حدة المواجهة بين طلبة الطب بالمغرب ووزير الصحة لازالت شراراتها تتصاعد، بعدما نظم الطلبة صباح أول أمس الأربعاء شكلا احتجاجيا جديدا بمدينة الدارالبيضاء، بالقرب من محطة «الترامواي» حملوا خلاله نعوشهم على أكتافهم كما قاموا بنعي الصحة العمومية من خلال حملهم للافتات كتب عليها « إن لله وإن إليه راجعون». وبحسب مصادر من الطلبة، فإن الشكل الاحتجاجي الجديد يأتي كتتمة لمسلسل طويل يعتزم طلبة الطب، خوضه تعبيرا منهم عن رفضهم لمشروع الخدمة الإجبارية الذي قدمه الحسين الوردي والذي لا يتماشى مع طموحاتهم ويضرب في العمق الوظيفة العمومية في قطاع الصحة. وقد عبر الطلبة من خلال الوقفة عن امتعاضهم من القرارات التي وصفت ب»الانفرادية» التي لا تأخذ بعين الاعتبار واقعهم «المزري» في المستشفيات العمومية التي يقومون فيها بمختلف الخدمات للمرضى بتعويض وصفوه ب»الهزيل»، ليأتي مقترح قانون يضيف أحد الطلبة، يقضي بفرض سنتين من العمل الإجباري على خريجي الطب الجدد ولكن دون إدماج في أسلاك الوظيفة العمومية، ما يجعلهم عرضة للبطالة بعد سنوات من الدراسة. وقد شارك في الوقفة الاحتجاجية، حوالي 100 طالب من مختلف التخصصات، نددوا خلالها بالمنحة الهزيلة التي يتقاضونها والتي يبلغ قدرها 110 دراهم شهريا مطالبين بتحسينها، منددين باستغلالهم من لدن وزارة الصحة في المستشفيات العمومية دون الاكتراث بظروفهم الاجتماعية. وطالب الطلبة بالحرص على الخدمة الصحية في المناطق النائية في إطار التوظيف وليس الإجبار مع ضمان حقوق الجميع، داعين رئيس الحكومة لفتح حوار جاد مع الطلبة والأطباء المقيمين والداخليين بعدما «تعنت» وزير الصحة في الاستجابة لمطالبهم والجلوس مع ممثليهم على طاولة الحوار. كما طالبوا بالتراجع الفوري عن مسودة مشروع الخدمة الإجبارية لعدم مشروعيته والرفع من عدد مقاعد مباريات الوظيفة العمومية والإدماج المباشر للخريجين لسد الخصاص المهول في المناطق النائية بالمقارنة مع عدد الخريجين سنويا، والرفع من قيمة التعويضات عن الخدمات الصحية والحراسات الليلية بالمستشفيات العمومية . وحذر الطلبة من تبعات مشروع الخدمة الإجبارية في صيغته الحالية، مهددين بسنة بيضاء في حال تمت المصادقة عليه. يذكر أنه سبق للطلبة، مقاطعة التداريب الاستشفائية والدروس النظرية والتطبيقية، إلى جانب تنظيم وقفتين احتجاجيتين يومي الأربعاء والخميس 9 و 10 شتنبر بكلية الطب والصيدلة الدارالبيضاء.