اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص، بالزيارة الرسمية التي يقوم بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى المغرب، وبقضايا محلية وإقليمية، منها الوضع في اليمن وفلسطين ولبنان وكذا ملف الإرهاب. ففي الأردن، حظيت زيارة العمل الرسمية لجلالة الملك عبد الله الثاني إلى المغرب بدعوة من أخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بحيز هام في الصحف الصادرة اليوم. فقد أجمعت صحف (الرأي) و(الدستور) و(الغد) و(السبيل) على إبراز المباحثات بين جلالة الملك عبد الله الثاني وأخيه جلالة الملك محمد السادس، في مدينة الدارالبيضاء أمس الأربعاء، مشيرة إلى أنها ركزت على سبل تعزيز العلاقات التاريخية والأخوية بين الأردن والمغرب، وآليات تفعيلها في مختلف المجالات، وآخر التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقالت إن قائدي البلدين عبرا، خلال جلسة المباحثات، عن حرصهما المشترك على النهوض قدما بالعلاقات الثنائية في شتى الميادين، والتي من شأنها أن تحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها بعنوان "لنزرع في شبابنا القيم التي ترفض العنف وتصنع السلام"، أن أصداء الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ أول أمس "ما تزال تتردد في جنبات المشهد السياسي والدبلوماسي والإقليمي والدولي وخصوصا الأوروبي"، مبرزة ما انطوى عليه من دلالات وإشارات ورسائل وخاصة. وأضافت الافتتاحية أن خطاب العاهل الأردني ألقى الضوء على تفاصيل المشهد الوطني الأردني "وبخاصة ردنا على جريمة القتل الوحشي لطيارنا البطل، هذا الرد الذي كان سريعا وحازما وعاكسا إرادة الأردنيين والأردنيات باستمرار معركتنا دفاعا عن شعوبنا وديننا، في الوقت الذي حسم فيه شعبنا أمره وهي أننا لن نسمح للإرهابيين باختطاف ديننا الحنيف". ومن جهتها، قالت صحيفة (الغد)، في مقال بقلم رئيسة تحريرها، إن "داعش" يمثل تحديا كبيرا، "لكنه وفق أكثر التقديرات تشاؤما، لا يصل حد تشكيل خطر وجودي للأردن. فالتهديد الخارجي منه يكاد يكون معدوما، لأن الجبهات الحدودية محمية" من القوات المسلحة الأردنية، مبرزة أن التحوط تجاه "داعش" "ضرورة وطنية، لكن ذلك لا يكون بتقديم صورة مغلوطة عن الحالة الأمنية الأردنية، تنعكس بشكل سلبي على الاقتصاد بقطاعاته المتعددة". وحسب الصحيفة، فإن الحرب على "داعش" "هي حرب تخاض ويتم تحقيق النصر الحاسم فيها، بالعمل والإنتاج، وتقديم خطاب يمضي بالأردن إلى مرحلة جديدة من البناء، تجعله قادرا على مواجهة التحديات الاقتصادية التي تهدد أمن واستقرار البلد أكثر من أي تنظيم إرهابي". أما افتتاحية صحيفة (العرب اليوم)، فقالت إن الفيديو الجديد الذي بثته عصابة "داعش" الإجرامية وسمته "جحيم الموساد" وأعدمت فيه فلسطينيا اتهمته بالعمالة للموساد الإسرائيلي، وأحضرت طفلا "دويعشي" لا يتجاوز ال 12 عاما لتنفيذ الإعدام بإطلاق النار على رأس الرجل، "ليس سلوكا إجراميا بشعا ومدانا، ولا هو جريمة بحق الطفولة (فحسب)، بل جزء من سلسلة الجرائم ضد البشرية التي يرتكبها أشخاص خارج العقل البشري والإنساني". وأضافت أن هذا الفيديو "الفيلم" لا يمكن أن يصنف عصابة "داعش" على أنها ضد إسرائيل والموساد، بل جزء من حلقات الفوضى وخلط الأوراق، لعصابة تلفظ أنفاسها، ومحاصرة الآن في تكريت". أما جريدة (الدستور) فكتبت، في مقال لها، أنه مع اقتراب موعد الانتخابات في إسرائيل بدأت المزايدات بالتصارع، إذ استبق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتراجعه عن موافقته سنة 2009 على إقامة دولة بجانب دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وذلك "عن قصد لكي يفشل أية جهود إن كانت حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة". ومن يراقب ما يجري في هذه الفترة، تضيف الصحيفة، يرى أن نتنياهو "سيظل ملتزما بسياسته الرافضة لتحرك الفلسطينيين، ولذهابهم للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية"، مؤكدة أن "الوقت مناسب اليوم للفلسطينيين لكشف ألاعيب نتنياهو القديمة الجديدة ليس أمام العالم، بل أيضا أمام اليهود أينما كانوا". وفي مصر، تحدثت (الأهرام)، في افتتاحيتها، عن نجاح قوات الجيش والشرطة المصرية في إحباط عملية إرهابية لانتحاري بواسطة سيارة مفخخة، الذي حاول اقتحام معسكر لقوات الأمن المركزي في حي المساعيد بالعريش شمال سيناء. وأكدت الصحيفة أن نجاح القوات في إحباط تلك المحاولة الإرهابية الجبانة، "يبعث برسالة قوية وواضحة للعالم"، خاصة رجال الأعمال والمستثمرين القادمين إلى أرض الكنانة، بأن الدولة المصرية "قادرة علي توفير الأمن والحماية، ليس فقط لضيوفها من الوفود المشاركة في المؤتمر الاقتصادي، ولكن لمواطنيها وشعبها الذي يعاني منذ أكثر من أربع سنوات من الانفلات الأمني". وفي ذات السياق، ذكرت (الأخبار)، نقلا عن المتحدث الرسمي باöسم رئاسة الجمهورية، أنه " تم أمس الأربعاء بالقاهرة خلال اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، التأكيد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي وكذا السلم والأمن الدوليين، لاسيما في ظل اتساع دائرة انتشار الإرهاب". كما دعا الجانبان المجتمع الدولي، تضيف الصحيفة، إلى الاضطلاع بمسؤولياته والمساهمة بشكل جاد وعملي في إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة، بما يساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية. وتحت عنوان "مصر والمؤتمر الاقتصادي"، قالت الصحيفة إن نسبة المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي تحتضنه مدينة شرم الشيخ من 13 إلى 15 مارس الجاري "فاقت الحدود والتوقعات"، حيث تم الإعلان عن مشاركة "أزيد من 80 دولة وأكثر من 2200 شخصية عالمية من الرؤساء والقادة والأمراء والوزراء وكبار رجال الأعمال على مستوى العالم إلى جانب البنك الدولي وعدد كبير من المنظمات العالمية". وأشارت إلى أن مصر تبعث للعالم برسالة من خلال هذا المؤتمر الذي تنظمه رغم التحديات التي تواجهها، تؤكد فيها أنها "استعادت عافيتها بعد الضربات الموجعة التي تلقتها من الإرهابيين والحاقدين بالداخل والخارج"، وأنها تسير ب"خطى متسارعة في طريق الإصلاح". ومن جهتها، أبرزت (الجمهورية)، في افتتاحيتها، أن أهمية مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي "لا تنبع" من عدد الدول المشاركة أو عدد الشركات والمشاريع فقط، بل من كونه "البداية الاقتصادية القوية لمصر الجديدة". وفي اليمن، كتبت صحيفة (الثورة) أن "الفتنة الطائفية والعداوة المذهبية التي تعصف بالبلاد، هي عبارة عن مؤامرة كبرى توظف لتحقيق أهداف متعددة للأعداء من الخارج وعملائهم بالداخل، الذين ليس لهم أي عمل إلا إلحاق الضرر باليمن وكل الدول العربية (..) وكل همهم تفتيت أو تمزيق وحدة وتماسك المجتمعات العربية وزرع الفتنة والبغضاء بين مكوناتها وشرائحها المختلفة التي تعايشت كل تلك القرون بحب وسلام وتآلف ووئام". وشددت الصحيفة، في مقال لها تحت عنوان "الدعوة إلى نشر ثقافة التعايش والقبول بالآخر"، على أن "الوطن ليس ملكا لحزب أو طائفة أو جماعة أو قبيلة، الوطن ملك لكل أبنائه، فالواجب على كافة القوى أن تفهم جيدا أنه لا مجال للعب بالنار وتعريض مصير شعب