اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، بعدة مواضيع منها الوضع في المنطقة خاصة في سورياوالعراق وتأثيره السلبي على دول الجوار ومنها الأردنولبنان، وتأثير تراجع أسعار النفط على اقتصادات دول المنطقة خاصة في الخليج، وزيارة رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام للقاهرة ومباحثاته مع كبار المسؤولين بمصر. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان "عبرة لهم ولغيرهم من الشباب"، عن العفو الرئاسي الذي صدر أمس وشمل 165 من الشباب كانوا محبوسين بتهم خرق قانون التظاهر وقالت إن التقديرات تشير الى أن معظم هؤلاء من طلبة الجامعات والأحداث في جميع محافظات البلاد. وبعد أن أشارت إلى أن هؤلاء المفرج عنهم بعد تحريات جهات الأمن "تم الزج بهم في معركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل"، أعربت عن الأمل في أن يكون هذا القرار "بالإفراج عن هؤلاء الصبية والشباب درسا وعبرة لهم ولغيرهم ممن لا يزالون يخضعون لعمليات غسل مخ من قبل الإرهابيين". وحول الموضوع نفسه قالت صحيفة (اليوم السابع)، في افتتاحيتها بعنوان "وعد الرئيس"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وعد فأوفى وتم الإفراج عن هؤلاء الشباب دون أن تستبعد الإفراج عن مجموعات أخرى بعد عيد الفطر. وقالت إن القوى السياسية في البلاد رحبت بهذا القرار، وأكدت أهمية الخطوة في احتواء الشباب، داعية إلى مؤتمر يجمع الجهات الأمنية والأحزاب والمنظمات الحقوقية لمناقشة قانون التظاهر وهي "الخطوة التالية المهمة" التي يجب النظر إليها. وفي عمود لأحد كتابها كتبت صحيفة (الأهرام) عن الأمن القومي العربي وما يتهدده من مخاطر، منتقدة دعوة البعض الاعتماد على جهات من خارج العالم العربي، وقالت في عمودها لسامح عبد الله بعنوان "الرهان على باكستان وأردوغان" إن الأفكار الداعية للاستعانة بباكستان وتركيا تحتاج لكثير من التروي لأن كلتا الدولتين لديهما أولويات أمنية تختلف عن أولويات الدول العربية. وبالتالي، يقول كاتب المقال، فالرهان على قوى من خارج الوطن العربي لن يحقق أبدا الأمن القومي العربي خاصة في الخليج، والبديل الوحيد لذلك هو التعاون العربي الوثيق خاصة بين الخليج ومصر. وفي قطر أشادت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، بموقف منظمة التعاون الإسلامي الداعم والمؤيد لاستضافة دولة قطر لمونديال 2022، ودعوتها مؤسسات العمل الإسلامي المشترك ووسائل الإعلام في الدول الأعضاء إلى التأكيد على حق دولة قطر في تنظيم المونديال، مبرزة أن هذا التوجه يأتي على خطى مواقف منظمات أخرى لها وزنها، "حيث أعلنت هي الأخرى مساندتها لقطر ضد الحملات التي تتعرض لها. وأضافت الصحيفة أن قطر حظيت بمساندة كافة الاتحادات الرياضية الدولية والإقليمية "التي لا تنطلق من أي أجندة، والتي ترى الحقائق مجردة كما هي دون تلوين المواقف السياسية والعنصرية المسبقة"، معبرة عن اعتقادها بأن "القائمين بحملاتهم ضد قطر سيخسرون مصداقيتهم أمام العالم الحر لأن كرة القدم لعبة عالمية يجب ألا تحصر نفسها بحدود جغرافية، وأن منطقة الخليج تعتبر منطقة تحفل بأجواء حقيقية لكرة القدم". وبمناسبة حلول شهر رمضان الأبرك، كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، أن "المسلمين والعرب (..) مطالبون بألا ينسوا إخوانهم في الدول المنكوبة التي تعيش أزمات مثل سوريا واليمن وليبيا (..)