اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد بالانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للمسجد الاقصى المبارك، وبالاعلان عن تشكيل حكومة جديدة في اليمن، وبالاستحقاقات الانتخابية في البحرين، وبالتطورات التي يعرفها المشهد السياسي في مصر. ففي الأردن، انصب اهتمام الصحف بالخصوص على دور الأردن في ما يتعلق بالمقدسات في القدس، والعلاقات بين تل أبيب وواشنطن ومواجهة التطرف، إذ توقعت صحيفة (الغد )، في مقال بعنوان " الملك والقدس سيدة القضايا"، أن تزداد قضية القدس "توترا لأن إسرائيل خففت عدوانها تكتيكيا لا اقتناعا(..) والأردن يحتاج أن يبرمج استخدام أدوات ضغطه وفقا لمسار المعركة"، معتبرة أن إلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية الآن سيضع الأردن "في مواجهة مع الولاياتالمتحدة وأوروبا، وسيقلل تأثيره الضاغط دوليا، وسيحرر إسرائيل من أي التزامات فرضتها المعاهدة، خصوصا في القدسالمحتلة". وأضافت الصحيفة أن دور الأردن "مركزي، وإدارته للأزمة أثبتت أنها الأفضل في ضوء ما هو ممكن"، لكن "مآلات المستقبل ستفرضها إسرائيل. إذا أمعنت في الاعتداءات على القدس وتهويد مقدساتها، ستسير الأمور نحو تأزيم جديد سيتصاعد معه الرد الأردني وفق ما يتطلبه التزامه بحماية القدس ومصالحه الوطنية". ومن جهتها، استعرضت (الرأي) مظاهر "الشرخ" بين واشنطن وتل أبيب وقالت إنه "أعمق بكثير مما تصور البعض"، معتبرة أن التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي على باقي الجيوش في المنطقة "يعود إلى الحلف مع أمريكا". واعتبرت أنه لا ينبغي التعويل على القطيعة بين واشنطن وتل أبيب، لاسيما وأن "المصالح المشتركة لا يمكن التفريط فيها من الجانبين، إلا أن المطلوب من العرب، وبالذات من الفلسطينيين، استخدام ما في جعبتهم من أسلحة في معركة قادمة حتى تزيد التوتر القائم، وتوسع الشرخ بين واشنطن وتل أبيب". وقالت (العرب اليوم)، في افتتاحيتها، إن "القيادة الأردنية تعرف دربها جيدا عندما يتعلق الأمر بملف المسجد الأقصى والتصدي للعدو الصهيوني" واستفزازاته المتكررة في هذا المجال، موضحة أن القدس مسألة تخص كل إنسان على وجه البسيطة وتتعرض للخطر الشديد الآن، "وشرف الرجولة المعهودة في الأردنيين يمنعهم عن طلب المساندة أو توسل المساعدة". أما (الدستور) فكتبت، في مقال بعنوان "متى نتحرك لمواجهة (غواية) التطرف"، أن الحرب ضد التطرف في الفضاء الخارجي، "مهما كانت تحفظاتنا عليها، لا يمكن أن تحقق إنجازات ما لم تساندها حرب حقيقية على الأرض داخل مجتمعنا"، مؤكدة أن هذه الحرب يجب أن يكون عنوانها (العدل والعلم والحكمة) ". وخلصت الصحيفة إلى القول "ما لم نتحرك لحماية مجالنا الديني، وسد (الفراغات) التي يتركها (التدين) المغشوش الذي تسانده المقررات السياسية الخاطئة، وتراكمات (المظلومية) وغوايات (التطرف)، فإننا سنترك شبابنا في (مهب) رياح السموم، وسنفتح أبواب مجتمعنا أمام (جرائم) لا نعرف مصدرها ولا خلفياتها وقد لا نتمكن من مواجهتها أيضا". و في اليمن، سلطت الصحف الضوء على تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد، حيث كتبت صحيفة ( الثورة) "أخيرا رأت حكومة الشراكة الوطنية النور بوجوه جديدة قديمة برئاسة خالد بحاج". واستطردت في مقال لها تحت عنوان "أهلا حكومة الشراكة"، قائلة " نريد برنامج حكومة صغير وواضح وأولويات يستطيع الوزراء تنفيذها ،لا نريد ملازم لبرنامج الحكومة كما عملت الحكومات السابقة ، فتظل مكتوبة ورائعة والواقع في واد آخر"، مشددة على أن أهم أولوية لدى اليمنيين "التخفيف من الفقر وتوجيه المال بشكل صحيح وتأمين