ارتفعت حرارة التحضيرات للانتخابات على بعد أشهر قليلة فقط من تنظيمها، بين أحزاب الأغلبية والمعارضة، حيث جدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، رفض الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي تأجيل الانتخابات الجماعية والجهوية. وقال بنعبد الله، الذي كان يتحدث في مهرجان خطابي في مدينة سيدي سليمان، يوم السبت، "واثقون من إجراء الانتخابات في وقتها، ولسنا متخوفين منها"، مضيفا "أننا لا ننتظر أحدا أن يقدم لنا وعودا أو تطمينات بأن الانتخابات ستكون بنتائج محسومة عن طريق صفقات مسبقة". وأوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في هذا السياق أن "الديمقراطية تكون في احترام الآجال الانتخابية، ولا يمكن التلاعب في هذه المسألة، رغم أننا تجاوزنا الآجال في مجلس المستشارين ومجالس الجماعات، لذلك حان الوقت لإجراء الانتخابات"، مؤكدا أنه "إذا كان الوقت قد زحمنا أو البعض يريد أن يجري صفقة سابقة، فهذا لن يحدث، وهذه الانتخابات ستجرى في وقتها". بنعبد الله خاطب الذين اتهمهم بالسعي لتأجيل الانتخابات، بالقول، "لن تغيروا أي شيء سواء أجريت الانتخابات في وقتها، أو لم تجرى"، مضيفا "في حال لم تجرى الانتخابات في شتنبر وأجلت بعد شهرين، آشنو غادي يوقع كاع". وبعدما أوضح أن "تأجيل الانتخابات سنة 2012 كان بسبب مخاوف البعض من تنامي شعبية حزب العدالة والتنمية"، اتهم بنعبد الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط بالوقوف وراء تأجيل الانتخابات، سنة 2013، باعتباره مسؤولا سابقا ضمن الأغلبية. وقال بنعبد الله في هذا السياق، "مسؤول كان معنا في الأغلبية قال إن الشعب لا يريد الانتخابات سنة 2013"، مسجلا "أن هدفهم من تأجيل الانتخابات كانوا ينتظرون نزول شعبية الأحزاب التي تقود الحكومة، وخصوصا العدالة والتنمية والتقدم والإشتراكية، متسائلا أمام مناضلي حزبه "إلى متى يريدون الانتظار لإجراء الانتخابات". من جهة ثانية سجل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بارتياح تصريحات، الأمين العام للأصالة والمعاصرة مصطفى باكوري والاتحاد الدستوري، محمد ساجد، بعد الدعوة التي وجههما، بضرورة إجراء الانتخابات في وقتها، وهذا موقف نتمى أن تسير فيه الأحزاب الأخرى"، مبرزا "أن المؤسسات ليست لا لبنكيران أو لبنعبد الله، بل للشعب المغربي، وهذا الأمر يحتاج الجدية والمعقول". وأعلن المسؤول الحكومي، أن أحزاب الأغلبية، لم تأت من أجل "الحلقة"، متهما "من يقوم بذلك بأن عليه أن يعرف أن في المغرب شعب يريد تغيير ملامح الوطن، وتوفير الصحة والسكن، والعيش في بيئة سليمة، مضيفا "لا نريد البقاء في هذا الوضع، الذي يستعمل الكلام الساقط، ويتحدث في أمور لن تزيد البلد شيئا، لذلك نريد التزاما من المغاربة للقضاء على المفسدين ولن يتأتى ذلك إلا عبر صناديق الإقتراع". "هذه حكومة تحترم الدستور والمؤسسات، وتشتغل في الجدية والمعقول مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس"، يقول بنعبد الله الذي دعا المعارضة إلى "مناقشة أفكار وتصورات الحكومة وتقديم البدائل، لأن هذه هي المعارضة وليست للقدف والكلام الزائد"، مؤكدا أن "أمامنا سنة ونصف من الاشتغال لذلك لا بد من مواصلة الإصلاحات والإجابة على الطلبات المرتبطة بالصحة والسكن والتعليم والتقاعد وغيرها". وأضاف أننا "تحملنا المسؤولية في الحكومة ليس حبا في المقاعد، وليس لتقوية العدالة والتنمية، بل استمعنا لنداء الشعب لتحسين أوضاعه، على كافة المستويات"، مشددا على أن "تحالفنا مع الحزب على أساس المعقول، لذلك بعد ثلاث سنوات لا تزال الحرية والانفتاح والمجتمع يعيش بنسائه ورجاله ولا شيء يهدد البلاد".