إن البلجيكيين من أصول مغربية الأقل حصولا على عمل والأكثر تعرضا للتمييز والعنصرية، ذلك ما توصلت إليه نتائج دراسة أجرتها مؤسسة الملك بودوين، حول وضعية البلجيكيين المغاربة من الجيل الثاني والثالث، حيث لفتت الدراسة إلى أن هؤلاء البلجيكيين المغاربة لا يحصلون على فرص عمل رغم حملهم لشهادات التعليم العالي، وصنفتهم ضمن الفئة الأقل. وأشارت الدراسة إلى أن مغاربة بلجيكا من الجيل الثاني والثالث، يحسون بأنهم ينتمون إلى المغرب أكثر من انتمائهم إلى الدولة التي ازدادوا وترعرعوا بها، ذلك أن لواقع ازديادهم وترعرعهم ببلجيكا تأثير سلبي على مشاعر الانتماء إلى بلجيكا وقيمها، وأيضا له تأثير سلبي على مشاركتهم في الحياة السياسية، حيث وصفتهم الدراسة بأنهم «منطوون» على ذواتهم. أما بخصوص عائدات البلجيكيين من أصول مغربية، فقد أشارت الدراسة إلى أن نسبة عائداتهم قد ارتفعت مقارنة مع سنوات 2007 و2009، حيث ربع هؤلاء المواطنين يجنون أقل من 1500 أورو شهريا. إذ في سنة 2014، وصلت نسبة المغاربة البلجيكيين الذين يتقاضون ما بين 1500 و3000 أورو شهريا ما معدله 43.1 بالمائة، مقابل 32 بالمائة سنة 2009، في حين يتقاضى 14.6 بالمائة ما مجموعه 3000 أورو شهريا، في حين تبلغ نسبة من يتقاضون 4500 أورو شهريا 20.9 بالمائة. وبالنسبة لقيم الدولة البلجيكية، فإن البلجيكيين من أصول مغربية ينخرطون بنسبة تشكل الأغلبية في النظام الديمقراطي بنسبة بلغت 80 بالمائة، في حين بلغ الفصل بين الدين والدولة نسبة 70 بالمائة، وحرية التعبير نسبة 73 بالمائة. كما أن نسبة 83 بالمائة من المستجوبين ترى أن الأعمال المتعلقة بالأسرة يجب أن توزع بين الأب والأم بالتساوي. في المقابل، 51 بالمائة من هذه الفئة تعارض الجنس خارج إطار مؤسسة الزواج، و60 بالمائة يعارضون المثلية و58 بالمائة يعارضون فكرة القتل الرحيم. وخلصت الدراسة إلى أن البلجيكيين من أصل مغربي يفتخرون بهويتهم المغربية المسلمة، رغم أن مجموعة منهم لا تطبق الشريعة الإسلامية بحذافيرها، إذ يوجد من يؤدي الصلاة جماعة، ويوجد من يصلي بالبيت، في حين هناك من يصوم رمضان ويتناول الخمر. كما أن المسجد فقد مكانته كمرجع ديني ينهل منه مغاربة بلجيكا تعاليم دينهم الإسلامي، حيث تعتمد فئة كبيرة منهم في تعلمها للدين، إما على الآباء أو الكتب أو الأصدقاء. أما بخصوص الاندماج داخل المجتمع البلجيكي، فلا زال المغاربة البلجيكيون يعانون من هذا الجانب، حيث نسبة كبيرة منهم تعرضت لنوع من التمييز والتفرقة، خصوصا على مستوى العمل، إذ تعتبر البطالة والعنصرية أكثر المشاكل التي تواجههم، رغم أنهم حاصلون على شواهد التعليم العالي. وفي دراسة سابقة كانت قد خلصت إلى أن البلجيكيات من أصل مغربي يعتبرن الأقل حصولا على فرص عمل، حيث أظهرت أنه من بين 80 بالمائة من النساء البلجيكيات من أصول أجنبية، اشتغل حوالي ثلث الجيل الأول من النساء المهاجرات من أصل مغربي، جراء معاناتهن من التمييز والعنصرية داخل مقرات العمل، كما نبهت الدراسة السابقة ذاتها إلى أن المغربيات لا يحصلن على عمل نتيجة ارتدائهن للحجاب.