الأمن والأمان ". من جهتها ، كتبت صحيفة ( الأيام) انه "بعد مخاض عسير وطويل" تم الإعلان رسميا عن تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة التي أطلق عليها تسمية (حكومة الكفاءات الوطنية) وتكونت من 36 وزيرا برئاسة خالد بحاح، مشيرة الى أن تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة جاء بناء على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية واتفاق السلم والشراكة الوطنية والتفويض الذي وقعت عليه القوى السياسية مؤخرا ، وبموجبه تم تفويض الرئيس هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح بتشكيل الحكومة. وأضافت الصحيفة أنه بحسب المراقبين للشأن السياسي في اليمن ،فإن هذه الحكومة "لم تبعد كثيرا عن إطار المحاصصة بين مراكز القوى والمكونات السياسية"، ملاحظة أن قائمة حكومة بحاح "تضمنت اسماء اطر شاركت في مؤتمر الحوار الوطني ويتسلمون حقائب وزارية لأول مرة ، حيث تضمن التشكيل 36 وزيرا بينهم 4 نساء ، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ضم أربع نساء دفعة واحدة في قوام مجلس الوزراء على مستوى اليمن ودول الخليج والجزيرة العربية". أما صحيفة ( نيوز يمن ) فنشرت تصريحات لرئيس الحكومة الجديدة ، خالد بحاج ،أكد فيها أن مهام وأولويات برنامج حكومته في الوقت الراهن، "تتمثل في العمل على تخفيف نسبة الفقر والعمل باتجاه عودة الأمن والأمان إلى البلاد، إضافة إلى تطبيق سيادة القانون والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان وتطبيق الحكم الرشيد" . وبخصوص قرار مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على الرئيس السابق علي عبد الله صالح بسبب عرقلته للانتقال السياسي في اليمن ، ذكرت صحيفة ( اليمن اليوم) ان الآلاف من أنصار الرئيس السابق خرجوا أمس ، في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، بعد دعوة من حزب المؤتمر الشعبي العام، لأنصاره للاحتجاج على هذه العقوبات الدولية، مشيرة ان صالح شدد خلال تجمع جماهيري امام إقامته على "أن أية قوة لن تستطيع أن تجبره على مغادرة الوطن وأن من يراهنون على الأجنبي فرهانهم خاسر". وفي قطر، انتقدت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها بعنوان "قرار خاطئ يستهدف اليمن" قرار حزب المؤتمر الشعبي في اليمن إقالة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي من منصب الأمين العام للحزب ، مؤكدة على أهمية أن يدرك قادة المؤتمر الشعبي ومن بينهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح أن التحديات التي تواجه اليمن لا تزال قائمة وتقتضي من جميع اليمنيين التعامل معها بروح وطنية من أجل تغليب مصلحة الوطن العليا بدلا من تعكير الأوضاع المأزومة أصلا بقرارات انفعالية ومرتجلة . وقالت إن جميع الأطراف السياسية اليمنية وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس السابق مطالبة بمواصلة الجهود لتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية، داعية المؤتمر الشعبي إلى إعادة النظر في قرار إقالة الرئيس هادي من الحزب كما طالبت المجتمع الدولي بدعم اليمن ومنع انزلاقه نحو مستنقع التمزق والحرب الأهلية. أما صحيفة (الشرق) فخصصت افتتاحيتها للقضية الفلسطينية وقالت في افتتاحيتها إن الممارسات الاسرائيلية الاخيرة والاستفزازية هي سياسات خطيرة لانها تشكل مساسا بالمقدسات الاسلامية وهو أمر من شأنه أن يزيد من حالة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. وشددت على أنه لا سبيل لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن إسرائيل، غير التحرك الجاد