ووطن بغية تحقيق مصالح حزبية أو طمعا في السلطة". وبخصوص جديد الحراك الشعبي الذي تشهده اليمن، ذكرت صحيفة (نيوز يمن) أن العاصمة صنعاء شهدت، عصر أمس الأربعاء، مسيرة احتجاجية حاشدة جابت الشوارع الرئيسية وصولا إلى (ساحة التغيير)، عبر خلالها المتظاهرون عن رفضهم للمليشيات الحوثية وتأييدهم للشرعية الدستورية وإعلان الحوثيين جماعة إرهابية. وبحسب الصحيفة، فقد طالب المحتجون بسرعة خروج مسلحي الحوثي من العاصمة والمحافظات اليمنية وعودة أجهزة الدولة لممارسة مهامها، ورفعوا صورا للمختطفين الأربعة لدى المليشيات الحوثية، من قيادات، وهم حبيب العريقي وعلي الحدمة وانور الحميري ومحمد الصبري، وطالبوا بسرعة إطلاق سراحهم. أما صحيفة (الخبر) فنشرت حديثا مع رئيس الوزراء اليمني المستقيل، خالد بحاح، أكد فيه أنه "يرفض تسيير أي حكومة إلا بشروط يعرفها الجميع"، مبرزا أنه لا يفكر في الهرب من صنعاء رغم أن المواطنين ينتظرون هروبه كما فعل الرئيس، عبد ربه منصور هادي، ووزير الدفاع، اللواء محمود الصبيحي، اللذان انتقلا إلى عدن. ونقلت الصحيفة عن بحاح قوله إنه لم يستقل إلا حينما وجد أن هناك تدخلا في شؤون الدولة "بأساليب غير نظامية، وأنه جرى الحكم على حكومة الكفاءات من دون تركها تقوم بأعمالهما بحرية تامة"، مضيفا أن اليمن لا يمكن أن يخرج من عنق الزجاجة "إلا بالحوار والحوار فقط وليس العنف، لأن اليمن لا يحتمل مزيدا من العنف أو كما هو حال العراق وليبيا". وفي قطر، كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها بعنوان "إسرائيل إرهابية وليبرمان خطر على الإنسانية"، أنه لا يوجد وصف لتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، التي دعا فيها لقطع رقاب عرب 48 الذين يمثلون 20 في المائة من السكان، سوى أنها إعلان حرب صريح ضدهم ومنح المبرر لأي عمل إجرامي تقوم به الدولة العبرية ضدهم. واستطردت أنه ليس من المستغرب أن تصدر تلك التصريحات في هذا التوقيت بالذات من أجل كسب المزيد من الأصوات من الجمهور الإسرائيلي، الذي أثبت في السنوات الأخيرة أنه يسير نحو المزيد من التطرف عبر اختياره لزعماء الحرب والعصابات الإجرامية، لكي يرسموا السياسة الإسرائيلية التي تفوح منها رائحة العنصرية والإجرام والدماء. وأكدت أن فلسطينيي عام 1948 هم بالأساس فلسطينيون وأصحاب الأرض وإن كانوا يقيمون داخل الكيان الصهيوني، فلهم حق على العرب والمسلمين والمجتمع الدولي بأن ينتصروا لقضاياهم وألا يتجاهلوا مثل هذه التهديدات المقصودة. أما صحيفة (الوطن) فتناولت، في افتتاحيتها بعنوان "دور بارز لدول-التعاون- في مواجهة التحديات"، موضوع الاجتماع الوزاري الخليجي، الذي يعقد اليوم بالرياض في نسخته الÜ (134)، وقالت إن الاجتماع يأتي في توقيت تتكثف فيه تحديات كبيرة في الساحة العربية، وفي مقدمتها ملفا اليمن ومخاطر التهديدات الإرهابية على أمن واستقرار المنطقة. وأعربت عن الأمل في أن يخرج هذا الاجتماع بما هو منشود من قرارات وتوصيات لإنهاء التوترات الأمينة والأزمة السياسية غير المسبوقة في اليمن، وأيضا لتحديد الأسس الفعالة للتصدي لمخاطر الإرهاب. أما صحيفة (الشرق) فتحدثت، في افتتاحيتها، عن الأزمة اليمنية على خلفية موافقة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، على استضافة الحوار الوطني لأطراف الأزمة اليمنية، وقالت إن تلك الموافقة جاءت لتمثل بوابة حقيقية لحل سلمي للأزمة، وتعيد الأمور إلى نصابها، وتقطع في الوقت نفسه الطريق على الأطراف الخارجية للعبث بأمن اليمن ووحدته. وبعد أن أشارت إلى الاجتماع الوزاري الخليجي الذي يعقد اليوم بالرياض ويبحث