لم ينته بعد الجدل القائم حول فيلم نبيل عيوش " الزين اللي فيك".الفيلم أثار نقع جدال لازال وإلى حدود الان يملأ سماء وأرض الاعلام الوطني .انقسم المغاربة حول هذا العمل إلى مندد ومدافع عن حق المخرجين والمبدعين عموما في أن يتناولوا القضايا التي تهم المجتمع ، وفق رؤيتهم الفنية دون أن يطلبوا الأدن من أي كان . فحرية الابداع يجب أن تصان لكل مبدع ، والمغرب والحمد لله بلد الحريات وأولائك الذين لا يزالون يحلمون بمحاكم التفتيش القروسطية ، التي كانت تدين المبدعين ، يجب أن يعلموا أن ذلك العهد قد ولى ولن يعود أبدا تحت يافطة حماية الدين والأخلاق . بيد أن الذين أدانوا الفيلم وعابوا على نبيل عيوش دون أن يروا الفيلم أصلا بهدلته للمرأة المغربية ،بجعلها مجرد عاهرة ليس إلا ،وبهدلته للشعب المغربي وهذا الوطن الذي أصبحت سمعته في مجال الدعارة محط تساؤل .هؤلاء جميعا صدموا ،وربما ندموا على ادانتهم لعيوش حين رأوا المطربة العالمية جنيفر لوبيز ، التي جاء بها الساهرون على تنظيم مهرجان موازين ، كي تحيي حفل هذه السنة . المطربة الشهيرة ، استجابة لدعوة المنظمين بعد أن وافقت على المبلغ الذي يرضي مكانتها الفنية وقدها المياس . حلت ببلادنا مع جيش صغير من الفنانين الذين يشتغلون معها .وبدأت الاستعدادات لليلة الموعودة .وفي الليلة الغراء تقاطر على فضاء الحفل وحسب الاحصائيات الرسمية أزيد من 160الف متفرج .الامر الذي يؤكد أن الساهرين على تنظيم حفل موازين كانوا على صواب حين استدعوا المطربة التي فيها من الزين أكثر مما في فيلم نبيل عيوش .فهاهم المغاربة يتوافدون من كل المدن وحتى القرى ليشاهدوا الايقونة الجميلة وهي تتعرى ، عفوا وهي تغني لآلاف المعجبين والمعجبات إلى ساعات متأخرة من الليل. المطربة جنيفر لوبيز والتي جاءت للقيام بعمل تقاضت عليه ثمنا لا شك أنه سخي ، بدلت ما في وسعها للقيام بواجبها على أفضل وجه .ففي الغرب المأجور يطلب الثمن الذي يرضيه ، لكن يقوم بعمله كما يجب .لذلك وانطلاقا من القول السائد :رحم الله من عمل عملا فأتقنه ،فإن المطربة العالمية ،استعرضت قبل صوتها كل مفاتنها الجسدية .دخلت على حد قول عادل إمام في مسرحية "شاهد مشفش حاجة ":لابسة من غير هدوم ،وانطلقت في وصلات أشبه ما تكون بوصلات بورنوغرافية تغني وترقص واقفة ثم نائمة وتارة أخرى على أربع . المهم لفراجة مضمونة والجمهور متحمس بشكل هستيري أمام هذا الجسد اليوناني والصوت الرخيم . جنيفر على فكرة لم تكن تمارس أي سلوك منافي للأخلاق ،إنها تنتمي إلى ثقافة مغايرة .وهكذا سلوك فني لا يستفز أحدا في الغرب .وبالتالي لا أحد له الحق في أن ينتقد سيدة جاءت لتؤدي عملها. أين المشكل إذن؟ هنا نقترب من مربط الفرس كما يقال .هل كان من المفروض على القناة الثانية التي تواكب فعاليات مهرجان موازين أن تقحم هذه السهرة قسرا في بيوت المغاربة . أغلب الأسر أصيبت بالإحباط ويندد أفرادها على صفحات مواقع الشبكة العنكبوتية ،بإدارة القناة الثانية التي يرأسها فيصل لعرايش وسليم الشيخ وحتى وزير الاتصال محمد الخلفي ، بالخلاعة البذيئة التي فرضت فرضا على المواطنين المغاربة ، والتي تسببت لهم في إحراج كبير أمام أبنائهم وكل من يستحيون منه .مما جعل الكل يقول اللهم إن هذا منكر . التنديد هذه المرة لم يأت من المغاربة الغاضبين على عرض كل ما يخل بالأخلاق على قنواتنا التلفزيونية . فحتى نواب حزب العدالة والتنمية نددوا بعرض سهرة جنيفر لوبيز على القناة الثانية لتبدأ حملة مطالبة الوزير المسئول على القطاع السمعي البصري السيد محمد الخلفي بالاستقالة .الوزير المسكين أصبح في وضع لا يحسد عليه ،وربما يجد نفسه خارج أسوار الحكومة ، فهل سننتظر تعديلا حكوميا آخر؟ الله يستر وصافي . يبدو أن جنيفر لوبيز جاءت في الوقت المناسب لتمتص غضب بعض المغاربة من فيلم نبيل عيوش ، الزين اللي فيك . فهذا الفيلم على الاقل لم يفرض بالقوة على احدى قنواتنا لنشاهده قسرا . بل هو عمل يعرض في دور السينما ، قد نتفق ونختلف حول جودته .وما على المغاربة سوى عدم الذهاب لرؤيته كي يدان بالإعراض عنه .السؤال الآن هل أصبح مجديا أن يمنع هذا الفيلم من العرض في قاعات السينما بعد المشاهد الاباحية التي تفضلت علينا بها الحسناء جنيفر لوبيز ؟ الجواب عند الذين لهم الحق في الترخيص والمنع .