والشجاع لاتخاذ خطوات حقيقية باتجاه حل القضية الفلسطينية والوصول الى سلام شامل ودائم وعادل يقوم على حل الدولتين وذلك بإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وحول نفس الموضوع وتحت عنوان "الدولة الفلسطينية هي الحل" كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف، ربما هو الأخطر في تاريخها الممتد لعقود طويلة، إذ يبدو أن الاحتلال الاسرائيلي، قد دخلت خطته لتهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، على غرار ما فعلته في المسجد الابراهيمي في الخليل، مرحلة التنفيذ العملي. وأشارت إلى تطابق وجهات النظر العربية والفلسطينية والدولية في هذا الصدد وقالت إن هذا يعني أن العقبة الوحيدة هي دولة الاحتلال، والقوى التي تحميها، والتي حان الوقت كي تدرك انه دون دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، فإن أمن واستقرار المنطقة سيبقى معرضا لخطر شديد. وفي البحرين، تواصل اهتمام الصحف بالانتخابات القادمة، حيث كتبت صحيفة (الأيام) أنه من المؤمل أن يدخل المجلس النيابي القادم "نواب أكفاء يستطيعون ملء الضعف الذي امتاز به المجلس الحالي (...)، وأن يكون على مستوى الاخطار التي تحيط بالمنطقة وبالبحرين على وجه الخصوص". وقالت الصحيفة "نحن نثق بوعي الشعب البحريني الأصيل الذي سوف يدقق بكل شفافية واقتدار في كل مرشح، فقد علمته الدورات الانتخابية الأربع منذ عام 2002 وحتى عام 2014 أن المجلس النيابي حتى يحقق آمال الشعب يجب أن تكون له أسنان ويستطيع بكفاءاته أن يرسم مستقبل هذا الشعب العربي الأصيل". ومن جهتها، أوضحت صحيفة (الوطن) أن أكثر من نصف المرشحين للانتخابات النيابية يحملون شهادات عليا، بالإضافة إلى أن أكثر من 55 في المئة منهم يشغلون وظائف عليا في القطاعين العام والخاص، وهي مؤشرات تعكس أبعادا هامة حول طبيعة تشكيل المجلس النيابي المقبل، وما إذا كان يضم بين نوابه كفاءات وخبرات متنوعة، أم سيكون مجلسا سياسيا بالدرجة الأولى يضم مجموعة من الكتل البرلمانية الممثلة للجمعيات السياسية "يقوم دورها على الصراع والمساومات من أجل تحقيق الأجندة". وترى الصحيفة أنه "لا يتوقع لبرلمان 2014 أن يكون برلمانا تقليديا أو حتى هادئا (...) خاصة وأن هذا البرلمان سيكون أول برلمان على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي يمنح الحكومة الثقة السياسية، وهو الذي يوافق عليها طبقا للتعديلات الدستورية الثانية". أما صحيفة (البلاد) فكتبت أن "الانتخابات ليست دخيلة على بلادنا وأقطارنا العربية كما يدعي أدعياء الدين (...) بل هي حالة سياسية واجتماعية متحضرة لإدارة المجتمع ومشاركة أصحاب القرار في صياغته. وعلى صعيد آخر، أبرزت صحيفة (الوسط) أهمية اجتماع المنامة حول مكافحة تمويل الإرهاب، المنعقد اليوم، بمشاركة أكثر من 30 دولة بالإضافة إلى عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، مشيرة إلى أنه يعتبر "اعترافا بدور البحرين في مكافحة تمويل الجماعات والأنشطة الإرهابية، ولاسيما تلك التي تتغذى مما يتوافر في دول الخليج من عدة جوانب". وقال رئيس تحرير الصحيفة إن الإرهاب يتغذى من الدعم المالي، ومن الدعم بالأطر القتالية والتحريضية، وعليه فإن "تجفيف منابع الإرهاب يتطلب تجفيف كل المنابع، والسيطرة على الحوالات المالية التي تنعش الإرهابيين"، معربا عن الأمل في أن ينتقل المؤتمر الدولي من الجانب الإجرائي - الفني ليشمل المنحى الاستراتيجي الذي "يستفيد من التجارب الماثلة أمامنا والتي توضح أن من يعول على العنف والإرهاب وتهميش الآخرين لا يحصد سوى انعدام الاستقرار واندلاع الحروب والأزمات التي تغذي بعضها