من ضمن بنوده موضوع اليمن، قالت إن الأمور مهيأة أكثر من أي وقت مضى للضغط على أطراف الأزمة لإخراج اليمن من هذا النفق المظلم، الذي ساعدته عليه أطراف خارجية، وأرادت ضم اليمن إلى حلفها في المنطقة على حساب الثورة والشعب اليمني تحت دعاوى واهية. وفي لبنان، وجهت (المستقبل) الاتهام مباشرة ل (قوى 8 آذار) بتعطيل انتخاب رئيس للبلاد بالرغم من عقد مجلس النواب لعشرين جلسة منذ ماي الماضي، معلقة أن "حال" الجلسة ال 20 ، أمس ، "لم تكن أحسن من سابقاتها"، طالما بقي "موقف التعطيليين في قوى 8 آذار على ما هو عليه، وبقي ابتزاز اللبنانيين وتخييرهم بين الإذعان والقبول بمرشح واحد (ميشال عون)، أو البقاء من دون رئيس، وبالتالي تعطيل الموقع الأول والأرفع في الجمهورية". وفي ذات السياق، تحدثت (الجمهورية) عن جديد الحوار بين المرشحين الرئيسيين للرئاسة رئيس "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، ورئيس "التيار الوطني الحر"، ميشال عون، مشيرة إلى أن الأخير "تسلم" من القوات "النسخة الجديدة المنقحة من إعلان النوايا بالصيغة التي أخضعت للتعديلات الأخيرة التي وضعها رئيسها سمير جعجع". وتحت عنوان "نيات العونيين والقوات: نحو تحالف وجودي، الحوار إلى البحث في اسم الرئيس"، كتبت (الأخبار) أن الضغوط "العونية" غير المباشرة على (القوات) نجحت في عدم إنهاء الحوار. وعلى صعيد آخر كشفت (السفير) أن هيئة قطاع البترول "أنجزت" منذ ثلاثة أشهر و"بالتعاون مع مؤسسة فرنسية عامة تعنى بالبترول، خريطة المكامن النفطية، في المياه اللبنانية، والتي أفضت إلى تقديرات أولية لمخزون الغاز والنفط" في لبنان. وأبرزت أن تحاليل المسوحات الزلزالية الثنائية والثلاثية الأبعاد، التي جرت للمنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة، أظهرت أن "الموارد المحتملة والإجمالية"، مبدئيا هي "80 تريليون قدم مكعب غاز أي ما يعادل 13 مليار ونصف مليار برميل نفط في حالة غازية، إضافة إلى مليار و200 مليون برميل من البترول السائل". وإقليميا، اعتبرت (الجمهورية) أن كل القوى الإقليمية تنتظر نتائج المفاوضات الغربية-الإيرانية "من أجل أن تحدد في ضوئها رؤيتها واستراتيجيتها وأولويتها". وأشارت إلى "ارتفاع منسوب" المواجهات والمعارك العسكرية في المنطقة "في محاولة متبادلة لتعديل موازين القوى على الأرض قبل الانتقال إلى المفاوضات السياسية التي سترسم حدود نفوذ القوى الإقليمية". وفي البحرين، نوهت صحيفة (الوطن) بإقرار مجلس الوزراء، خلال جلسته الأخيرة، تخفيض المصروفات المتكررة بنسبة 15 في المائة في ميزانية العامين القادمين، معتبرة أن هذه البادرة "تصب في الاتجاه الصحيح، خاصة أن هناك مصروفات متكررة بأرقام مليونية تذهب هباء، أو يتم استغلالها بشكل سيء جدا في بعض الوزارات، ثم يكتشف ذلك الرأي العام في الحساب الختامي للدولة أو من خلال تقارير ديوان الرقابة". وتطرقت الصحيفة، أيضا، إلى مناقشة مجلس النواب قانون الدين العام، قائلة إن المسألة الأكثر خطورة، هي أنه حين يتفاقم الدين العام ويتخطى الأرقام المعقولة، قد تتدخل المنظمات الدولية وتفرض على البلاد سياسة مالية، "عندها ستحل الكارثة على المواطن قبل غيره، وستنخفض قيمة الدينار، وستحدث تبعات كثيرة (...)". وخلصت إلى أنه يتعين عقلنة المصروفات، كما تحتاج الحكومة لزيادة الرقابة على مشاريع وأعمال الوزارات، مستطردة أن ما تقوم به الحكومة من مراجعات فعلية وواقعية في التدقيق على الأرقام وتقليص المصروفات يصب في الاتجاه الصحيح، إلا أن هذه البادرة لم تأخذ زخما إعلاميا كافيا. وفي مقال بعنوان "التحولات في الإقليم وضم