مباشرة بعد أن كشفت نتائج الحمض النووي عن هوية مغتصب فوزية دمياني، وهو الذي لم يكن سوى ابن أخيها البالغ من العمر 21 سنة، وعلى إثر اعتقاله زوال أمس من طرف عناصر الدرك الملكي لمولاي عبد الله على خلفية زنا المحارم والاغتصاب المفضي إلى الحمل والولادة، شكّك عدد من المتتبعين للملف في نتائج التحليلات المخبرية التي وصفوها ب "غير المضبوطة". وعزا متتبعون للقضية شكوكهم إلى كون التحليلات المخبرية لم تأخذ بعين الاعتبار صلة القرابة التي تجمع الضحية بالمشتبه فيه، مشيرين إلى أنه من الطبيعي أن تكشف النتائج عن تقارب كبير في الأحماض النووية بين كل من المتهم الرئيس وعمّته ورضيعها، مطالبين في نفس الوقت بإعادة إجراء التحليلات المخبرية، مع الأخذ بعين الاعتبار صلة القرابة بين الأطراف الثلاثة، والتدقيق أكثر في مدى ضلوع المتهم في الجريمة أو براءته. وفي المقابل، أفاد مسؤول دركي أن اعتماد المصالح الطبية المختصة على مرتكزات علمية دقيقة لا يترك مجالا للشك في النتائج المخبرية، وهو ما ينطبق على قضية الشابة فوزية دمياني التي تعرضت للاغتصاب والحمل، حيث كشفت نتائج الحمض النووي عن هوية الجاني بشكل لا نقاش فيه، مفندّا كل الشكوك بتأكيده على أن ابن أخ الضحية اعترف، مباشرة بعد صدور النتائج، بالمنسوب إليه اعترافا تاما لا غبار عليه. وأضاف ذات المسؤول، في تصريح خصّ به هسبريس غير راغب في نشر هويته، أن النتائج المخبرية الدقيقة، من جهة، وكذا اعتراف الجاني بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، "يجعلنا أمام قضية محسومة وواضحة ولا نقاش فيها"، مشيرا إلى أنه فور انتهاء فترة الحراسة النظرية، يوم غد، "سيتم عرض المتهم على أنظار العدالة للبت في القضية التي شغلت الرأي العام المحلي والوطني، واستطاعت المصالح الدركية فك لغزها بالدقة والفعّالية اللازمة، فيما تبقى ادعاءات المشكّكين خالية من كل سند معقول ومقبول". شقيق الضحية، الذي هو أيضا عمّ المتهم، قال في تصريحه لهسبريس، إن مغتصب فوزية، مهما كان، قد اقترف أفعالا شنيعة في حق شابة مريضة وتعيش وسط وضعية إعاقة متقدمة، وتسبب في تشريد عائلة وتضرّرها ماديا ومعنويا، موضّحا أن الضحية بمجرد أن ذُكِر في حضرتها خبر توقيف ابن أخيها حتى صاحت بأعلى صوتها وهي تبكي بشدة لم يسبق للعائلة أن عاينتها، دون أن تتمكن بسبب إعاقتها، من توضيح سبب دخولها في تلك الحالة غير المعهودة. وعن موقف أفراد العائلة من نتائج الحمض النووي واعتقال المتهم أشار ذات المتحدث إلى أن الجميع أصيب بصدمة كبيرة، خاصة والدة الضحية التي هي في نفس الوقت جدّة الرضيع والمتهم، حيث اختلطت عليها الفواجع ولم تعد تملك نفس الرغبة في تربية الحفيد لحظة ولادته، مشيرا إلى أن الأسرة تجهل لحدود الساعة الكيفية التي ستربي بها الوليد والاسم العائلي الذي سيحمله، وأيضا مصيره بين أبناء عائلته ومجتمعه.