ارتفعَ عددُ المغاربة الذِين يحوزُون الجنسيَّة الفرنسيَّة بصورةٍ لافتةٍ، كمَا زادَ عددُ الفرنسيِّين الذِي يقيمُون بالمملكة، سواء ممن يقطنون بها على الدوام، أوْ منْ يمكثُون بها فتراتٍ محدُودة خلال السَّنة، وفقا لما يوضحهُ تقريرٌ للبرلمان الفرنسي، حول التعاون القضائِي بين المغرب وفرنسا. التقرير الذِي قدمتهُ مقررة لجنة الشؤُون الخارجيَّة بالجمعيَّة العامة لفرنسا، حدد تعداد الجالية المغربية بفرنسا فِي مليُون ونصف المليُون نسمة، يحملُ 694 ألفًا منهم جنسيَّة فرنسيَّة، فيما يحوز الأربعة آلاف الأخرى جنسيَّات مختلفة، وإنْ كانُوا يقيمُون على التراب الفرنسِي. وبحسب التقرير ذاته، فإنَّ فرنسا لا تزالُ وجهةً أثيرة لدى الطلبة المغاربة الذِين يرغبُون في مواصلة تكوينهم بالخارج، حتى أنَّ الطلبة المغاربة في فرنسا الذِين يصلُ عددهُم إلى 34 ألفًا، يشكلُون أولَ جاليةٍ طلابيَّة أجنبيَّة في البلاد. وهُو ما قد يجدُ التفسير في جزءٍ منه في كون شبكة التعليم الفرنسية بالمغرب هي الأوسع بالخارج، من خلال شملها ما يزيدُ عن واحد وثلاثين ألف تلميذٍ. أمَّا على مستوى التعاون القضائي، فيذكرُ التقرير عنْ طلبات الترحيل، أنَّ السلطات الفرنسيَّة سلمت لنظيرتها الفرنسية أحد عشر فرنسيًّا مبحوثًا عنه، سنة 2013، وسلمت 34 فرنسيًّا مدانا بالمغرب لفرنسا كي يتمُّوا عقوباتهم الحبسيَّة ببلادهم في حين لمْ ترحل فرنسا إلى المغرب سوى شخص واحد، خلال العام نفسه. أمَّا الصعِيد المدنِي في التعاون القضائي بين باريس والرباط، فشمل بحسب ما يوضحُ التقرير، 28 ملفًا لانتزاع الأطفال بين الآباء المطلقين، إضافة إلى أربعة ملفات لعدم احترام حق الزيارة والإيواء لدى الآباء غير المتمتعِين بحق الحضانة، زيادة على 52 ملفًّا يهمُّ نفقة الأطفال. ويرصدُ التقرير بطءً في معالجة ملفات الترحيل بين المغرب وفرنسا، حتى أنَّ أربعة أشخاص طلبت فرنسا ترحيلهم، لمْ يكن ملفهم قدْ جرى تسويته في فبراير المنصرم، فيما لا يزالُ مدانُون فرنسيُّون آخرون، بعضهم يحملُ الجنسيَّة المغربيَّة، في انتظار إنهاء مساطرهم. وكان النزلاء الفرنسيُّون بالسجُون المغربيَّة أكبار متضررِين من تجمِيد المغرب تعاونه القضائي مع فرنسا، الذِي أفضى إلى إبقائهم بالمملكة، حتى أن عددا منهم شرع خوض إضراب عن الطعام، فيما تمكنت إحدى الفرنسيَّات من استعادَة ابنتيها، بتدخلٍ شخصِي من الملك، على إثر إلقاء القبض على زوجها، وهو يستعدُّ لمغادرة المغرب بغرض الانضمام إلى "داعش". في غضون ذلك، يلفتُ التقرير إلى بلوغ تعداد الجالية الفرنسية بالمغرب 48 ألف وَ800 شخص يقيمُون بصورة دائمة، يتوفرُ 49 بالمائة منهم على أكثر من جنسيَّة واحدة، إضافة إلى زهاء عشرين ألف فرنسي يقضُون بالمغرب فترةً من السنة.