ركزت الصحف الأوربية الصادرة اليوم السبت اهتمامها على جملة من المواضيع كان من أبرزها مقترحات التقشف الجديدة التي قدمتها الحكومة اليونانية إلى الدائنين الدوليين إضافة إلى الاهتمام بقضايا دولية ومحلية. ففي ألمانيا سلطت الصحف الضوء على مقترحات التقشف الجديدة التي تقدمت بها الحكومة اليونانية ، حيث أشارت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) في تعليقها إلى أن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس عرض قائمة جديدة للإصلاحات وكأن شيئا لم يحدث وهو الذي كان يرفض قبل أيام وب"فظاظة " مثل هذه الاقتراحات بل وأجرى استفتاء حول الموضوع. واعتبرت الصحيفة أن هذه الاقتراحات التي تشمل زيادة في الضرائب وإصلاحات في نظام التقاعد، وفوائض الميزانية، كانت بمثابة نقطة سوداء، إلا أنها حاليا في طريقها ربما إلى التطبيق متسائلة عما إذا كان هذا التغيير الجذري في موقف أثينا له مصداقية. من جهتها ترى صحيفة (موشنر كوريير) أن الكسيس تسيبراس ، " ديماغوجي وغير ثابت على رأي " إذ خدع في نهاية المطاف، شعبه اليائس الذي رفض كل إجراءات التقشف التي اقترحها الدائنون عن طريق الاستفتاء. ووفق صحيفة (راينفالتز ) فإن الحكومة الألمانية إذا اعتمدت بياناتها وشروطها السابقة وأخذتها على محمل الجد، فإنها سترفض مقترحات حكومة أثينا الحالية وستعتبرها غير كافية مذكرة أن الانهيار الاقتصادي في اليونان لم يكن وليد الساعة بل بدأ منذ فترة طويلة. من جهتها عبرت صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) عن اعتقادها بأن المستشارة أنغيلا ميركل ستعمل من أجل اقتراح آلية جديدة في الاتحاد الأوروبي وفي البرلمان الألماني "البوندستاغ" على إثر الأزمة اليونانية مضيفة أن هناك مؤشرات على أن أوروبا على وشك إبرام اتفاق لمعالجة هذه الأزمة. أما صحيفة (ميتلبايريشه تسايتونغ) فعبرت عن تشاؤمها من أزمة اليونان مشيرة إلى أنه حتى ولو تم إيجاد حل وسط لها خلال نهاية الأسبوع ، عبر اتفاق البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي وكذلك أعضاء منطقة الأورو ، فإن بعض الاضرار لا يمكن إصلاحها . وفي بلجيكا كتبت صحيفة (لوسوار) حول نفس الموضوع تحت عنوان '' اليونان حققت خطوة إلى الأمام '' أن نص المقترحات التي أرسلتها الحكومة اليونانية للدائنين مقابل الحصول على تمويل لمدة ثلاث سنوات ، يتكون من 13 صفحة ، وهي مقترحات قريبة من تلك التي اقترحت من قبل الدائنين في 26 يونيو، ورفضتها الحكومة في البداية لحين الإعلان عن إجراء استفتاء . لكن الحكومة اليونانية لا يستطيع أن تقوم بغير ذلك ، تقول (لوسوار) ، لأن ثمانية عشر بلدا وثلاث مؤسسات تعتبر هذه الخطة أفضل حل لإعادة تشغيل الاقتصاد اليوناني ، قد فهم اليونانيون هذا الأمر وقبلوا هذه المرة بالأهداف المطلوبة. من جهتها كتبت صحيفة (لاليبر بلجيك ) تحت عنوان " هل هي مقترحات جديدة من أثينا أو مجرد فن قص ولصق "، متسائلة '' هل لم يحترم تسيبراس في النهاية صوت شعبه الذي كان قد قال ''لا'' عن أكثر من 60 في المائة من المقترحات المقدمة من الدائنين ¿ ''. ومع ذلك ، ترى الصحيفة ، أن الفرق كبير بين الاتفاقيتين المحتملتين ويكمن بالخصوص في '' الالتزام ببحث إعادة الهيكلة للتخفيف من أعباء الديون . وألكسيس تسيبراس يدعو الدائنين إلى السير في هذا الطريق. سيكون انتصارا شخصيا بالنسبة لرئيس الوزراء اليوناني إذا تمكن من الفوز بمثل هذا التعهد ''. وفق صحيفة (لادرنيير أور) فإن مسألة خروج اليونان من المجموعة النقدية مازالت قائمة، مشيرة إلى أنه "في حال لم تكن الحسابات جيدة '' بعد دراسة المقترحات اليونانية، يمكن أن تتحول قمة الاحد للدول 28 بالاتحاد الأوروبي إلى اجتماع أزمة، الذي سيدفع بخروج اليونان من مجموعة العملة الموحدة. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالمقترحات التي قدمتها اليونان الى دائنيها ، معتبرة أن الوزير الأول اليكسيس تزيبراس قدم تنازلات. في هذا الصدد كتبت صحيفة (لوموند) تحت عنوان "تسيبراس قدم تنازلات كبرى من اجل تجنب خروج بلاده من منطقة الأورو" أن الوزير الاول اليوناني ، يتطلع الى اقناع الدائنين بمناقشة خطة ثالثة للمساعدة من 5ر53 مليار أورو، موضحة أن مقترحات اليونان التي اعتبرت فرصة أخيرة ، تنص على سلسلة من الاصلاحات. وأضافت الصحيفة أن 5ر53 مليار أورو على مدى ثلاث سنوات ، تعد ضرورية لتجنب افلاس اليونان فيما يشهد اقتصادها توقفا ،وبنوكها شبه مغلقة ، مبرزة أن تسيبراس يطلب اعادة مراجعة الدين العمومي (322 مليار أورو ، أي ما يمثل 180 في المائة من الناتج الداخلي الخام). وقالت الصحيفة إنه ليس ذلك ما كان يحلم به اليونانيون الذين صوتوا برفض سياسة التقشف بنسبة 61 في المائة. من جهتها تساءلت صحيفة (لبيراسيون) عما اذا كان تسيبراس لديه خيار ، مضيفة أن مخطط اثينا الذي اعتبر بمثابة استسلام يبدو في الواقع حسابا استراتيجيا. وقالت إن تسيبراس أراد على الفور تجنيب بلاده الخروج من منطقة الأورو الذي رغب فيه بعض " الشركاء " الأوروبيين بشكل علني ، ملاحظة أن الوزير الاول يحاول ربح مزيد من الوقت أمام اختبار القوة غير متكافئ مع الدائنين ، مما سيتيح له القطع مع المساومات على المدى القصير ، والتي عمل على مواجهتها منذ انتخابه. وفي النرويج ، واصلت الصحف اهتمامها بالتطورات السياسية والاقتصادية للأزمة الاقتصادية والمالية التي تعاني منها اليونان، حيث أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى ورود أنباء عن قبول اليونان القيام بإصلاحات من أجل الحصول على أموال جديدة وبالتالي الموافقة على بعض مطالب الشعب اليوناني الذي قال "لا" في الاستفتاء الذي نظم الأحد الماضي. ونقلت الصحيفة تحليلا لأحد الاقتصاديين الذي أكد أن نظام التقاعد الذي يعرف أزمة كبيرة في اليونان يتسم بعيوب كبيرة وأن الحكومة اليونانية لم تكن فعالة على مدى عقود. من جهتها ، أشارت صحيفة (في غي) إلى منح أغلبية البرلمان اليوناني الضوء الأخضر للحكومة من أجل التفاوض مع الدائنين على اتفاق القروض على أساس الاقتراح الجديد للإصلاح. وأضافت أن الحكومة اليونانية تأمل في أن يتضمن الاقتراح الذي يقدم للدائنين خفض الانفاق ويتطرق للخوصصة والتقاعد ، مبرزة أن رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس يعتقد أن الاقتراح الجديد أفضل من ما تم عرضه من قبل الدائنين. من جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أنه بعد ساعات من النقاش صوت 251 من أعضاء البرلمان اليوناني على منح الحكومة صلاحية التفاوض مع الدائنين. واعتبرت الصحيفة أن هذه النتيجة كانت متوقعة ، موضحة أن بعض أعضاء حزب رئيس الوزراء امتنعوا عن التصويت. وفي