ركزت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأحد، اهتمامها على تطورات القضية الفلسطينية، في ضوء الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي إلى المنطقة، وفشل مؤتمر "جنيف" لحل الأزمة اليمنية ، فضلا عن تطرقها إلى عدد من المواضيع تهم الأوضاع الأمنية والسياسية في كل من البحرينوالأردن. ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام ) في افتتاحيتها بعنوان "قضية العرب الأولى" أنه رغم كل التطورات والمتغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط طوال العقود الأخيرة، تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، والمحور الذي يجب أن يجتمعوا حوله دون خلاف. لذلك، تضيف الصحيفة، فإن التحركات الفرنسية الحالية تكتسب أهمية كبيرة، خاصة الجولة التي يقوم بها الآن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مصر وفلسطين وإسرائيل، بعد إعلان الخارجية الفرنسية انه يبحث مبادرة جديدة للسلام في الشرق الاوسط، وكذلك اجتماعه مع اللجنة الوزارية العربية المعنية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. أما جريدة (اليوم السابع) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان "شوق العرب لمصر" أنه في الزيارة التي قام بها نائب الرئيس اليمني، خالد بحاح إلى مصر، واجتماعه بالرئيس المصري ، قال جملة لافتة وهي "اشتقنا إلى مصر" وهي جملة تحمل الكثير من المعاني. وقالت إن عبارة بحاح هي اعتراف صريح بحاجة العرب إلى قيادة مصر من جديد ، وبأن غياب مصر هو الذي يعمق الأزمات العربية، مضيفة أن قيادة مصر للمنطقة العربية ليست اختيارا مصريا، وإنما حقيقة تفرضها حقائق الجغرافيا والتاريخ. وفي الإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، بخصوص زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، لمنطقة الشرق الأوسط لتسويق خطة السلام التي تعدها باريس لحل القضية الفلسطينية، أن أي خطة سليمة يراد لها النجاح، يجب أن تبنى على نقاط واضحة من قبيل أن يكون أي حل يتضمن ترسيم حدود دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووضع فترة زمنية تستغرقها عملية التنفيذ، وآلية تتابع تنفيذ الخطة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خطوة بخطوة. أما صحيفة (الخليج)، فشددت في افتتاحيتها، على أنه لو كان الشاب الأمريكي الأبيض ديلان روف، الذي قتل يوم الأربعاء الماضي تسعة مصلين سود بدم بارد في إحدى كنائس مدينة تشارلستون، مسلما أو أسود البشرة لكانت السلطات ووسائل الإعلام سارعت إلى إلصاق تهمة الإرهاب به، لكن بما أن روف أبيض البشرة فلا بد من البحث عن أعذار تبعد عنه صفة الإرهاب والعنصرية، مثل الجنون أو الحقد والكراهية، تماما كما حصل في أحداث مماثلة ارتكبها رجال شرطة بيض ضد مواطنين سود. وأبرزت الافتتاحية، أن هذه الحادثة وغيرها من الحوادث السابقة المماثلة تفضح زيف المجتمع الأمريكي الذي لا يزال محتقنا بالعنصرية، ولم يتخلص بعد من عبء تاريخي ثقيل ورثه من أيام الرق والعنصرية، وتاريخ أسود ملوث بعمليات إبادة واجتثاث لأهل البلاد الأصليين من الهنود الحمر. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، إلى مشاورات جنيف بخصوص اليمن، مشيرة إلى فشلها ، كما كان متوقعا، بسبب تعنت ونوايا المتمردين الحوثيين. وأكدت الصحيفة أن إجراء أي مشاورات بعيدا عن المدخل الرئيسي للحل السياسي المتمثل بالتطبيق الحرفي للقرار "2216"، يعني انقلابا على الجهود وتعطيلا للخطة الواضحة في سبيل الحل. وفي قطر، عادت صحيفة (الشرق) لتسلط الضوء على أسباب فشل مؤتمر (جنيف) لتسوية الأزمة اليمنية، مؤكدة في افتتاحيتاها أن الحوثيين يتحملون "بشكل رئيسي وأساسي المسؤولية عن تدمير اليمن، وجلب الخراب والدمار إليه، بسبب همجيتهم السياسية، ووحشيتهم في التعامل مع الشعب اليمني وقبائله وقواه السياسية"، مبرزة أن الحوثيين "يمارسون العنف ويخوضون الحرب لأسباب مبهمة وغامضة وغير معلنة، (..) وهذا يعبر عن العجز الفكري والسياسي لهذه الجماعة التي لا تتقن سوى خوض حروب عبثية دموية أزهقت الأرواح وأعادت اليمن قرونا إلى الوراء". إن ما يقوم به الحوثيون في اليمن، تضيف الصحيفة، "يؤسس لمرحلة طويلة من العنف والعنف المضاد، ويفتح الطريق أمام عنف لا ينتهي،( ..) مما سيزيد في معاناة اليمنيين الذين لا ينقصهم شيء من البؤس والشقاء والفقر والجوع والموت". وفي الشأن الفلسطيني، كتبت صحيفة (الراية) "أن الصرخة التحذيرية التي أطلقتها مؤخرا هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، ومطالبتها للأمم المتحدة بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام والذين أصبحت حياتهم مهددة بالخطر الشديد أمام لا مبالاة إسرائيل بصحتهم ومطالبهم تؤكد أن الأسرى الفلسطينيين بالسجون والمعتقلات الإسرائيلية يواجهون مأساة وأزمة إنسانية غير مسبوقة وأن أوضاعهم بلغت منعطفا خطيرا وصلت إلى الحد من السوء الذي لا يجب بأي حال من الأحوال السكوت عليه وتجاهله". