هاجم المفكر والمؤرخ الفرنسي ايمانويل تود، مؤلف كتاب صادر حديثا بعنوان: "من هو شارلي؟"، رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، واصفا إياه ب"الغبي".. وأثار تود ضجة بكتابه الذي وصف فيه المسيرة الجمهورية الضخمة التي نُظمت في باريس، يوم 11 يناير الماضي بمشاركة زعماء عدة دول، ب"الأكذوبة"، وبأنها "معادية للأجانب وللإسلام".. الأمر الذي أثار غضبا كبيرا وجلب إليه انتقادات، كان أبرزها من فالس نفسه. وقال المفكر تود، في حوار مع قناة "بي إف إم" الفرنسية، "لا أعرف كيف يجد رئيس الوزراء وقتا لينتقد كتابي في الوقت الذي يعاني 10% من الفرنسيين من البطالة.. أعتقد أن هناك أشخاص آخرين في الحزب الاشتراكي، الذي ينتمي له فالس، يمكنهم الدخول في نقاش حول كتابي". وأعتبر تود أن رئيس الوزراء الفرنسي لم يفهم وجهة نظره، وأورد: "إما أن مانويل فالس لم يقرأ الكتاب، وإما أنه غبي حقا".. كما رأى إيمانويل أن التفاؤل الذي يبديه فالس في وقت تصل فيه نسبة البطالة ل10%، وتنتشر فيه "الإسلاموفوبيا"، "تفاؤل أحمق". واتهم المفكر والمؤرخ الفرنسي، في كتابه، المسيحيين الكاثوليك بأنهم يقفون وراء كل المآسي التي عرفتها فرنسا خلال الأربع أشهر الأخيرة.. وبحسب تود فإن المشاركين في مسيرة 11 يناي بباريس "خرجوا للبصق على ديانة الضعفاء" وفق تعبيره. كما اعتبر تود أن منتقديه يدافعون عن "حق السخرية من شخصية أساسية بالنسبة للإسلام"، مشيرا إلى أن "إضفاء الطابع الشيطاني على الإسلام يستجيب لحاجة جوهرية بالنسبة لمجتمع ابتعد بشكل كامل عن تعاليم المسيحية، ولجأ لمسيحية راديكالية".. وزاد: "الرسومات المسيئة خلقت حالة من الحقد في المجتمع الفرنسي". وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قد ندد بكتاب "من هو شارلي؟"، وأعتبر أن مؤلفه يشوه مسيرة 11 يناير بمحاولة تصويرها "معادية للإسلام"، معتبرا أن المسيرة كانت بمثابة "صرخة من أجل التسامح والدفاع عن مبادئ الدولة العلمانية". كما انتقد رئيس الوزراء الفرنسي، في مقال له نشرته صحيفة "لوموند" تحت عنوان "ضد التشاؤم"، ما قال إنها "نظرة تشاؤم من قبل بعض المثقفين"، وأورد أن مسيرة الجمهورية كانت أيضا "صرخة ضد الجهاديين الذين يهاجمون باسم الدين سيادة القانون والقيم الديمقراطية، ويقتلون اليهود والمسلمين والمسيحيين"، مؤكدا أنه "لا يجب الخلط بين الإسلام والمتشددين الإسلاميين".