شكك عالم اجتماع فرنسي، يُدعى إيمانويل تود، في "عفوية" التظاهرات التي شهدتها فرنسا عقب الهجمات الدموية التي استهدفت مجلة شارلي إبدو. جاء ذلك في كتاب له بعنوان "من هو شارلي؟"، يورد فيه فكرة أساسية مفادها أن "فرنسا التي خرجت إلى الشوارع في ذلك اليوم، هي فرنسا المثقفين وذوي الدخل المرتفع والمتوسط، وليس فرنسا الأحياء الفقيرة والأرياف والعمال البسطاء". الكتاب الذي صدر في السابع من ماي الجاري، أثار جدلا واسعا على مُستوى الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، كما خلق "شرخا" على مستوى النظرة التي رسمتها السلطات الفرنسية بخُصوص المُظاهرات التي تم التسويق لها بأنها "أكبر تظاهرات تشهدها فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية". وأورد الكاتب، أن "الفقراء لم يشعروا أنهم شارلي"، خُصوصا الموظفين البسطاء منهم والعاملين في الأرياف، في حين انتقد ما أسماه ب"هستيريا" رجال الأمن عقب أحداث وصلت إلى درجة "استدعاء أطفال لا تتعدى أعمارهم ال 8 سنوات إلى مراكز الأمن".. وهاجم مانويل الفكرة القائلة إن "الإسلام يشكل خطرا كبيرا على حياة اليهود"، وذلك "لسبب واحد هو أنه لا توجد قارة تعرض فيها اليهود إلى القتل والمجازر مثل القارة الأوربية"، في حين دعا إلى "ترك المسلمين يعيشون باطمئنان في فرنسا، وعدم وضعهم جميعا في كفة واحدة".