أبرزت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، التحركات الدبلوماسية الجارية لحل الأزمة اليمنية موازاة مع تواصل الغارات الجوية في إطار عملية (عاصفة الحزم) لدعم الشرعية، وآفاق تسوية الملف السوري، والمشهد السياسي الإسرائيلي الحالي ومآل عملية السلام، وحوادث غرق مئات المهاجرين بحرا إلى أوروبا. ففي مصر، خصصت صحيفة (الأهرام) افتتاحيتها للتعديلات التي شملت قانون الانتخابات في البلاد في أفق إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأكدت أن هذه التعديلات "خطوة على طريق إنجاز الاستحقاق الثالث (بعد التصويت على الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية) من خريطة المستقبل التي أقرها الشعب المصري، لبناء دولته المدنية الحديثة ومؤسساتها الدستورية ونظامها الديمقراطي". وأكدت أنه "بهذه الخطوة تكون الدولة قد قطعت الطريق على المتربصين والمشككين في جديتها بشأن إجراء الانتخابات البرلمانية، وأوفت بوعدها بإصدار التعديلات المطلوبة في أسرع وقت ممكن، وذلك رغم ما تمر به البلاد من ظروف استثنائية وما تواجهه من إرهاب غاشم يستهدف زعزعة استقرار البلاد وإسقاط مؤسسات الدولة". وذكرت الصحيفة بالحوار المجتمعي الذي أجرته الحكومة مع الأحزاب والقوى السياسية حول التعديلات، مبرزة أنه رغم اعتراض بعض الأحزاب والقوى السياسية على بعض التعديلات، "إلا أنها، وفى موقف يحسب لها، أعلنت أنها ملتزمة بها وستخوض الانتخابات ولن تقاطعها، حرصا على المصلحة العليا للبلاد التي تتطلب وجود برلمان قوي"، مؤكدة أنه "يجب تغليب مصلحة البلاد على المصالح الشخصية". ومن جهتها، خصصت صحيفة (الجمهورية) افتتاحيتها لزيارة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للكلية الحربية في كفر الشيخ التي استهدفتها عملية إرهابية أودت بحياة اثنين من طلابها، مؤكدة أن الزيارة هي "رسالة مهمة لشباب الوطن" تؤكد أن "معركة الوطن ضد الإرهاب الأسود مستمرة حتى النصر التام والثأر لأرواح الشهداء". وأضافت أن الرسالة الثانية التي تنطوي عليها الزيارة هي أن "الإرهاب الخسيس والجبان لم ولن ينال من عزيمة أبطال القوات المسلحة والشرطة". كما تناولت صحيفة (اليوم السابع) في افتتاحيتها نفس الموضوع، وأكدت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال هذه الزيارة أن زيادة عمليات العنف هي دليل على إفلاس أصحاب الفكر الهدام وعلى أن "من يرفع السلاح في مصر ستتم مواجهته بالسلاح أيضا". وفي قطر، أبرزت صحيفة (الشرق) التحركات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة اليمنية، حيث كتبت أن "عرض تركيا استضافة مؤتمر سلام حول اليمن يأتي بادرة طيبة، لكن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي دعا قبل ذلك إلى حوار في الرياض، وهو ما استجاب له خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، باعتبار الرئيس هادي الممثل الشرعي للشعب اليمني بجميع مكوناته باستضافة الحوار". وأضافت الصحيفة أن "الدول الخليجية مجتمعة ملتزمة بهذه الدعوة أيضا، وتقدر عاليا حرص الجمهورية التركية على مصالح اليمن"، مشيرة في هذا السياق إلى أن قطر حرصت على دفع الحوار اليمني قبل عملية (عاصفة الحزم) سبيلا لحل الأزمة "لكن المتمردين أصروا واستكبروا ومضوا في غيهم حتى أحكمهم واقعهم المرير الآن إلى ضرورة الانصياع لصوت العقل والاستجابة للشرعية الدولية والانسحاب الفوري وتهيئة الأوضاع لحوار جاد في الرياض". وفي قراءتها للتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية