دروس وعِبر للمستقبل.. الكراوي يقارب 250 سنة من السلام بين المغرب والبرتغال‬    أخنوش: فقدنا 161 ألف منصب شغل في الفلاحة وإذا جاءت الأمطار سيعود الناس لشغلهم    طنجة.. توقيف شخص بحي بنكيران وبحوزته كمية من الأقراص المهلوسة والكوكايين والشيرا    عمره 15 ألف سنة :اكتشاف أقدم استعمال "طبي" للأعشاب في العالم بمغارة الحمام بتافوغالت(المغرب الشرقي)    "المعلم" تتخطى مليار مشاهدة.. وسعد لمجرد يحتفل        الإسبان يتألقون في سباق "أوروبا – إفريقيا ترايل" بكابونيغرو والمغاربة ينافسون بقوة    انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل    أخنوش: حجم الواردات مستقر نسبيا بقيمة 554 مليار درهم    الجديدة.. ضبط شاحنة محملة بالحشيش وزورق مطاطي وإيقاف 10 مشتبه بهم    استطلاع رأي: ترامب يقلص الفارق مع هاريس    هلال يدعو دي ميستورا لالتزام الحزم ويذكره بصلاحياته التي ليس من بينها تقييم دور الأمم المتحدة    النجم المغربي الشاب آدم أزنو يسطع في سماء البوندسليغا مع بايرن ميونيخ    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا الخميس والجمعة المقبلين    حصيلة القتلى في لبنان تتجاوز ثلاثة آلاف    سعر صرف الدرهم ينخفض مقابل الأورو    البحرية الملكية تحرر طاقم سفينة شحن من "حراكة"    استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب    الجفاف يواصل رفع معدلات البطالة ويجهز على 124 ألف منصب شغل بالمغرب    المعارضة تطالب ب "برنامج حكومي تعديلي" وتنتقد اتفاقيات التبادل الحر    «بابو» المبروك للكاتب فيصل عبد الحسن    تعليق حركة السكك الحديدية في برشلونة بسبب الأمطار    في ظل بوادر انفراج الأزمة.. آباء طلبة الطب يدعون أبناءهم لقبول عرض الوزارة الجديد    إعصار "دانا" يضرب برشلونة.. والسلطات الإسبانية تُفعِّل الرمز الأحمر    الجولة التاسعة من الدوري الاحترافي الأول : الجيش الملكي ينفرد بالوصافة والوداد يصحح أوضاعه    رحيل أسطورة الموسيقى كوينسي جونز عن 91 عاماً    مريم كرودي تنشر تجربتها في تأطير الأطفال شعراً    في مديح الرحيل وذمه أسمهان عمور تكتب «نكاية في الألم»    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مصرع سيدة وإصابة آخرين في انفجار قنينة غاز بتطوان    عادل باقيلي يستقيل من منصبه كمسؤول عن الفريق الأول للرجاء    الذكرى 49 للمسيرة الخضراء.. تجسيد لأروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي لاستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية    أمرابط يمنح هدف الفوز لفنربخشة        متوسط آجال الأداء لدى المؤسسات والمقاولات العمومية بلغ 36,9 يوما    "العشرية السوداء" تتوج داود في فرنسا    إبراهيم دياز.. الحفاوة التي استقبلت بها في وجدة تركت في نفسي أثرا عميقا    بالصور.. مغاربة يتضامنون مع ضحايا فيضانات فالينسيا الإسبانية    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    مدرب غلطة سراي يسقط زياش من قائمة الفريق ويبعده عن جميع المباريات    عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم    تقرير: سوق الشغل بالمغرب يسجل تراجعاً في معدل البطالة    "فينوم: الرقصة الأخيرة" يواصل تصدر شباك التذاكر        فوضى ‬عارمة ‬بسوق ‬المحروقات ‬في ‬المغرب..    ارتفاع أسعار النفط بعد تأجيل "أوبك بلس" زيادة الإنتاج    استعدادات أمنية غير مسبوقة للانتخابات الأمريكية.. بين الحماية والمخاوف    الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي: للفلسطينيين الحق في النضال على حقوقهم وحريتهم.. وأي نضال أعدل من نضالهم ضد الاحتلال؟    عبد الرحيم التوراني يكتب من بيروت: لا تعترف بالحريق الذي في داخلك.. ابتسم وقل إنها حفلة شواء    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محلل مغربي: الجزائر تتجه نحو "سيناريو سوري هجين"

أظهر شيوخ الحرب الباردة في النظام الجزائري خلال العشر سنوات الأخيرة قدرة كبيرة على المناورة والهروب من التغيير، لكن المعطيات تغيرت بسرعة في الميدان خلال السنتين الأخيرتين، إذ برزت مؤشرات مرتفعة المخاطر تدل أن الجزائر قريبة من استنساخ سيناريو "سوري هجين"، فالأسباب والشروط التي قادت إلى العشرية السوداء باتت تتجمع من جديد نتيجة صراع الجناحين الرئيسيين في السلطة، جناح "السعيد بوتفليقة"، وجناح الجنرال "محمد مدين" المدعو ب"توفيق "، حول رئيس دولة نصفه حي ونصفه ميت، فالأحداث الطائفية في غرداية واحتجاجات الجنوب تمهد الطريق لوصول داعش الموجود في ضواحي الجزائر على الحدود الليبية.