اليمن لمجلس التعاون"، كتبت صحيفة (الوسط) أن الأحداث المتسارعة في اليمن، وما تقدمه المؤشرات من شواهد على تعقيد الأزمة يوما بعد يوم (...) وتداعيات الوضع الإقليمي والعربي، في ما يتعلق بالعراق وسورية ولبنان ومصر، والخطر الذي يمثله تنظيم "داعش"، والملف النووي الإيراني، كل ذلك "لا يستبعد أن تتخذ دول الخليج خطوة، لن تكون مفاجئة بقبول العضوية الكاملة لليمن في مجلس التعاون". وأبرزت الصحيفة الكلفة العالية التي ستدفعها دول المجلس لتأهيل الاقتصاد اليمني ليتواءم مع طبيعة اقتصاداتها، "بعد عقود من الفساد والنهب وسرقة موارد النفط والمحسوبيات، وارتفاع معدل الفقر والبطالة، والافتقار إلى البنية التحتية"، مؤكدة أن معالجة الاقتصاد اليمني وتأهيله، مسلسل يحتاج إلى زمن سيطول. وبعد أن اعتبرت أن سيناريو انضمام اليمن إلى مجلس التعاون ليس مستبعد التحقق، وأن العقبات التي تحول دون ذلك لا يمكن تجاهلها، أعربت عن الأمل في أن "يجد اليمنيون حلولا لأزمتهم بعيدا عن التدخلات التي باتت واضحة على السطح ولم تعد سرا (...) ذلك أن التجربة أثبتت، أن الوصفات التي تأتي من خارج الحدود لحل الأزمات الداخلية، كثيرا ما تفاقمها، وفي أحسن تقدير تعمل عمل المخدر الذي لا يعمر مفعوله". وفي الإمارات، تطرقت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، إلى الزيارة التي قام بها سمو الشيخ محمد بن زايد آلö نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، للقاهرة أمس الأربعاء، مؤكدة أن القيام بها قبل عقد المؤتمر الاقتصادي بمدة لافتة يحمل رسالة جديدة موجهة إلى العالم كله. وأشارت إلى أن محمد بن زايد أكد، في بداية زيارته "التاريخية"، على أن مصر "هي صمام الأمان الحقيقي"، مضيفة أن المباحثات شملت "ملفات مهمة متعددة في مقدمها ملف مواجهة التطرف والإرهاب انطلاقا من نظرة مشتركة حكيمة تغلب مصلحة الشعبين والأمة والإنسانية". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الاتحاد)، أن ولي عهد أبوظبي كان حريصا على تجديد التأكيد على وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة بجانب مصر ودعمها سياسيا واقتصاديا وتنمويا ومساندة شعبها على تحقيق تطلعاته في الاستقرار والتنمية والبناء، مشيرا إلى أن دعم مصر في هذه المرحلة التاريخية هو دعم لمصر الدولة والتاريخ والحضارة والمستقبل. ومن جانبها، خصصت صحيفة (الوطن) افتتاحيتها للوضع السياسي في لبنان الذي يعيش 291 يوما بدون رئيس للجمهورية، وما يعنيه ذلك من تأثير ومخاطر. وأكدت الصحيفة أن "الجميع يحب أو يدعي محبة هذا البلد، أصدقاء وأندادا وطامعين، وقبل هؤلاء جميعا أهله وشعبه، لكن غالبية كبيرة منهم يبدو أنها تزيد الانقسام والتشظي والتشتت بطريقة تعاطيها مع أزماته وتضر لبنان وتقربه من الانفجار". أما صحيفة (البيان)، فأبرزت في افتتاحيتها أنه بخلاف باقي البلدان التي تراعي جيدا أثناء اختيار وزراء خارجيتها، فإن "إسرائيل شاذة بالنسبة لهذه القواعد، فقد وضعت على رأس دبلوماسيتها أفيغدور ليبرمان، صاحب الوجه القبيح سياسيا، شخص لا يعرف من السياسة إلا اسمها ولا من اللباقة حدودها الدنيا". وأضافت أن الأمر يتعلق بوزير دائما "ما يثير الجدل بسبب غبائه وأقواله التي تتسبب في جدل واسع بعد سماعها، لأنها لا يمكن أن تنطلق من شخص يتابع ما يدور في العالم أو يدرك أبسط قواعد السياسة والمعادلات الدولية"، مشيرة إلى أن آخر تقليعات العنصرية التي أطلقها ليبرمان، تتعلق بتوعده وتهديده بقطع رؤوس الفلسطينيين بالفأس، ومحاولته خلق شرخ بين الفلسطينيين الذين يعيشون في أرضهم داخل المناطق المحتلة عام 1948.