القطري، خالد العطية في لندن، حول العلاقة الوثيقة بين بلاده ومجموع دول مجلس التعاون الخليجي، شددت صحيفة (الراية) على أن هذه التصريحات جاءت "لتعبر عن رؤية قطرية واضحة تؤكد على أزلية العلاقات الخليجية- الخليجية وعلى أهمية تأكيد ألا يؤثر الاختلاف في وجهات النظر بين دولة وأخرى في قضية ما على هذه العلاقات، وأن يعمل الجميع على تعزيز العمل الخليجي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة بالمنطقة والتي تؤثر سلبا على دول مجلس التعاون". واعتبرت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن إفادات خالد العطية "تؤكد أن قطر تعمل على تعزيز التعاون الفاعل والتكامل الشامل بين دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تحصينها وتعزيز نسيجها الاجتماعي والسياسي والأمني لأنها تدرك أهمية العمل الجماعي الخليجي المشترك لمواجهة أية هزات أو أزمات محتملة تؤثر على مسيرة دول المجلس وتنعكس على رفاهية مواطنيها". وتحت عنوان "اتفاق دايتون السوري .. وإعادة ترتيب البيت العربي"، تساءلت صحيفة (العرب)، في مقال لها، "هل يتم تجهيز المسرح في سوريا لاتفاق سلام على غرار اتفاق دايتون للسلام في البوسنة، بحيث يشمل هذا الاتفاق جميع مكونات الشعب السوري، بما فيها الطائفة العلوية الحاكمة، ويتم تقديم بشار الأسد ورموز نظامه إلى محكمة جرائم الحرب الدولية كمجرمي حرب!!". وأوضحت الصحيفة أن المتابعة الدقيقة لعملية صنع الترتيبات الإقليمية والدولية في مطابخ السياسة في الغرب "تشير إلى وجود مؤشرات لهذا الاتجاه يتم التمهيد له من خلال اتفاق خليجي- تركي يسعى للعمل على إسقاط نظام بشار الأسد من خلال تدخل عسكري، وتقديم بشار وعصابته لمحكمة جرائم الحرب بعد أن اقتنع غالبية السوريين، في الحكم والمعارضة، باستحالة استمرار الوضع الراهن لفترة أطول وكذلك امتداد الحرب الأهلية السورية لتؤثر على مجمل ميزان العلاقات الاستراتيجية داخل الإقليم الشرق أوسطي". وفي الإمارات، خصصت صحيفة (الاتحاد) موضوعها الرئيسي لتواصل الغارات الجوية في إطار عملية (عاصفة الحزم) لدعم الشرعية في اليمن، مشيرة إلى شن 100 غارة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، في إطار عمليات نوعية استهدفت مواقع وتحركات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. ومن جانبها، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن عملية (عاصفة الحزم) أظهرت أن بإمكان العرب فعل "الكثير والكثير جدا، بإمكاننا أن نجعل العالم ينصت لنا ويفعل ما نقول بكل بساطة لقوة حجتنا وجلاء منطقنا وعدالة قضايانا، ولعل الانقلاب الذي أحدثته "عاصفة الحزم" لن يكون إنجازا يتيما ووحيدا، بل ستتبعه إنجازات أخرى لا تقل عنه أهمية وقوة"، وأنهم لم يعودوا "مجرد أصفار". وأضافت أن المتتبع لعملية صنع القرار الدولي وقف على أن "الأسبوع الماضي في نيويورك وحتى ليل الخميس كان عربيا بامتياز تم خلاله تحقيق النجاح الباهر بتمرير القرار الخليجي بشأن اليمن، ومهرته العواصم الدولية رغم أن في حلوق بعضها مرارة، لكنها لم تجد غير التسليم لأن الإرادة الداعمة له صلبة وتتسلح بمنطق صميم". وتوقعت الافتتاحية، في ضوء هذه المستجدات، أن يتم تسجيل تغيير جلي على مستوى التعامل مع الأزمة السورية، حيث أن "الدلائل تؤكد على أن العالم سيتحرك هذه المرة لأنه اقتنع تماما بأنه لا يتعامل مع مجرد أصفار". أما صحيفة (الخليج)، فتطرقت، في افتتاحيتها، إلى حوادث غرق مئات المهاجرين بحرا إلى أوروبا، مؤكدة