أعادت مشاهد العري والإيحاءات الجنسية في السهرة الافتتاحية لمهرجان «موازين»، التي أحيتها المغنية جنيفر لوبيز، الجدل حول مدى احترام هذا المهرجان لقيم وأخلاق المغاربة، إذ أثار ظهور المغنية، التي كانت ترتدي «تبانا» فقط، وهي تقوم بحركات جنسية واضحة خلال الحفل، انتقادات واسعة، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي. والذي زاد الطينة بلة أن هذه المشاهد الخادشة للحياء لم تبق حبيسة منصة «أوليم السويسي» بالرباط، بل اقتحمت بيوت جميع المغاربة بعد أن أصرت القناة الثانية «دوزيم» على نقل سهرة لوبيز بالكامل، ضاربة عرض الحائط بمضامين دفاتر التحملات، ومؤكدة مرة أخرى أنها خارج «سيطرة» الحكومة، وأنها تملك من النفوذ ما يجعلها تبث للمغاربة أي شيء، ولو تعارض مع أخلاقهم وقيمهم. في الضفة الأخرى، بدا وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة تائها وسط الضربات المتتالية التي وجهت إليه في الآونة الأخيرة، والتي كان آخرها فيلم نبيل عيوش «الزين لي فيك»، مكتفيا بالكشف عن عزمه على مراسلة «الهاكا» ولجنة الأخلاقيات بالقناة الثانية، لاحتواء اتساع رقعة الأصوات المطالبة باستقالته بعد بث سهرة جنيفر لوبيز بملابس فاضحة. لقد قلنا مرارا في جريدة «المساء» إن مهرجان «موازين» تعبير صارخ عن اختلال الموازين في هذا البلد السعيد، حيث لم يكن أحد يتوقع أن يملك المسؤولين عن تنظيمه من الجرأة والنفوذ ما يمكنهم من اقتحام البيوت والمس بقيم هذا الوطن، لكن ظهر بجلاء بعد سهرة لوبيز أن هذا هو الواقع، وأن الحكومة «لا تهش ولا تنش»، وأن «موازين» استطاع بالفعل قلب الموازين.