ولوحظ بالمقابل، أن الضغط الداخلي على حكام الجزائر يدفعه إلى الرفع من خطورة المناورات التي يقودونها لضرب استقرار دول الجوار بتوظيف أوراق "عبدالمالك دوردكال "، أقدم إرهابيي تنظيم القاعدة في العالم وورقة "مختار بلمختار" التي قد تكون ضاعت بسبب الضربة الأمريكية الأخيرة في ليبيا، لكن لعبة التحالف الاستراتيجي مع تنظيم القاعدة لضرب استقرار دول تونس والمغرب وموريتانيا وليبيا باتت تنتقل تدريجيا نحو الداخل الجزائري ، فالوضع الداخلي المتردي يدفع بالجماعات الإسلامية المسلحة إلى الانبعاث من جديد وقد تكون الجزائر "عش الدبابير "المقبل للقتال بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وداعش شمال إفريقيا،
صعوبة انتزاع الجزائر من المضي نحو الفوضى
ويبدو المشهد الجزائري موزعا بين متابعة ما يجري في ليبيا وتونس وما يجري داخليا من محاكمات حول ملفات فساد شبيهة بفيلم طويل لا ينتهي، يلعب فيه المتهمون دور الشهود ويدورون في حلقة مغلقة ،ف محاكمات قضية "بنك خليفة أو محاكمة "سونتراك" تُخفي صراعات قاتلة حول السلطة والمواقع في الحكم بين الراغبين في توريث الحكم إلى شقيق الرئيس "السعيد بوتفليقة " وتحويل الجزائر إلى جمهورية وراثية وبين الرافضين لذلك، ووسط هذه القضايا التي تُظهر الانفلات الأسطوري الذي تعيشه الدولة الجزائرية يكتشف الجزائريون مستويات غير مسبوقة من الهشاشة في الدولة، فالنظام لا يتوفر على رؤية ويعيش انقسامات في محيط السلطة ووسط الأمنيين ومؤسسة الجيش حول مرحلة ما بعد بوتفليقة وطريقة التعامل مع الرئيس بنصفه الحي ونصفه الميت،
ومقابل ذلك ، تحس قوى سياسية كثيرة بالفوضى في البلاد ، وتشعر أن لا دور لها،ويحس الجزائريون بإفلاس كبير في الخدمات والظروف المعيشية، لذلك اختارت القوى الشبابية التي تصل الى نسبة 70 في المائة من ساكنة الجزائر والمحكومة بشيوخ الحرب الباردة ، أسلوب الاعتصام والاحتجاج والإضراب ، فالاحتجاج يتوسع نطاقه الجغرافي والاجتماعي والمهني ليصل حوالي 25 ألف احتجاج في سنة 2014 ،وهو ما يعبر عن عدمالاستقرار بسبب الظروف المعيشية التي يعاني منها الجزائريون ،فتصاعد الانتقاداتوالمعارضات للغاز الصخري ولتراجع الدعم للقدرة الشرائية بسبب الإفلاس المالي القادم يُؤشر على بوادر التقاء خط المطالب السياسية (الحرية والكرامة )بخط المطالبالاجتماعية والاقتصادية (العدالة الاجتماعية)،وهما الخطان اللذان يشعلان الأوضاع ويؤشران على قرب الدخول في مرحلة الفوضى،
والمثير، أن الصراعات الطائفية المتواصلة في غرداية منذ ثلاث سنوات والحركات الاحتجاجية في الجنوب الصحراوي نحو ورغلة وتمنراست باتت تقترب من مشهد الأنبارمنذ سنتين في العراق ، التي اخترقتها جماعة "أبوبكر البغدادي "أنداك ،فالمشهد نفسه يعاد إنتاجه في جنوب الجزائر ،حيث يتقوى تنظيم داعش يوميا في أطراف الجزائر ويربط خطوط الامتداد بين سرت نحو سبها في الجنوب الليبي للمزيد من النفاذ نحو خلايا داعش في "ولاية الجزائر " ، فالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمناخ النفسي الناتج عن انسداد الأفق بات منتجا للتطرف أكثر من الماضي، ففكرة الانتقام من الأمن والجيش عادت من جديد ومجموعات متعاطفة مع داعش تتدرج إلى خلايا نائمة، والداعشيون الجزائريون العائدون شرعوا في التجنيد والتحريض ،