، كما أنهم مطالبون بألا ينسوا إخوانهم في فلسطين الجريحة التي يحاول الاحتلال تهويد ما تبقى من أراضيها ومن بينها القدس الشريف، وألا ينسوا الصومال وجميع المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها". وشددت الصحيفة على أن الأزمات التي تواجه العالمين العربي والإسلامي "تحتم على قادة الدول العربية والإسلامية أن يتخذوا من مناسبة شهر رمضان المبارك، مدخلا للتعاون الجاد من أجل مواجهة هذه الأزمات التي لن تحل إلا بالمواجهة الحقيقية والمصارحة والمحاسبة". وبلبنان، اهتمت الصحف بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة تمام سلام أمس إلى مصر، إذ أشارت صحيفة (اللواء) إلى أن الجهود المصرية، والإجراءات اللبنانية لمواجهة ظاهرة التطرف شكلت "القاسم المشترك" أثناء اللقاء بين تمام سلام والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقالت إنه تقرر خلال هذا اللقاء إحياء اللجنة المصرية اللبنانية المشتركة، والعودة إلى استئناف اجتماعاتها في الخريف المقبل، إضافة إلى تقديم ما يلزم لبنان من مساعدات، والتجاوب مع طلب وزير الزراعة أكرم شهيب في ما يتعلق بالمساعدة على تصدير المنتجات الزراعية إلى دول الخليج عبر ميناء بور سعيد. من جهتها، اعتبرت صحيفة (المستقبل) أن مصر جددت، خلال هذه الزيارة، موقفها الداعي إلى انتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار، "مع التشديد على دعم لبنان وجيشه في حربه ضد الإرهاب وتأكيد دعوة مصر إلى صياغة استراتيجية عربية لدحر الإرهاب ووقف إمدادات السلاح والمال للتنظيمات الإرهابية". وفي سياق آخر، قالت (السفير) إن الهبة السعودية (هبة من أجل تسليح الجيش اللبناني) إلى التجميد في فرنسا، مشددة على أن مصادر فرنسية مطلعة أفادت بأن الجانب الفرنسي تلقى منتصف الشهر الماضي رسالة رسمية سعودية، تطلب تجميد العمل بصفقة تسليح الجيش اللبناني. وأوضحت هذه المصادر، وفق الصحيفة، أن الرسالة السعودية وصلت الى الشركة الوسيطة الفرنسية التي تشرف على تنفيذ العقود والتواصل مع الشركات، والتي ستقوم بتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة والمعدات التي تم الاتفاق عليها في الثاني من شهر فبراير الماضي. من جهتها كتبت صحيفة (الأخبار) تقول، نقلا عن مصادر وزارية، إن ملف العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى إرهابيي تنظيم (داعش) و(جبهة النصرة) اكتمل من الجانب اللبناني، من جانب الآلية التي تتعلق بإطلاق سراح موقوفين، مقابل الجنود الرهائن لدى النصرة. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر الآن "متوقف على الوساطة القطرية، والدور الذي تلعبه لدفع مبالغ مالية للإرهابيين في إطار الصفقة، وإذا ما كان هناك أي تعديل على الآلية التي قدمها لبنان". وفي البحرين، أشادت صحيفة (الوطن) بالعديد من العائلات التجارية في البلد، التي لها أيادي بيضاء في مجالات شتى، عبر دعم البلد في بعض المشاريع، وعبر تلمس هموم الناس ومساعدتهم، وعبر بناء منشآت خدمية تتشارك فيها حمل العبء والمسؤولية مع الدولة، قائلة إن "هؤلاء رجال تفخر بهم البحرين، وترفع لهم القبعة احتراما وتقديرا". وأشادت الصحيفة، في مقال بعنوان "فخر للبحرين .. رجال أياديهم نظيفة"، بالخدمات الجليلة التي يسديها رجال أعمال "تبين مواقفهم وأعمالهم الطيبة كيف أن جني الأرباح وحصد الأموال - رغم أهميته للتاجر- ليس المعيار الأول والمحرك الرئيس له بقدر ما هي مبادئه وقيمه وإخلاصه للبلد ورغبته في خدمته وخدمة أهله". وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (البلاد) إنه على افتراض التعافي التدريجي لأسعار النفط، فإن نمط الإنفاق الحكومي الراهن بالمنطقة سيتواصل على المدى المتوسط وطويل الأجل لمواجهة نفقات الرواتب والأجور والدعم التي تستنزف نحو 60 في المائة من الميزانية، مبرزة أنه بذلك، فإن أي إصلاحات في الإنفاق العام لابد أن يمر عبر إصلاحات حساسة بالنسبة للمجتمعات الخليجية، وفي المقدمة موضوع دعم الطاقة. وعلى الرغم من التكلفة الباهظة، توضح الصحيفة، فإن الدعم المعمم للطاقة والمحروقات، وهو الأكثر شيوعا في البحرين وبقية دول الخليج، أثبت عدم فاعليته، حيث إنه لا يستهدف الفئات المستحقة، كما يتسبب في الإضرار بالنمو على المدى الطويل، من خلال "تشوهات" الأسعار وقصور الاستثمار