أنها تمثل مأساة إنسانية من المفترض أن تؤرق ضمير العالم، وخصوصا الدول الأوروبية التي تشيح بوجهها عن تحمل مسؤولياتها، وتترك الهاربين من دولهم في سوريا والعراق وقطاع غزة وليبيا ودول إفريقية يضربها العنف والإرهاب، لمصيرهم الأسود. وأبرزت أن غرق 400 مهاجر في البحر، خلال الأسبوع المنصرم، وغرق نحو خمسين آخرين قبل أيام، في مسلسل لا ينتهي من كوارث الغرق في البحر المتوسط على مدى السنوات الأخيرة، "يجب أن يشكل هما يوميا للدول الأوروبية التي عليها تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، تجاه الآلاف من البشر الذين يركبون البحر هربا من الموت وبحثا عن النجاة، لا أن تترك هؤلاء تحت رحمة البحر، وعصابات المهربين الذين ينقلونهم بوسائل نقل بدائية، وسفن متهالكة وزوارق تفيض عن قدرتها على الاستيعاب". وتساءلت (الخليج)، في السياق ذاته، "كم من الغرقى يجب أن يبتلعهم البحر المتوسط حتى تدرك الدول الأوروبية أنها تتحمل مسؤولية إنسانية وأخلاقية تجاه هؤلاء اللاجئين¿ أم أن السياسة الأوروبية غير المعلنة تقوم على قاعدة دعهم يغرقون قبل أن يصلوا". وفي الأردن، رأت جريدة (الغد)، في مقال بعنوان "تعديل الدستور.. لم لا¿"، أن انتخاب رئيس مجلس النواب والمكتب الدائم كل سنة "لا يساعد على استقرار الحياة النيابية، وهو أحد أهم أهداف الإصلاح البرلماني التي من أجلها تم تعديل الدستور، ومن بعده النظام الداخلي للمجلس"، مضيفة أن "ثمة مشكلة على مستوى اللجان أيضا، فما إن يصبح رئيس لجنة على دراية وخبرة في مجال عمله، حتى يغادرها بعد أشهر، ويسلم لنائب آخر يبدأ من نقطة الصفر". واعتبرت أن الآلية القائمة في عمل لجان المجلس وهيئاته "لا تسمح بمراكمة الخبرات، وخلق شخصيات برلمانية من أصحاب الاختصاص في النظر بمشاريع القوانين، ومراقبة سياسات الحكومة". وحسب الصحيفة، "فإذا كان التغيير السريع للحكومات والوزراء واحدا من مثالب الحياة السياسية الأردنية" التي دفعت إلى "الضغط من أجل تغيير هذه القاعدة، وتبني مقاربة جديدة عنوانها (حكومة بعمر مجلس النواب)، فإنه من الضروري أيضا منح رئاسة مجلس النواب ولجانه نفس الفرصة"، لتخلص إلى القول إن "الحاجة اتضحت الآن، وبالممارسة العملية، إلى تصويب وضع الرئاسة والمكتب الدائم، ولجان المجلس". وفي مقال بعنوان "نحن وإسرائيل والخطة ب"، كتبت صحيفة (الدستور) أن الانزياح المنهجي المنتظم صوب اليمين القومي والتطرف الديني والقومي في إسرائيل، سيجعل من أي محاولة لاستئناف عملية سلمية ذات مغزى "أمرا عصيا على النجاح والاختراق ... وهذا الوضع، سيضع الأردن في صدام، شاء أم أبى، مع إسرائيل، ومن المتوقع أن نكون بانتظار سنوات أربع عجاف على أقل تقدير، حتى لا نذهب في تشاؤمنا الواقعي أبعد من ذلك بكثير"، مضيفة أنه "إن صحت هذه القراءة للمشهد الإسرائيلي، ولمآلات عملية السلام ومصائرها، فإن الأردن، دولة وحكومة ومجتمعا، مدعو للتفكير جديا في (الخطة ب )"، التي "تنهض على فرضية فشل عملية السلام ومسار التفاوض وانهيار خيار (حل الدولتين)". "لقد برهنت تجربة السنوات القليلة الماضية" - تقول الصحيفة - على أن "في إسرائيل تيارا متناميا، وبات جزءا من الكنيست والحكومة والائتلاف، لم يعد يبدي اهتماما بأمن الأردن واستقراره، باعتباره متطلبا للأمن والاستقرار الإسرائيليين (...)"، ونبهت إلى أن "لهذا التيار أولوية أخرى، تتمثل - أساسا - في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس و(أسرلة) معالمها، حتى وإن أدى ذلك إلى إضعاف مكانة القيادة الأردنية والإضرار بصورتها، بل حتى وإن أفضى إلى المس بأمن الأردن واستقراره". أما جريدة (الرأي)، فقالت، في مقال بعنوان "خطوة جديدة!.."، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفض بحزم قبل أيام طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "يتضمن الاتفاق النهائي الأمريكي الإيراني اعترافا إيرانيا معلنا ب"حق إسرائيل في الوجود"، وفوق ذلك الاعتراف الإيراني وبوضوح ب"يهودية الدولة الإسرائيلية".."، واصفة إدارة الظهر هذه لنتنياهو التي مارسها أوباما بأنها "خطوة غير مسبوقة لرؤساء أمريكيين". وبعد أن أضافت الصحيفة، في السياق ذاته، "حقا، إنها خطوة شجاعة للرئيس أوباما (...) وهي خطوة ليست دفاعا عن الشعب الأمريكي فقط، وإنما دفاع عن الحق الفلسطيني والإنساني، خاصة وأنه يصدر من رئيس أعظم دولة في العالم"، قالت "ليت الرئيس أوباما يوقف المساعدات المالية والعسكرية لإسرائيل حالا و(التي) بدونها فإن الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي سينهار عاجلا أم آجلا، وليته يفي بوعده في بداية ولايته بقيام دولة فلسطينية، وليت واشنطن تتوقف عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من إدانة جرائمها". وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن المملكة باتت محط أنظار مختلف الأذواق تزامنا مع بعض المشاريع الثقافية والفنية والرياضية، مبرزة نجاح البحرين في السنوات الأخيرة في احتضان فعاليات ذات أبعاد عالمية ساهمت في تعزيز موقعها على خريطة العالم، وفي مقدمتها (ربيع الثقافة) الذي تحول إلى مهرجان موسمي يستقطب مختلف المدارس الفنية العربية والعالمية، ومسابقات السيارات (الفورمولا واحد). وأشارت الصحيفة، في مقال بعنوان "التعدد نعمة، شرط احترام قواعده"، إلى أنه تزامنا مع ذلك "دأب بعض أعضاء مجلس النواب المحسوبين على تيار الإسلام السياسي، على التصدي لهذه الفعاليات وإلصاق الصفات غير المهذبة بها أو تشويه أهدافها من خلال تلبيسها أثوابا لا تليق بها ولا تناسبها لا من قريب ولا من بعيد"، معتبرة أن ذلك يحدث لأن النظرة إلى هذه الفعاليات "تتم من منظور عقدي وأيديولوجي يعجز عن فهم الأهداف النبيلة، اقتصاديا وثقافيا ومجتمعيا، من وراء تنظيم وإقامة مثل هذه الفعاليات". وقالت الصحيفة: "لسنا من دعاة فرض الرأي على الآخرين وإجبارهم على تقبل ما نحن مقتنعون وقابلون به، وفي نفس الوقت نرفض الوصاية على أذواقنا واختياراتنا، فنحن نعيش وسط شعب متعدد المكونات الدينية والثقافية والاجتماعية كذلك، ومن حق الجميع أن يتمتع بما لا يتعارض مع القيم الإنسانية الجامعة الخالية تماما من الروائح والبصمات العقدية والأيديولوجية"، موضحة أنه ليس مطلوبا من رافضي الفعاليات الترفيهية المقامة تزامنا مع سباقات (الفورمولا واحد) أن يحضروا هذه الفعاليات، ولا هم مجبرون كذلك على تأييد (ربيع الثقافة) وما يقدمه من فنون متنوعة، وفي نفس الوقت" ليسوا مخولين بمنع الآخرين أو حرمانهم من الاستمتاع بما هم يرغبون ويستمتعون". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الوطن) إيجابيات سباقات (الفورمولا واحد) المنظمة بالبحرين على مدى 11 سنة، مؤكدة أن المملكة اكتسبت خبرة في تنظيم مثل هذه الفعاليات، وأن حدثا رياضيا من هذا القبيل يدعو إلى الفخر بأن البحرين أصبحت قبلة لمحبي هذه النوعية من الرياضة، وهذه السباقات التي تعتبر ثالث أكبر حدث رياضي عالمي بعد كأس العالم والألعاب الأولمبية من حيث المتابعة والاهتمام. وترى الصحيفة أنه أحيانا المكاسب المادية ليست هدفا بحد ذاته، "بل بناء سمعتك وتعزيز مكانتها على الخارطة الدولية، وتقديم نفسك على حقيقتها للناس الذين قد يكونون يجهلون من تكون، وكيف هي تفاصيلك الدقيقة التي قد يغفلها الإعلام العالمي، وقد يشوه صورتها من يريد التشويه"، مضيفة أن "فرح البحرين هو فرحنا نحن أهلها، وتألقها بالإنجازات، وحصدها إشادات العالم وانطباعاتهم الجميلة، هي شهادة يعتز بها كل بحريني". وفي مقال بعنوان "القمة المقبلة لأوباما مع قادة التعاون"، كتبت صحيفة (الوسط) أن العالم يتطلع إلى القمة التي من المقرر أن تجمع في ماي المقبل بالبيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، لبحث الملف النووي الإيراني إضافة إلى النزاعات في اليمن والعراق وسورية. وأوضحت الصحيفة أن هذا التطلع راجع إلى أن هذه القمة فريدة من نوعها، وهي ستحدث بين الرئيس الأمريكي مباشرة وقادة مجلس التعاون، وهو ما يوضح بأن "قيادة المنطقة العربية أصبحت بيد الكتلة الخليجية المتماسكة أكثر من غيرها، وهي أيضا أحد أركان العلاقات الاستراتيجية مع أمريكا، والخلافات معها أدت إلى فشل السياسة الأمريكية السابقة"، مشيرة إلى أن الحديث هذه المرة "ربما سيكون أكثر وضوحا، وتركيزا، بعد كل ما مر بالمنطقة خلال السنوات الماضية". وفي لبنان، استأثرت كلمة للأمين العام ل(حزب الله) أمس باهتمامات الصحف، إذ كتبت (المستقبل) أن نصر الله "تفوق" في كلمته، في الشكل والمضمون، "على نفسه تصعيدا وصراخا وافتراء وشتائم هبطت إلى درك العبارات السوقية (...) بحق العرب". وأضافت: "لعل صرخة (كفى) التي ناشد بها المملكة العربية السعودية خير معبر عن حجم التأزم والاختناق الضارب في أعماق المشروع الإيراني من صعدة حتى الضاحية (معقل حزب الله) تحت وطأة ضربات (عاصفة الحزم) العربية بخلاف محاولات نصر الله التقليل من فاعليتها والتهويل بحتمية فشلها من خلال حفلة منسقة من الافتراءات التاريخية". وتحدثت أيضا عن رد زعيم (تيار المستقبل)، سعد الحريري، عبر سلسلة تغريدات عبر موقع "تويتر" التي اختتمها الحريري متسائلا "لماذا كل هذا الجنون في الكلام¿ إنها عاصفة الحزم يا عزيزي!". أما صحيفة (السفير) فاعتبرت أن نصر الله ، في كلمته التي ألقاها للتضامن مع اليمن، "نصح بعض اللبنانيين بأن يهدئوا أحصنتهم"، وأن "لا يحتفلوا بنصر عاصفة الحزم من الآن". وفي ذات الوقت، سارع سعد الحريري للرد على هذا الخطاب، والذي رأى، حسب الصحيفة، أن نصر الله "على خطى السيد علي خامنئي: أبدع في التلفيق وحياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية"، كما شدد أيضا، وفق المصدر ذاته، على أن "التصعيد المتواصل ل(حزب الله) لن يستدرجنا إلى مواقف تخل بقواعد الحوار والسلم الأهلي، فإذا كانت وظيفتهم تدفعهم للتضحية بمصالح لبنان إكراما لأهداف الحوثي، فإن المسؤولية تفرض علينا عدم الانجرار وراء ردود أفعال مماثلة". ومن جانبها، أبرزت (النهار) أن كلمة نصر الله تعد الثالثة المخصصة لتناول ملف الحرب في اليمن منذ انطلاق عملية (عاصفة الحزم)، مستنتجة أنها "لم تخالف المعطيات التي عممت سابقا عنها بأنها ستشكل ذروة الحملات التصعيدية التي يشنها الحزب على المملكة العربية السعودية". وفي ذات السياق، اعتبرت صحيفة (الأخبار) أنه وبعد انقضاء عشر جولات من الحوار بين (تيار المستقبل) و(حزب الله)، "من غير أن يبرر أحدهما أعجوبة استمراره سوى تنفيس الاحتقان، فقد باتا يختلفان على كل شيء تقريبا في الداخل والخارج، ويتصرفان وفق معادلة.. رؤوس حامية تساوي أقداما باردة".