وترتفع درجة الخطورة بعدم قدرة الأمن الجزائري على تحديد هوية العائدين من سوريا والعراق الشيء الذي دفع الأنتربول إلى تسليم السلطات الأمنية الجزائرية لوائح عديدة لأسماء مقاتلين جزائريين في تنظيم داعش أخرها لائحة تشمل 1500 مقاتل داعشي جزائري مجهولين عند السلطات ، ويبدو أن المقاربة القائمة على مهادنة الإسلاميين عبر قانون الوئام المدنيوعدم استفزازهم لم تنجح، فالجزائر لا تتوفر على قوائم لحضر السفر في الطيران ولاتتوفر على قوائم لمشتبه فيهم على الحدود.
وباتت الصفقات التي أبرمت مع الإسلاميين المتشددين أثناء العشرية السوداء تؤثر على الجزائر ، فالسلفيون المتشددون يعودون ويملؤون مساحات الفراغ الديني المهول الذي تعرفه الجزائر وباتوا يعلنون عن أنفسهم في فضاءات تغيب فيها السلطة ويعلنون عن أفكارهم في الاعلام ، فعشية الإعلان عن دخول شهر رمضان يخرج المتشدد "زراوي عبد الفتاح حمداش "على إذاعة الشروق في مشهد محاكي لداعش الموصل بتصريح يقول فيه "لو كنت رئيس الجمهورية لمنعت الموسيقى لن يغني أحد في الجزائر وسنكسر المعازف وسيستتاب الفنانين "،
ولم يعد من الممكن لنظام الأخوين "عبد العزيز والسعيد بوتفليقة " وشريكهما المتمرد الجنرال "توفيق مدين " الاشتغال بطريقة شراء الولاءات لأن الموارد المالية باتت غير كافية،فالرئيس مريض "مرض الموت "والدستور معطل و"السعيد بوتفليقة " بدون غطاء شرعي ،والحوار مع جناح الجنرال "توفيق مدين" صعب لن تفيد فيه ترنحات "سعداني" و"اويحيى" ولا "بيعة " الجيش بقيادة "القايد صالح " ل"سعداني" بعد المؤتمر الحزبيالأخير لجبهة التحرير ، وتزداد الخطورة مع انخفاض أسعار النفط، إذ يتهم نظام "بوتفليقة " بتبديد أموال الدولة في مرحلة ارتفاع أسعار الغاز و النفط، ويحس الشارعأن نظام الحكم السائد له ارتباط هيكلي بمدخول الغاز و النفط ، وأنه لم يستطع تنويعاقتصاده ووضع استراتيجية لتأمين المستقبل ،فالسلطة الحاكمة ليس لها بدائل وحلولوإنما لجأت مباشرة بعد بداية انخفاض أسعار النفط الى حل استغلال الغاز الصخري، الشيء الذي أشعل الاحتجاجات، فالجزائر اليوم بدون بديل اقتصادي للسنوات المقبلة،والدولة ضيعت ملايير الدولارات في تبديد غير مسبوق للأموال العمومية بنزوع قيادات الجيش ومحيط بوتفليقة الى تهريب الأموال نحو الخارج ،
المغرب وموريتانيا وتونس معرضة لخطر قادم من الجزائر
