تحول انتشار العنصرية في الدول الأوروبية إلى كابوس يجثم على صدور الأجانب المقيمين في القارة العجوز، والمغاربة لا يشكلون الاستثناء، فحسب نتائج استطلاع أجرته مؤسسة الملك بودوان حول اندماج المهاجرين في بلجيكا تبين أن المغاربة والأتراك هم أكثر الأجانب معاناة مع مشكل التمييز في هذا البلد الأوروبي. وأكد حوالي 50 في المائة من المغاربة المستجوبين أنهم ضحية للتمييز والعنصرية في معظم الأوقات، ويظهر هذا التمييز جليا خلال بحثهم عن عمل، لأنه يصبح من الصعب الحصول على وظيفة إذا كان المهاجر يحمل اسما عربيا، معبرين عن استنكارهم للطريقة التي ينهجها بعض المشغلين لرفض طلبهم العمل بسبب أصولهم المغربية، "وهي أن المشغل يلجأ إلى تقديم مبررات عامة لأنه يعلم أن القانون يعاقب على التمييز في العمل". وتبقى الظواهر التي يعاني منها المهاجرون المغاربة في بلجيكا، هي التمييز والعنصرية والبطالة حسب نتائج الاستطلاع، الذي نبه إلى أنه ليس كافيا أن يكون الشخص قد ولد في بلجيكا حتى يتم التعامل معه كمواطن بلجيكي دون ممارسة التمييز في حقه. معاناة مغاربة بلجيكا مع التمييز، تتجلى حتى في صعوبة إيجادهم للسكن، حيث صرح 37.1 في المائة من المغاربة أنهم عانوا قبل أن يجدوا محلا للإقامة وبأنهم كانون ضحية التمييز في السكن. وقارن استطلاع المؤسسة البلجيكية بين تطلعات الآباء أو الجيل الأول من المهاجرين وبين انتظارات الشباب الذين ولدوا في بلجيكا، فبالنسبة للفئة الأولى كانت على علم أنها مهاجرة، وكان همها هو العمل وتحويل الأموال نحو بلدها الأصلي وبعد الحصول على التقاعد العودة إلى المغرب، بينما بالنسبة للأشخاص ذوي الأصول المغربية الذين ولدوا في بلجيكا "فلهم توقعات عالية في أن يتم التعامل معهم بنفس الشكل الذي يتم التعامل به مع باقي المواطنين البلجيكيين". ونبه الاستطلاع إلى مفارقة غربية بالنسبة للشباب ذي الأصول المغربية الذين ولدوا في بلجيكا، فمن جهة يعرف حقوقه كاملة، ويندمج في المجتمع بشكل أفضل من الجيل الأول للمهاجرين، ومن جهة أخرى فهو الجيل الذي يشعر بأنه أكبر ضحية للتمييز في بلجيكا. وعن سؤال الهوية حول إذا كان المهاجرون المغاربة يشعرون بأنهم ينتمون لبلجيكا، فقد أكد 65.8 في المائة من المستوجبين أنهم يشعرون أنهم بلجيكيون وفي نفس الوقت مغاربة، إلا أن هذا لم يمنعهم من التعبير عن تضايقهم من الشعور بأن المواطنين البلجيكيين ينظرون إليهم كأجانب وليس كمواطنين بلجيكيين مثلهم. وأظهر الاستطلاع أن مغاربة بلجيكا لهم قدرة عالية على الاندماج، فحين طرح عليهم سؤال حول مدى موافقتهم على فكرة أن المسلمين عليهم التأقلم مع المجتمع البلجيكي أكد 73.1 في المائة من المستجوبين أنهم يوافقون على هذه الفكرة.