تشهد العاصمة الفرنسية باريس، غدا الأحد، «مسيرة جمهورية» تنديدا بالهجوم المسلح الذي استهدف الاربعاء الماضي الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو،» مخلفا 12 قتيلا و11 جريحا 4 منهم إصابتهم خطيرة أرادتها جميع الأطياف السياسية والإعلامية والدينية شعارا ل«الاتحاد والوحدة». وبالموازاة، تتجمع بعدد من المدن الفرنسية فعاليات تتعدد مشاربها الفكرية والسياسية والدينية كخطوة عفوية للإنخراط في حرب فرنسا «ضد الارهاب وليس ضد دين أو حضارة ما»، كما أعلن ذلك الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس. فالفرنسيون يرغبون في أن يعلنوا للعالم أن الخوف لن يتمكن منهم ولن يؤثر على حياتهم اليومية، وما التجمعات التي تعرفها فرنسا منذ الأربعاء الماضي وسط حالة الحيطة والحذر بعد الهجوم المسلح على الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو،» والمداهمة المستمرة لرجال الأمن للمشتبه في ارتكابهما هذا الفعل الإرهابي، إلا رسالة للاستمرار في الدفاع عن حرية التعبير والديمقراطة والعيش المشترك في ظل التعددية والاختلاف. مسلمو فرنسا الذين أدانوا أعمال العنف والإرهاب سبق أن انخرطوا في «مسيرة الجمهورية» أمس الجمعة خلال صلاة الجمعة في دعوة واضحة من أئمة مساجد فرنسا إلى ضرورة الحزم في استنكار الإرهاب وقتل الأبرياء. فالمسلمون، حسب دراسة حول البلد الأوربي الأكثر ترحيبا وتقبلا وايجابية مع المسلمين على اراضيها، موضع ترحيب وتقبل في المجتمع الفرنسي بنسبة 72 بالمائة ولاتتخطى نسبة من لا يتقبلون وجودهم سوى حاجز ال27 بالمائة. وأمس الجمعة وجه مسلمو فرنسا تحية لذكرى ضحايا الاعتداء على الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» خلال صلاة الجمعة، ساعين للنأي بأنفسهم عن الجهاديين المتهمَين بشن الهجوم الدموي على «شارلي إيبدو» باسم الاسلام. وتسود مخاوف من ان يؤدي الهجوم على الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» إلى تصاعد أعمال العنف التي تطال المسلمين. ويرى المؤرخ بنجامين سطورا أن الخلط بين المسلمين والمتطرفين يشكل إهانة لكل الذين عايشوا الحرب الاهلية في الجزائر في التسعينيات والتي شهدت ظهور «تيار إسلامي سياسي عنيف جدا». واضاف لوكالة فرانس برس «حين نقول «المسلمين» ننسى أن هناك أشخاصا عاشوا محنة اغتيال مفكرين»، مذكرا بأنه أنذاك كان الصحافيون ورسامو الكاريكاتور الجزائريون الهدف الرئيسي للمتطرفين. وحرص الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس على التأكيد الجمعة على أن فرنسا «في حرب ضد الارهاب وليس ضد دين ما». المغرب يمنع «لوبوان» لنشرها رسما يجسد النبي محمد (ص) علمت «الاتحاد الاشتراكي» أمس الجمعة أن السلطات المغربية قررت حظر توزيع العدد الأخير من الأسبوعية الفرنسية «لوبوان» في الأكشاك على التراب الوطني. وعزا مصدر رسمي في حديثه أمس الجمعة إلى «الاتحاد الاشتراكي» «قرار» وزارة الاتصال حظر توزيع عدد الاسبوعية الفرنسية إلى نشرها رسما يجسد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ضمن ملف عنوانه الحياة الحقيقية للنبي محمد». وأوضح ذات المصدر، الذي اعتبر نشر «لوبوان» لرسما يجسد النبي محمد (ص) على غلافها إساءة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، أن قرار وزارة الاتصال عدم الترخيص ينسجم ومقتضيات قانون الصحافة. ي. هناني وزير الداخلية الفرنسي يدين استهداف المساجد عقب الهجوم الدامي على «شارلي إيبدو» أدان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الخميس «بأشد العبارات أعمال العنف أو التدنيس» التي استهدفت مساجد في مدن عدة بفرنسا بعد الهجوم الدامي على صحيفة «شارلي إيبدو» الذي أوقع 12 قتيلا و11 جريحا. وقال كازنوف في تصريح صحفي «لن نسمح بأي عمل أو تهديد يطال دور عبادة كما لن نسمح بأي عمل عدواني ضد فرنسيين على خلفية أصولهم أو ديانتهم. فليعلم كل الذين يرتكبون مثل هذه الاعمال انهم سيلاحقون ويعتقلون ويعاقبون أيضا». يذكر أن عددا من المساجد تعرضت، حسب مصادر قضائية، لهجمات في ثلاث مدن فرنسية وذلك غداة الاعتداء الدامي على أسبوعية «شارلي ايبدو». وأضافت المصادر ذاتها أن الهجمات على المساجد، التي استعملت فيها قنابل يدوية صوتية والرصاص الحي، لم توقع ضحايا. وأوضحت أن ثلاث قنابل يدوية صوتية القيت على مسجد في مدينة لو مان (غرب) فيما أطلقت رصاصة على الأقل على مسجد في حي شعبي بعيد منتصف الليل. وأشارت إلى أنه تم في بور لا نوفيل (جنوب) اطلاق رصاصتين على قاعة صلاة للمسلمين ساعة تقريبا بعد انتهاء صلاة العشاء. وتأتي هذه الهجمات أيضا بعد انفجار متعمد وقع فجر اليوم الخميس ، أمام مطعم مجاور لمسجد بالقرب من ليون (وسط شرق). وفي فيل فرانش سور سون (شرق) وقع انفجار امام مطعم صغير قريب من مسجد المدينة. وفي بواتييه (وسط غرب) أوقف رجل بعد ان كتب على بوابة المسجد «الموت للعرب». وفي بورغوان جاليو (شرق) وجهت لطالب في السابعة عشر من العمر، من اصول مغاربية شتائم عنصرية ثم تعرض للضرب من قبل مجموعة من خمسة اشخاص اثناء دقيقة الصمت امام مدرسته بحسب الشرطة.