعتبر حليفا قويا للسعودية من الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي، ذلك أن الإمارات ورغم الخلافات التاريخية مع طهران فقد رحبت بالاتفاق، بالإضافة إلى معطى آخر، وهو رغبة واشنطن في أن يكون لجميع حلفائها موقف إيجابي من الاتفاق الذي أبرمته بلاد إدارة أوباما مع إيران، ليخلص الحسيني إلى أنه "ليس من مصلحة المغرب أن تصبح إيران عدوا له خصوصا لو التزمت بعدم نشر التشيع في صفوف المغاربة وبالثوابت السيادية للمملكة".