إيطاليا ، عبرت صحيفة (المساجيرو) عن اعتقادها أنه مع تقديم البرنامج الجديد من الإصلاحات إلى مجموعة الأورو، وهو برنامج تلتزم فيه أثينا بتنفيذ معظم التدابير التي اقترحها دائنوها من قبل ، فإن تسيبراس سيكون قد تراجع بخطوة إلى الوراء مجنبا اليونان الخروج من منطقة الأورو. ووفقا للصحيفة ، فإن ردود فعل العواصم الأوروبية على المقترحات الجديدة لتسيبراس متباينة ، ففي الوقت الذي تصف فيه فرنسا المقترحات ب"الجادة وذات مصداقية "، التزمت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الصمت إذ يبدو ، أنها '' مصممة " على التوصل ، وفقا للمقربين منها ، إلى اتفاق ، على الرغم من الموقف المتصلب حول هذه المقترحات لوزير ماليتها، حسب الصحيفة ، التي أشارت إلى أن دول شرق أوروبا هي التي تحفظت بشأن مقترحات أثينا، واعتبرتها '' غير كافية ''. من جهتها ذكرت (لاريبوبليكا) أن برنامج تسيبراس يسعى إلى الزيادة في الضريبة على القيمة المضافة وزيادة الضرائب ، وعودة الخصخصة وإصلاح نظام التقاعد. وأشارت الصحيفة إلى أن اليونان قد طلبت رسميا ليلة الخميس ، برنامجا ثالثا للمساعدات بقيمة 60 مليار أورو على مدى ثلاث سنوات من أجل تسديد ديون صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي ، وبالمقابل وافقت أثينا على تنفيذ برنامج ادخار 12 مليار أورو في السنة. وأضافت أن المفاوضات ستستمر بين أثينا وبروكسل في حين ستبقى البنوك اليونانية مغلقة للأسبوع الثاني على التوالي مشيرة أن السحب من أجهزة الصراف الآلي ممكنة ولكنها محددة في 60 أورو في اليوم. صحيفة (كورييري ديلا سيرا) كتبت أن انتصار "لا" في الاستفتاء كان ساحقا، لكنه انتهى إلى النتائج التي صوت من أجلها أنصار '' نعم ''. أما في إسبانيا فخصصت الصحف الصادرة اليوم تعاليقها للتوقعات الجديدة للإطار الماكرو اقتصادي الذي صادق عليه مجلس الوزراء الإسباني أمس الجمعة. وهكذا كتبت (إلموندو)، تحت عنوان "الحكومة ترفع الناتج الداخلي الخام وليس التشغيل "، أن التوقعات المحينة للحكومة الإسبانية تفيد بأن معدل النمو سيبلغ 3ر3 في المائة في 2015 ، لكنه لن يوفر ما يكفي من مناصب العمل، مقارنة بالتوقعات السابقة ، التي قدمت في أبريل الماضي للمفوضية الأوروبية. من جهتها أوردت صحيفة (لا راثون) أن الحكومة قدمت "سلسلة من التدابير الرامية إلى تعويض المواطنين عن الجهد الذي بذلوه " خلال النصف الأول من الولاية التشريعية ، وذلك لمواجهة الانتخابات المقبلة المقررة متم السنة الجارية. أما صحيفة (إلباييس)، فأوضحت أن "راخوي سيستفيد من تحسين الاقتصاد الإسباني لإطلاق إشارات انتخابية "، مضيفة أن الحكومة المركزية قامت ، أمس الجمعة ، بالخطوة الأولى نحو المصادقة على الميزانيات العامة للدولة قبل الدعوة للانتخابات. وأوردت اليومية تصريحات نائبة رئيس الحكومة ، صوريا ساينز دي سانتاماريا، التي أكدت أن تحسن التوقعات الاقتصادية يعود للإصلاحات التي قامت بها حكومة ماريانو راخوي. وفي سياق متصل ذكرت (أ بي سي)، التي أشارت إلى أن الحكومة سرعت من وتيرة حملتها الانتخابية ، أن الأشهر الأخيرة من هذه الولاية التشريعية ستكون حبلى بالإشارات الاجتماعية والتدابير لفائدة المواطن الإسباني ، مشيرة الى أن المراجعات صعودا للمؤشرات الاقتصادية الإسبانية "واقعية وحكيمة " بحسب الحكومة.