"عاد إلى الأصل" في معرض فني بالدار البيضاء، وأنشأ "جسرا بين عالمين" في الرباط..ذاك هو الفنان التشكيلي المغربي، عز الدين الهاشمي الإدريسي، الذي يقيم معرضا إلى غاية 7 يوليوز المقبل، يمثل فيه موضوع التراث مصدر الإلهام الرئيسي ، فضلا عن المزاوجة بشكل متجانس بين التجريد التقليدي والحديث. وقال هذا الفنان التشكيلي، في تصريحات صحفية، إن المعرض الذي افتتح أخيرا برواق النادرة بالرباط، بحضور عدد من الشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام، تثمينا للتجارب التي راكمها طيلة مساره الإبداعي، ونقلة إبداعية نوعية في مساره الفني. وأكد الهاشمي إن ما يميز إبداعاته هو سعيه المستمر إلى التنقيب والبحث"، مستلهما من التراث المرئي المغربي الأندلسي في مختلف تمظهراته من المزخرفات والمنحوتات الدقيقة على الخشب والزليج والجبس والأرابيسك، وما تمثله من رسوم هندسية على شاكلة الكون الفسيح البديع الذي لا نهاية له. وقال الهاشمي إنه يحرص أيضا في إبداعاته على الحفاظ على توازن بين هاتين المرجعيتين، مع العمل على تقوية التناغم والتجانس بين منظوماتها الجمالية بالاشتغال على الألوان، فيما تتضمن اللوحات رموزا ذات دلالة تحيل إلى "الجسر" أو "القنطرة" أو "التركيب". وأشار الفنان إلى أن "إبداعاته تعد بالتأكيد مسارا روحيا، تحضر فيها الأشكال الكبيرة بلا حدود، والمجرات السابحة في كون بلا نهاية، وتسائل مكان الإنسان أمام أسرار الطبيعة، وتمثل في ذلك الأشكال الهندسية ذات البعد الديني والروحي المستلهمة من الإرث العربي الأندلسي، الحاضرة في لوحاته جوابا رمزيا عن هذه التساؤلات. ويقول محمد الشيكر، الباحث في الجماليات في تقديم للمعرض، إن الإدريسي لا يركن إلى الذاكرة البصرية على نحو آلي، إنما يعيد إنتاج ايقوناتها ومفرداتها الرؤياوية، بمهارة فنية مشهودة تتفوق في عقد مصالحة جمالية فارقة بين التراث البصري العربي الأندلسي وفتوحات الحداثة الجمالية. وأما الفنان، حميد بوحيوي، فذهب إلى أن يميز لوحات الهاشمي أولا الألوان والزخارف، إذ أن إبداعاته متأثرة بشكل كبير بفنون الزخارف المغربية الخصبة والمتنوعة"، مضيفا أن غالبية لوحاته أجرام سماوية وفضاء لا متناهي، يمثل ازدواجية في عمل الفنان يطرق من خلال ثقافته وهويته موضوع العالمية".