تحية لرجل شرطة بالمحمدية تحدى الاستفزاز كل ما نسمعه من حيف بعض رجال الأمن والدرك ينمحي ويزول عندما نرى من نحسبه مواطنا مثلنا يتطاول على شرطي مرور، فيرفسه، كما وقع في الرباط، أو يطلق عليه النار، كما وقع في الدارالبيضاء...الخ، أو يهدده قائلا: هل تعرف من أنا؟ كما وقع في كل مكان. "واش عارف شكون أنا؟" تجعل المواطنين ينسون كل حزازاتهم مع رجل الشرطة ويقفون في صفه، ويصرحون له أنهم بجانبه. هذا ما عايشته مساء يوم الأربعاء 18 من الشهر الجاري بالحديقة العمومية بالمحمدية أمام البريد. ارتفع صوت من جهة البريد فالتفتت لأجد سيارة مسجلة بالمحمدية متوقفة قبيل خط الراجلين، وأمامها دراجة نارية لرجل شرطة محلف، كان السائل يصيح بأنه لم يرتكب مخالفة، والشرطي مصر على أنه كان يتكلم في التيلفون، ويطالبه بأوراق السيارة وهو يماطل دون إعلان الرفض، كان الشرطي يشير إلى مكان المخالفة عند الضوء الأحمر، والرجل يجيبه : "علاش نوقف أُ ما درت والو"؟! ففهمنا أنه طارده بعد أن رفض الوقوف، والله أعلم. كان الرجل، خلال هذه اللجاجة، قد ربط الاتصال تلفونيا بجهة مَا، وبعد شرح موضوع الخلاف مد التلفون للشرطي ليرد على الجهة المعنية، فرفض قائلا: ممنوع علي أن أتصل تلفونيا! فاشتعل الرجل واستمر في الصياح في اتجاهين: في اتجاه الجهة التي استعان بها، إذ يبدو أنها نصحته بتسليم الأوراق وهو يرد بأنه لم يفعل شيئا. وفي اتجاه الشرطي الذي يقف أمام السيارة منتظرا. ارتفعت الأصوات وتجمهر الناس، فسمعت الشرطي يقول: "غادي نشهد عليك الناس ونتابعك أمام القضاء..." وعندما اقتربت منهما عابرا أمسك الشرطي ببذلته قائلا بانفعال: "أنت تهين هذه ..تهين الدولة تهين جهاز.. أنا محلف.." فرد عليه الرجل: "و تتكذب...". بعدها سلم الأوراق وأشار عليه الشرطي بركن السيارة بعيدا، فتردد قليل ثم أبعدها، وعاد. في هذه اللحظة حضرت سيارة شرطة، وقفت قليلا أمام الرجلين دون أن ينزل منها أحد، وبدأ السائق يسترجع أوراقه، ثم انصرفت سيارة الشرطة، ووقع المحضر وانصرف. عند انصراف الرجل اقتربت مجموعة من المواطنين الذين ظلوا يراقبون المشهد متحفزين، بعضهم عبر عن استعداداه للشهادة لصالح الشرطي لو قرر متابعته بالإهانة وإثارة الشغب، والبعض شكره على سعة صدره وتمسكه بتطبيق القانون. ودعا إلى التسامح في ليلة شهر الغفران. أتمنى أن تكون وراء موقف هذا الشرطي توجيهات حقيقة، وحماية حقيقية، له ولكل من يوكل إليه تطبيق القانون مهما كانت رتبته وسلمه الوظيفي. وفي انتظار ذلك أنوه بقدرته على مقاومة شد الأعصاب والإرهاب الذي مارسه السائق، وعلى سعة صدره، فقد كانت حركات الآخر مستفزة وألفاظه جارحة.