وبقدر ما يرتفع سقف المخاطر الداخلية يزداد النظام الجزائري عدوانية في محيطه الإقليمي ، ويلعب على ورقتين لتهديد أمن دول الجوار ،تتمثل الورقة الأولى في محاولة الجنرال "البشير طرطاق " المشهور بمحاربته واحتوائه وإعادة توظيفه للتنظيمات الإرهابية في العشرية السوداء والموعود من طرف "السعيد بوتفليقة" بالحلول محل الجنرال "توفيق مدين" حاول الوصول الى الجنوب المغربي عبر استعمال أوراق خلايا تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بقيادة "مختار بلمختار" الموالية لجهاز المخابرات الجزائرية ،ف"البشير طرطاق" فشل في محاولات تسريب "مختار بلمختار" نحو الأراضي المغربية سنة 2009 وفشل في تسريب مجموعة إرهابية بقيادة "محمد الديحاني" (نونبر 2010) التي حاولت تأسيس محور ثلاثي من مخيمات تندوف نحو موريتانيا للوصول إلى العيون وفشل المدعو " ابوالوليد" في بناء شريط إرهابي من شمال مالي مرورا بمخيمات تندوف للوصول على العيون عبر تجميع السلاح في منطقة أمغالا(يناير 2011) وصولا إلى محاولة "الحسين دحوس" (يناير 2015) بناء تنظيم في منطقة وجدة الذي وإن حٌسب على داعش فإنه مجند من طرف المخابرات الجزائرية بعد مقتل أخيه "ابوعبيدة" المنتمي لتنظيم القاعدة سنة 2011،فالمشروع كان يهدف إلى استقطاب وترحيل مغاربة نحو معسكرات التدريب في الجزائر للعودة لتنفيذ عمليات إرهابية فوق التراب المغربي ،وواضح أن مجموعة الجنرال "البشير طرطاق" سهلت مأمورية تسربه للمغرب ،
ويبدو أن فشل محاولات الاختراق دفعت مجموعة "البشير طرطاق" إلى تغيير استراتيجية التسرب بالشروع في تزوير جوازات سفر أو تسليم جوازات سفر جزائرية لأفراد من مخيمات تندوف عاد بعضهم منذ سنتين إلى الجزائر بعد مشاركتهم ضمن كتائب الدفاع عن نظام القدافي قبل سقوطه ، وتفسر هذه المحاولات المسترسلة من طرف الجزائر للمسباستقرار المغرب ببداية انجاز السياج المغربي على الحدود الجزائرية ،كما أنها تفسر اعتذار المغرب عن استضافة كأس افريقيا لكون مجموعة "البشير طرطاق" كانت تستعد لتقديم جوازات سفر لمجموعات إرهابية وتسريبها ضمن الجماهير المرافقة للفريق الجزائري لكرة القدم للقيام بأعمال إرهابية في المدن المغربية الكبرى.
وعمدت الجزائر مباشرة بعد انهيار نظام بنعلي الى الشروع في ضرب الاستقرار داخل تونس انطلاقا من جبال الشعابني ،فكتيبة عقبة بن نافع المتركزة في جبل الشعابني بولاية القصرين على الحدود مع الجزائر أنشأتها المخابرات الجزائرية مباشرة بعد انهيار نظام بنعلي ،حيث شرع جزائريون مرتبطون بالحليف الاستراتيجي للمخابرات الجزائرية "عبدالمالك دوردكال " في تدريب تونسيين لتنطلق العمليات الإرهابية ويعلن بعدها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في سنة 2014 عن ارتباط الكتيبة به ،ومن المتوقع ،أن تزداد الضربات الإرهابية على تونس من داخل الحدود الجزائرية لإفشال بناء نموذج تونسي يحاصر الجزائر ،لذلك عمدت الجزائر في الأسابيع الأخيرة الى خلق مزيد من التوتر على إثر اتهام السلطات التونسية بالتقارب مع الأمريكيين ،وشك الجزائريين في شروع الأمريكيين في إقامة قواعد عسكرية فوق الأراضي التونسية تستهدف مراقبة الجزائر .
