أبْدى طلّابُ كليّة الطبّ والصيدلة بالرباط رفْضا باتّا لمُسوّدة مشروع الخدمة الإجبارية التي أعلنَ عنها وزير الصحة الحسين الوردي، وهدّدوا باللجوء إلى خطواتٍ تصعيدية وأشكال احتجاجية قويّة لإجبار الوزير على التراجع عن الدّفع بمسوّدة المشروع إلى التنفيذ. واحتشدَ الطلبو يوم الأربعاء أمام الكليّة للاحتجاج ضدّ مسوّدة الخدمة الإجبارية، ورفعوا شعاراتٍ مندّدة بسعْي وزير الصحّة إلى فرْضها من جانبٍ أحادي، دونَ الجلوس إلى طاولة الحوار رفقةَ ممثلي الطلاب المعنيين، وفْقَ ما قالَ المحتجّون. ووصفَ المحتجون مسوّدة مشروع الخدمة الإجبارية ب"المخطط الهمجي الهادف إلى تدمير الطالب واحتقار الطبيب"، كما رفعوا شعاراتٍ رافضة للمسوّدة، مثل "قاليكوم الوزير، زيدوكوم سنتين، سيرو لبسو الطابلية، دّيرو الخْدمة الإجبارية، بلا خْلصة شهرية، فْالمناطق النائية". واعتبرَ المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها مكتبُ طلبة الطبّ بالرباط، أنّ الخدمة الإجبارية "ليْستْ حلّا"، في حين رُفعتْ خلال الوقفة لافتاتٌ تحمل عبارة "لا للعبودية، جميعا ضدّ الخدمة الإجبارية". ولا يرفُض الطلاب المحتجّون العملَ في المناطق النائية، غيْرَ أنّهم يشترطون مقابلَ ذلك أنْ يتمّ إدماجهم بعد انتهاء مدّة الخدمة، وقالَ أحدُ ممثلي مكتب طلبة الطبّ بالرباط في تصريح لهسبريس إنَّ الخدمة الإجبارية التي يُريد وزير الصحّة تطبيقها ستفتحُ مستقبلَ الخريجين على المجهول. وأردف المتحدّث "عندما يطبق الخدمة الإجبارية بدون إدماج سيحصل على الموارد البشرية التي ستغطّي النقص الحاصل في قطاع الصحة ويزيد، وعندما تنتهي فترة الخدمة الإجبارية، يقول لك "سيرْ دْبّر على راسك"، وهذا سيجعل مستقبلَ الخريجين الخاضعين للخدمة الإجبارية مجهولا للغاية. وفي حينِ علّل وزير الصحّة في جلسة برلمانية شهر أبريل الماضي إعداده لمسوّدة مشروع قانون الخدمة الإجبارية في المناطق النائية لمدّة سنتين، بسعيه إلى ملء الخصاص المُسجّل على مستوى الموارد البشرية، في ظلّ رفْض الخريجين اجتياز المباريات تفاديا للعمل في المناطق النائية –كما قال في تصريحات صحافية- وصف ممثل مكتب طلبة الطبّ بالرباط كلامَ وزير الصحة ب"تغليط للرأي العام". وقال المتحدّث إنّ قوْل وزير الصحة بأنّ الأطباء يرفضون العمل في المناطق النائية غير صحيح، "لأنّ الخريجين الجدد يذهبون جميعهم إلى المناطق النائية بدون استثناء، والمرّة الوحيدة التي حصل فيها العكس كانت عندما أجريَ الامتحان على فترتين، وتزامنت الفترة الثانية مع امتحان التخصّص الذي لمْ يُجْرَ لسنة، فتوجّه إليها عدد كبير من الخريجين، وهذا من حقهم". ويُطالبُ طلابُ كليّة الطبّ والصيدلة بالرباط وزيرَ الصحة بالجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة مسوّدة مشروع قانون الخدمة الإجبارية، وقالَ ممثل الطلبة "لنْ ندعَ وزير الصحة يُعدّ مسوّدة مشروع قانون الخدمة الإجبارية ويُمررها دون مناقشتها مع من يهمّهم الأمر كما كان يحصل سابقا"، وأضاف "الوزير يقول إنه يتناقش مع المعنيين ولكن لم يسبق له أن تحاور معنا، ونحن راسلناه ولم يردّ علينا". ويُهدّد الطلاّب باللجوء إلى خطوات تصعيدية أقْوى ضدّ وزير الصحّة، في حالِ عدم الجلوس معهم إلى طاولة الحوار، بما في ذلك سحْبُ شواهد الباكلوريا، وقال ممثل الطلاب في هذا الصدد "نحن مستعدّون لخوْض كافّة الأشكال النضالية، ومنها عزْم طلاب السنة السادسة والسابعة سحْب الباكلوريا"، وأضاف "مسوّدة مشروع الخدمة الإجبارية ستكون الحدّ الفاصل بيننا".