طالب علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة من قبل السلطة بالجزائر منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي عن السلطة وإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية الأحداث العنيفة التي صاحبت الاحتجاج على الأزمة الاجتماعية التي عمّت الجزائر مؤخرا.. وقد جاء التعبير الصريح لبلحاج عن مطلبه بفضاء مسجد الوفاء بحي القبّة بالعاصمة خلال حديث له دام لساعة ونصف أمام عشرات الأفراد مباشرة بعد انقضاء صلاة الجمعة. وقال بلحاج بأن بوتفليقة مدعو للتعقل حتّى لا يخرج على التلفاز في خطاب مهين شبيه بالخطاب الأخير للرئيس التونسي السابق زين العابدين بنعلي، ثمّ زاد: "إذا لم يستطع بوتفليقة الإصلاح فليستقل ثمّ يخرج للشعب ويقول ما هو كائن من ممارسات بين أقطاب الدولة".. هذا قبل أن يزيد: "لقد راسلت عبد العزيز بوتفليقة عام 1999 بكتابة: إنك مطالب بإحداث ثورة سياسية حقيقية تخدم الشعب وتحفظ الأجيال المقبلة من الهزات.. لكنه لم يفهم بعد". بلحاج أكّد أيضا، ضمن ذات الموعد الخطابي بمسجد الوفاء، على أنّ عمد الحكومة الجزائرية لتخفيض أسعار بعض المواد الغذائية بعد اندلاع الانتفاضات الاجتماعية الأخيرة لا يعدّ إلاّ دليلا على اقتراف أخطاء تدبيرية بالجملة وضمن كافة المجالات، وأوّلها المجال الحقوقي.. قبل أن يزيد: "لا يمكن للنظام الجزائري الحالي أن يراهن على بقائه في السلطة عبر مواجهة المواطنين بقوى الأمن والمتحيّزين من الأئمّة.. ذلك أنّ الأمنيين مكوّنون لمحاربة الجريمة لا لقمع المحتقنين في الوقت الذي يمكن للأئمّة أن يقودوا الأمّة تجاه الصواب لا لترويج مغالطات الحاكم". كما دعا نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ لحل كامل للأحزاب السياسية الجزائرية المُقرّة بخدمتها لبرنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.. مُتسائلا عن المغزى من وجود طوائف سياسية تودّ خدمة برنامج سياسي وحيد دون مقترحات ولا انتقادات.. وانتقد أيضا بلحاج تصريحات عبد العزيز بلخادم خلال "انتفاضات الجوع" التي اتهم فيها المحتجين بالتآمر على بوتفليقة، إذ وجّه إليه خطابه بتنصيصه على أنّ "الشعب الجزائري لن ينتظر طويلا".