تصوير: منال لطفي على الرغم من كل نداءات الحكومة من أجل ثني طلبة الطب عن الاستمرار في الاحتجاج ضد "الخدمة الإجبارية"، إلا أن أصحاب البدلة البيضاء مصرون على النزول إلى الشارع بنفس المطالب التي رففوعها منذ تفجر الخلاف بينهم وبين وزارة الصحة بعد طرح مسودة "الخدمة الإجبارية". الطلبة الأطباء، وبعد أقل من أسبوعين، عادوا إلى الشوارع، بحيث نظموا، صباح اليوم الأربعاء، مسيرة وطنية جديدة تحت شعار "صامدون"، كخطوة جديدة من مسلسلهم الاحتجاجي، ومع استمرار قاطعتهم مدرجات الكليات منذ الدخول الجامعي لهذا العام، رفضا منهم لمسودة الخدمة الإجبارية. وتجمع طلبة سبعة كليات طب في المغرب، وتحديدا كلية الطب في الرباط، والدارالبيضاء، وجدة، وفاس، ومراكش، إضافة إلى طلبة طب الأسنان في الرباطوالبيضاء، إلى جانب الأطباء الداخليين المقيمين، (تجمع) بداية أمام وزارة الصحة مرددين شعارات من قبيل "لا لقانون البطالة والإضراب سيطول والوردي هو المسؤول"، و"ياجماهير توري توري على الوردي الديكتاتوري"، و"يا وزير يا مسؤول هاد الشي ماشي معقول"، و"اسمحلينا يا مريض.. الحكومة هكا تريد". من جهتها، قالت سلمى العابد، عضوة مكتب طلبة الطب بالرباط، وعضوة في التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في المغرب، إن المقاطعة تدخل يومها 57، وإن المسيرة جاءت كخطوة تصعيدية للتأكيد على تشبثهم بالملف المطلبي، و"التعبير عن مساندتنا لطلبة الرباط الذين تعرضوا للتعنيف داخل الحرم الجامعي". أما محمد الشهبوني، الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، هؤلاء الذين يدخلون يومهم 28 من الإضراب المفتوح، الذي شل جميع المستشفيات الجامعية، شدّد في كلامه على ضرورة وجود "ضمانات مكتوبة تُلزم الحكومة الحالية وأي حكومة مستقبلية بالنتائج التي سيتم التوصل إليها، حتى لا نعود خطوات إلى الوراء بعد كل هذه التضحيات الجسام". طلبة طب الأسنان بدورهم كانوا حاضرين في هذه المسيرة، إذ قالت خديجة بريكي، ممثلة طلبة طب الأسنان بكلية الرباط، أن البيان الحكومي الأخير بشأن الخدمة الإجبارية استثنى طلبة طب الأسنان، لكن تصريحات الوزير تُظهر غير ذلك تماما، ثم أضافت "حتى وإن كنا غير معنيين، فنحن أيضا طلبة أطباء، ونرفض مبدأ الإجبار على أي مواطن". إلى جانب كل عهؤلاء، حضر آباء وأولياء أمور الطلبة المضربين، للتعبير عن مساندتهم لكل المطالب "المشروعة" التي يناضلون من أجلها، وأجمعوا على أنهم سيقفون إلى جانبهم حتى تتحقق. وأكدت والدة إحدى الطالبات لليوم24، أن "ما يتم الترويج له بأن أبنائهم يرفضون العمل في المناطق النائية، هو أمر يجانب الحقيقة"، ثم أردفت قائلة إنهم "مستعدون للعمل هناك شرط توفر الوسائل والامكانيات الضرورية للعمل". يذكر أن إعلان وزارة الصحة مسودة الخدمة الإلزامية مستمرة، لا تزال تداعياته مستمرة، وتأتي هذه المسيرة كخطوة تصعيدية جديدة للطلبة الأطباء بعد ما اعتبروه "تعنت الجهات المسؤولة" التي تخوض معهم جلسات حوار في هذا الشأن.