البعض في دوامة لا تنتهي". ومن جانبها، اهتمت الصحف المصرية بالعلاقات الخارجية لمصر، والتطورات على الساحة السياسية ، وبذكرى وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وهكذا كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان " الدور الإقليمي المصري" أنه منذ ثورة 30 يونيو، والعمل الجاد نحو تثبيت دعائم الدولة بعد إفشال محاولات اختطافها أو هدمها، ومصر تعيد صياغة علاقاتها الخارجية أيضا، بهدف استعادة الدور الإقليمي والدولي، وتحقيق مصالح الدولة العليا وفق اعتبارات الأمن القومي المصري. وفى هذا السياق، تضيف الصحيفة، تكتسب القمة الثلاثية التي شهدتها القاهرة أمس بين رئيسي مصر وقبرص ورئيس وزراء اليونان أهمية كبرى على مستويات عدة، فهي تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط والبحر المتوسط، وتعد نافذة جديدة لمصر في الاتحاد الأوروبي، وتدعم العلاقات الاقتصادية المهمة بين البلدان الثلاثة. وقالت إن هذه القمة شكلت فرصة كبيرة لبحث تعزيز التعاون بين مصر وقبرص واليونان في مجال الطاقة بشكل عام والغاز الطبيعي بشكل خاص، سواء ما يتعلق بالتنقيب عنه واستخراجه، أو الاستفادة من البنية التحتية والصناعية المصرية المؤهلة لاستقبال الغاز. أما جريدة (الجمهورية) فكتبت في مقال تحت عنوان "التجربة الحزينة" أن الأحزاب السياسية أداة الوصول للحكم والاحتفاظ بالسلطة السياسية بناء على برنامج سياسي معين، والأحزاب تلعب دورا مهما وحيويا في تدعيم الممارسة الديمقراطية وتنشيط الحياة الحزبية والحياة السياسية وإعداد الأطر السياسية القادرة على تولي مسؤوليات تنفيذية وتشريعية كما أنها مدارس حقيقية لتعلم الحوار والتسامح والاختلاف وقبول الآخر وترسيخ المواطنة لدى شرائح المجتمع وهي المصل المانع لدولة الحكم الشمولي الاستبدادي ونص الدستور علي تداول السلطة وهذا التداول لن يتم إلا في أحزاب تتحمل المسئولية السياسية الكاملة. وأكدت أن الانتخابات البرلمانية القادمة ستخلق عملية فرز حقيقي بين الأحزاب وتحديد من هو الجاد فيها وله تواجد فاعل في الشارع السياسي ولديه رؤية حقيقية للمشاكل اليومية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويلعب دوا هاما على مسرح الحياة السياسية ومن هو خلاف ذلك ، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح والمواطن المصري بنظرته قادر على التمييز بين الغث والسمين. وفي الشأن الفلسطيني ، كتبت جريدة (الأخبار) في مقال لها بعنوان " 10 سنوات على وفاة عرفات.. غاب النهج وبقي الرمز" أنه من الطبيعي ألا تشعر الدولة العبرية بأي ومضة حنين لذكرى عرفات، وأن تصفه أقلامها تلميحا بالإرهابي وتصريحا بمؤجج الثورات والانتفاضات، ففي حياته قامت انتفاضتان كبريان، ومنذ أن غاب لم تقم انتفاضة واحدة برغم قيام مئات الاحتجاجات وأعمال المقاومة. وأضافت أنه من اللافت أن تحرص تغطيات الصحف لهذه الذكرى على عقد مقارنة يومية بين الزعيمين الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس الذي يحرص دائما على تجاور ربط صورته بصورة عرفات وكأنهما السلف والخلف. فدائما ما تصب نتيجة المقارنات الإسرائيلية لصالح عباس على الرغم من التباغض الواضح على المستوى الرسمي فهو يظل صاحب نظرية المقاومة السلمية غير المسلحة ورفض عسكرة الانتفاضة ونبذ العنف. وقالت إن سلفه الزعيم الراحل عرفات كان يمسك السلاح بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى، فعلى يده تحقق اتفاق أوسلو وقامت السلطة الفلسطينية لكنه دفع ثمن تبنيه للكفاح المسلح ورعايته للانتفاضة بمحاصرته وعزله في رام الله ثم قتله بالسم بعدها بعامين.