وبات الليبيون ينظرون بريبة الى الجزائر التي تحتضن حوارا بهدف عرقلة الحل السياسي في ليبيا ،فالقوى الليبية والإقليمية والدولية انتبهت الى ان الجزائر تريداستمرار مزيد من الفوضى في ليبيا لكونها تدخلت منذ سنة بقواتها فوق الأراضي الليبية داخل مسافة 80 كلم على الشريط الحدودي في الجنوب الغربي الليبي ، لتقوم بعد ذلك بتأمين مسافة ترابية داخل الأراضي الليبية والانتقال للتعاقد مع شركة كورية جنوبيةلحفر حواجز تمكن من تسريب نفط من آبار ليبية حدودية، كانت محل نزاع مع القذافي، نحو آبار فوق الترابي الجزائري .
وقد تكون موريتانيا ميدانا جديدا لضربات خلايا القاعدة التي تحركها الجزائر في منطقة شمال إفريقيا، فعشية الإعلان عن مقتل "مختار بلمختار" سارعت السلطات الأمنية الجزائرية الى تسريب معلومات تشير الى ميلاد تجمع إرهابي جديد في شكل مجلس شورى يضم مجموع التنظيمات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعامة "عبدالمالك دوردكال "، أحد أقدم القيادات الإرهابية في العالم الذي يفسر استمراره لمدة 23 سنة بتحالفه مع أجهزة المخابرات الجزائرية ، وظهرت مؤشرات خطورة التجمع الإرهابي الجديد في مواجهات الأيام الماضية مع القوات المالية غرب البلاد قرب الحدود الموريتانية، فالجزائر أشرفت بذلك على رعاية اتفاق بين المجموعات الأزواديةوالسلطات المركزية في مالي حول الشمال وبادرت في نفس الوقت إلى نقل التوثر نحو غرب مالي على الحدود مع موريتانيا ، ،فالأراضي الموريتانية لم تتعرض لأي اعتداء إرهابي منذ التقارب الكبير الذي حصل بين الرئيس الموريتاني "ولد عبدالعزيز"والسلطات الجزائرية ،لكن التوثر الدبلوماسي الأخير جعل الخطر الإرهابي يقترب من جديد نحو الأراضي الموريتانية من غرب مالي وفي المنطقة العازلة شمال موريتانيا التي تسعى الجزائر الى خلق تحالف يجمع الإرهابيين بالمهربين يهدد الحدود المغربية من الجنوب ويقطع الممرات البرية التجارية نحو موريتانيا .
وتستعمل الجزائر بذلك ، أوراقا متعددة ضد دول الجوار للتغطية على وضعها الداخلي أخطرها ورقة دعم الجماعات الإرهابية المنتشرة على مشاتل الإرهاب والتطرف الممتدة برعاية جزائرية من الحدود الجنوبية الجزائرية الملتصقة بشمال مالي وشمال النيجر والشريط الممتد عبر غرب ليبيا والممتد الى الوسط الغربي في لتونس في جبال الشعابني،فالجزائر خلقت بذلك بوابات إرهابية لتهديد دول جوارها عن طريق الجماعات التي تنطلق من الأراضي الجزائرية نحو جبال الشعابني وألية "مختار بلمختار" الإرهابية التي فتحت لها الجزائر ممرات من غرب موريتانيا وشمال مالي الى جنوب ليبيا ودفعتها في السنتين الأخيرتين نحو شمال شرق ليبيا في إمارة درنة ، وبمقتل "مختار بلمختار" تكون الجزائر قد فقدت ورقة للضغط على حكومة طبرق في الصراع الدائر فوق الأراضي الليبية ، لكنها تعيد بناء ورقة "عبدالمالك دوردكال" أحد أقدم القيادات الإرهابية في العالم الموجود فوق الأراضي الجزائري والذي تشير التقارير الأمنية إلى انه بات يملك صواريخ ارض –جو المضادة للطائرات حصل عليها من داخل ليبيا عن طريق وساطة أنصار الشريعة ،وقد يكون استعملها لأول مرة في صراع الأجنحة الجزائرية لفائدة جناح الجنرال "توفيق مدين " ضد الجناح الرئاسي لبوتفليقة في حدث تفجير طائرة جبل فرطاس شمال شرق الجزائر في فبراير سنة 2014 ،لذلك فالأجواء الجزائرية باتت خطيرة على الطيران المدني منذ أزيد من سنة ونصف ،