في القطاعات كثيفة الاستخدام للعمالة وذات الاستخدام غير الكفء للطاقة، ومزاحمة الإنفاق الإنتاجي على رأس المال البشري والمادي الذي يفترض أنه يحظي بالأولوية في الدعم. وفي الأردن، كتبت جريدة (الغد)، تحت عنوان "لا نريد أكثر من الأردن"، أن المتغيرات في المشهدين السوري والعراقي، ومواقف القوى المؤثرة إقليميا ودوليا "تملي علينا مراجعة خططنا وسياساتنا. لكن بالرغم من كل ما يحصل حاليا، لم نصل بعد إلى المرحلة التي تستوجب منا نسف الاستراتيجية القائمة، أو الانتقال من مرحلة الردع إلى مرحلة التدخل المباشر". وحسب الصحيفة فإن "أي طموح يتجاوز حدود المملكة، سيعرض الأردن للخطر. استراتيجيتنا في المرحلة المقبلة ينبغي أن تقوم على مبدأ واحد: إبقاء الفوضى داخل حدود دول الجوار، ومنع انتقالها إلى أراضينا". ورأت (العرب اليوم)، في مقال لها، أن ما يقع سواء في سوريا أم في العراق وما بينهما من ملفات أخرى، وتفريخات العصابات الإجرامية، وأجنداتها في المنطقة "لا تصلح فيها أي أدوات قياس أو مقارنة أو مقاربة". ولهذا، تقول الصحيفة، "علينا ألا نبقى أسرى تفسيرات وقراءات سابقة، نبني عليها التحليل والرؤية وقراءة المستقبل. فالأمور تفرض علينا التفكير بالقطعة، لأنه قد ثبت أن لا أحد يمتلك المعلومة الدقيقة لما يخطط للمنطقة، وكيف سيكون مستقبلها". وفي مقال بعنوان "اقتصاديات اللجوء السوري"، اعتبرت صحيفة (الرأي) أن الإحصائيات الاقتصادية حول اللجوء السوري في الأردن "تثير من الأسئلة أكثر مما تعطي من الحقائق"، وإذا صح أن الأردن استقبل أكثر من مليون لاجئ سوري يعيش نصفهم في مخيمات خاصة، فإن الإحصائيات الاقتصادية "لم تعكس أي أثر إيجابي أو سلبي، وكأنهم غير موجودين على أرض الأردن". وأشار كاتب المقال إلى أن معدل النمو الاقتصادي مستقر حول 3 بالمائة ومعدل البطالة بقي على حاله (12 بالمائة)، ونسبة الفقر لم تتأثر (14 بالمائة)، والواردات لم ترتفع، "ولم يحدث أي تغيير غير عادي في المؤشرات الاقتصادية المنشورة يدل على الأثر الاقتصادي لارتفاع عدد السكان بنسبة 20 بالمائة"، واصفا ذلك بأنه "لغز ما زال يبحث عن حل". وبالإمارات، دعت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "حقن الدماء مهمة مقدسة"، أن إطلالة شهر رمضان الكريم، تشكل مناسبة "نجدد فيها الدعوة إلى حقن دماء الإنسانية في دول عديدة حيث تتعرض شعوب كثيرة لمحن أدت إلى تشريد الملايين، وقتل مئات الآلاف، وجرح الملايين والتسبب بخسائر تقدر بمئات المليارات في هذه الدول، جراء الصراعات والحروب الدينية والمذهبية والعرقية والطائفية". وأشارت (البيان) إلى أن الأمر يتعلق بدعوة إلى تحكيم لغة الحوار ونبذ لغة العنف التي تؤدي إلى المزيد من الكراهية وتبادل البغضاء، بما يختطف هذه الشعوب من أمنها واستقرارها، ويجعلها أسيرة لهذه الصراعات التي لا تتوقف، والتي تتعدد أوجهها وعناوينها، لكنها تؤدي الى النتيجة ذاتها، أي نحر هذه الشعوب وتقديمها قرابين على مذبح الجهل والتخلف وعدم إدراك معنى الحياة. من جانبها، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "حرب باردة" أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا تتجه إلى مزيد من التوتر، بحيث يلوح شبح الحرب الباردة في الأفق. وأوضحت الصحيفة أن بعض المحللين والمتابعين للعلاقات بين البيت الأبيض والكرملين يرون أن الحرب الباردة بدأت فعلا، وأن الأمور تتجه نحو المزيد من التدهور وبالتالي العودة إلى سباق التسلح كما كان الحال قبل انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينيات. ولاحظت (الخليج) أن "مؤشرات الحرب الباردة التي نراها الآن تدل على أن الصراع بين موسكو والدول الغربية بدأ يأخذ منحى جديا، وأن التحديات الأمنية في أوكرانيا ودول البلطيق وفي المنطقة العربية هي من وجوه الحرب الباردةº لأن الصراع على شكل النظام الدولي لم يحسم بعد".