صادقت لجنة الكنيست الإسرائيلي رسميا صباح يوم الاثنين على الطلب الذي تقدم به وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك للانشقاق عن حزب العمل، الذي كان يترأسه، وتشكيل كتلة حزبية جديدة تحت اسم "عتسماؤوت" أي "الاستقلال"، حيث تمت المصادقة بأغلبية 11 عضوا ومعارضة 3 وامتناع واحد عن التصويت وذلك بعد نقاشات حادة. وكان ايهود باراك قد قام في وقت مبكر من صباح اليوم، مع أربعة آخرين من أعضاء الحزب في الكنيست بتقديم طلب بالانفصال عن حزبه تمهيدا لإقامة كتلة حزبية جديدة، في خطوة اعتبرها المراقبون مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، وأوضح باراك ان كتلته الجديدة والتي تتألف من 4 نواب انسحبوا اليوم من حزب العمل، ستتحول لاحقا الى حزب سيكون حزبا مركزيا وصهيونيا وديمقراطيا، داعيا كل من يؤمن بنهج الكتلة الجديدة الى الانضمام.
وتتألف كتلة باراك الجديدة من نائبه في وزارة الدفاع متان فيلنائي ووزير الزراعة شالوم سيمحون واوريت نوكيد وعينات وولف، حيث أصبحت الكتلة الجديدة تشكل أكثر من ثلث الأعضاء فيما بقي 8 أعضاء في حزب العمل على وضعهم السياسي.
واكد باراك في بيانه انه وزملاؤه يقدمون اليوم على سلوك طريق جديد ومستقل، مشيرا إلى ان دولة إسرائيل تواجه محنا ليست بهيّنة، سياسية وأمنية واجتماعية. وأضاف أنهم توصلوا الى الاستنتاج انه يجب وضع حد للوضع الشاذ غير الطبيعي داخل حزب العمل اذ انه اصبح في يتألف من أكثر من كتلتين، كما ان الحزب أخذ ينجرّ الى اليسار ويتمسك بآراء تمثل ما بعد الحداثة وما بعد الصهيونية.
هذا وقال مصدر كبير في ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الاخير كان على علم مسبق بسرّ الخطوة الدراماتيكية التي اعلن عنها ايهود باراك، مؤكدا ان هذه الخطوة تهدف الى تثبيت الاوضاع داخل الائتلاف الحكومي وتمكينه من مواصله عمله بصورة منتظمة.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قد ذكر أمام اجتماع لمجلس الوزراء أن تهديدات حزب العمل بترك الائتلاف الحكومي تقوض عملية السلام معتبرا أن الفلسطينيين يرفضون العودة إلى المفاوضات بسبب هذه التهديدات.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية يوم الاثنين عن نتانياهو قوله إن الفلسطينيين يشددون من مواقفهم بسبب تصريحات من وزراء حزب العمل، حول الانسحاب من الحكومة والحاجة إلى إحراز تقدم في العملية السلمية.