سيناريو "سوري هجين" على أبواب الجزائر
ويبدو ترنح الجزائر في الداخل والمحيط إقليمي ، لان شيوخ الحرب الباردة الحاكمون وورثتهم خلقوا وضعا معقدا يعود من جديد نحو عشرية سوداء بشكل جديد، فالصراععلى السلطة في أعلى سقفه منذ الستينات ،بشكل يجعل البلاد تدور في فراغ مخيف يدور في حلقة مغلقة من النخب السياسية والعسكرية ،نخب تموت وتحيا في مشهد تؤشر مقدماته على بوادر وضع شبيه بسوريا ما قبل الحرب الأهلية ، فالدولة مقبلة على سيناريو "سوري هجين" ، وذلك بأن يستمر فراغ السلطة والصراع بين الأجنحة لمرحلة مابعد بوتفليقة ،كما أنه قد يعمد الجناح الداعم لبوتفليقة إلى مغامرة خطرة شبيهة بمصر"مبارك" وذلك بأن يتحالف الحزب الحاكم مع بعض القيادات العسكرية والإسلامية لدعم"السعيد بوتفليقة" ليحل محل أخيه "عبد العزيز " في انتخابات رئاسية مزورة تتحولمعها الجمهورية الى وراثية في مشهد شبيه بسوريا "الأسد “،هذا السيناريو من شأنه أن يدفع بالجزائر إلى سيناريو "سوري هجين" ،وذلك بأن تعود العشرية السوداء من جديد بشكل أكثر خطورة ،فالتنظيمات الإرهابية لم تمت وظلت مختبئة وراء قانون الوئام المدني والداعشيون المحليون يعودون الى الجزائر لصعوبة تحديد هويتهم على الحدود ،ومنهم من استقر في ليبيا ،أغلبهم يقود التنظيمات التي تسيطر على مناطق جغرافية محيطة بالجزائر ،ويدل تسريب المخابرات الجزائرية "لمختار بلمختار" نحو درنة في ليبيا لتجميع مجالس شورى القاعدة على أن الجزائر ستعمد إلى محاربة داعش عن طريق خلايا القاعدة ،الشيء الذي يجعلها في قلب سيناريو سوري هجين لجمعه عامل محلي يتمثل في أسباب وشروط العشرية السوداء التي لازالت قائمة وعوامل سورية مستنسخة تتمثل في دولة قديمة مهترئة بنخب حزب وحيد مبايع من طرف الجيش وقيادة تحكم بتوريث "السعيد بوتفليقة "الذي ينتظر الخروج إلى العلن ،
لذلك ،تدل المؤشرات المجتمعة على أن الجزائر تحتاج إلى إنقاذ مستعجل قبل السقوط في سيناريو "سوري هجين "من شأنه تهديد شمال إفريقيا ،فالليبيون المتصارعون استنسخوا نموذج العراق بدفع الكتائب والقبائل الموالية للقذافي إلى التحالف مع داعش في مشهد شبيه بتحالف البعثيين والعشائر وجيش "صدام حسين" مع "ابوبكر البغدادي"، وقد يكون "السعيد بوتفليقة " ورفاقه "سعداني" و"سلال "و"اويحيى" نواة لنظام شبيه بالأسد في جزائر يتوقع أن تكون "عش دبابير " جديد تتصارع داخله خلايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وداعش شمال إفريقيا بأسلحة تفوق السلاح الذي تركه القدافي ثلاث مرات ،والجزائر إلى جانب أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ونيجيريا وباكستان من الدول التي ينتشر فيها السلاح بشكل غير متحكم فيه ويرتفع فيها الطلب على السلاح ، فخلال عاشوراء الماضي كان الطلب كبيرا في السوق الجزائرية على "لعبة نارية" استهوت الأطفال أطلق عليها التجار والأطفال إسم "داعش " لقوتها التفجيرية، مؤشر لم ينتبه له شيوخ الحرب الباردة في الحكم !! .
*خبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.