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إنه منذ بداية العام الجاري ووزارة الداخلية تعلن عن سلسلة من العمليات الاستباقية النوعية للكشف عن الخلايا الإرهابية التي تلاعبت بالأمن الوطني منذ العام 2011، ومازالت مستمرة، مبرزة أن هذه العمليات تكشف "حجم المؤامرات ومدى الاستهداف الذي تتعرض له المملكة". وأشار رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "لماذا يرغب النواب في تقليص موازنة الداخلية¿"، إلى أن التقليص من ميزانية مؤسسة أمنية أساسية مثل وزارة الداخلية، كما يدعو البعض إلى ذلك، يعني الحد من قدراتها وإمكانياتها الأمنية، وهي "مسألة لا يمكن القبول بها في منطقة إقليمية تعصف بها الفوضى، وتتربصها قوى دولية وإقليمية، ويزداد فيها العنف والإرهاب والتطرف". وفي مقال بعنوان "وطن لا يقبل القسمة"، قالت صحيفة (الأيام) إن هناك إرادة لتقسيم وتقطيع أوصال الأوطان بالمنطقة، مشيرة إلى أن التقسيم الداخلي "مشروع استعماري قديم كان شعاره (فرق تسد) أجهضه ووقف له بالمرصاد الوعي العربي في امتداداته القومية والوحدوية". وترى الصحيفة أن "الاشكالية الخطيرة أن (العلة) في داخلنا هذه المرة"، مذكرة بأنه في الخمسينات من القرن الماضي وقف الداخل العربي سدا منيعا وكان الصخرة الصلبة التي تحطم فوقها المشروع الاستعماري التوسعي يومها، "لكنهم اليوم يستثمرون أطرافا في الداخل العربي ترحب بمشروع التقسيم وتنظر له بمنطق وبثقافة وبأفكار وحتى بدعوات للأجنبي للتدخل وفرض التقسيم بعد ذلك". وبعد أن أشارت إلى أن بلدانا عربية عديدة كافحت وناضلت ودفعت الثمن كبيرا وكثيرا من التضحيات الوطنية لرفع الوصاية والحصول على الاستقلال، قالت إن هناك اليوم أطرافا "ترفع الشعار الوطني وتدعو علنا وعلى رؤوس الاشهاد لفرض الوصاية ولا تتردد في طلب تدخل الأجنبي". وفي الأردن، خصصت صحيفة (العرب اليوم) افتتاحيتها لموضوع تطوير الحياة الحزبية، فأكدت أن مشروع قانون الأحزاب السياسية الذي أقره مجلس النواب مؤخرا "متقدم جدا عن القانون المعمول به حاليا، وقد عالج مفاصل كثيرة في القانون الحالي كانت تعوق تطور الحياة الحزبية". وقالت الافتتاحية "بالقانون وحده ننمي الحياة الحزبية، ونحدد مسؤولية الدولة تجاه الأحزاب، ونضع ضوابط محددة لدعم الأحزاب ماليا (...) وهناك مقاييس كثيرة يستطيع القانون ضبطها، من خلال تمثيل الحزب في البرلمان، ونسبة الشباب والنساء في كل حزب، وعدد مقرات الأحزاب، والروافع السياسية والإعلامية التي ينتجها". وعلاقة بالموضوع ذاته، قالت صحيفة (الرأي)، في مقال لها، إن الأهم من إصدار قانون أحزاب جديد، يخفف القيود على تشكيلها، "هو وجود ثقافة حزبية تحفز المواطنين، وبخاصة الأجيال الشابة، على الانتساب إلى الأحزاب، وتقنعها بأهمية "التحزب" (...) وأن يقود ذلك فعلا إلى مشاركة حقيقية في صنع القرار". وأكدت أن تعزيز الثقافة الحزبية "يتطلب إجراءات مثل إدخالها في المناهج الدراسية، وتسريع انجاز الإصلاحات السياسية، كما أن الأحزاب نفسها تتحمل مسؤولية في هذه العملية، وأن تكون هي ديمقراطية أولا". وفي مقال بعنوان "النسور وتحقيق الرقم القياسي"، كتبت صحيفة (الغد) أن من حق أي رئيس حكومة أن يطمح إلى البقاء أطول مدة ممكنة في موقعه، "فليس عيبا العمل على تسجيل رقم قياسي على هذا الصعيد ، لكن الخلل الخطير يبدو في أن يصبح المقياس الزمني هو الهدف والغاية الأساس، بحيث ترحل الملفات إلى حكومة مقبلة". وحسب الصحيفة فإن إحدى المعارك الحقيقية للحكومة الحالية التي يرأسها عبد الله النسور تمثلت في معركة التنوير ومواجهة الفكر المتطرف، "لكن الظاهر أن قاعدة (سلم تسلم) ظلت سائدة، باعتبار (أن) عدم خوض هذه المعركة هو الأفضل، إذ يغلق كل جدل بشأن الحكومة وأدائها"، فيما "بقي العلاج المقدم سطحيا والعمل الحقيقي مؤجلا" على صعيد مواجهة معضلة التنمية وتحفيزها.