أعلنت السلطات الفرنسية اليوم السبت أنها ستبقي على حالة التأهب القصوى عقب الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين خرج أكثر من مائتي ألف شخص في مسيرات عمت عددا من المدن تضامنا مع القتلى ال17 الذين سقطوا في تلك الأحداث. وأعلن وزير الداخلية برنار كازونوف، عقب اجتماع خلية الأزمة، أن بلاده تبقي حالة الإنذار على أعلى مستوى في خطة مكافحة "الإرهاب" موضحا أن السلطات ستعزز الأمن بكل الوسائل البشرية والمادية. كما دعا الفرنسيين للمشاركة في مظاهرة حاشدة غدا الأحد ضد ما يوصف بالإرهاب. وأعلن عدد من القادة والزعماء عبر العالم أبرزهم ألمانيا وبريطانيا وتركيا والغابون وإيطاليا وإسبانيا والنمسا- مشاركتهم في مسيرة الغد في باريس تضامنا مع فرنسا التي شهدت هجوما داميا على صحيفة "شارلي ايبدو"، أعقبته عمليتا احتجاز رهائن في باريس انتهتا أمس بمقتل الخاطفين وأربع رهائن على الأقل. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعا أمس، وبعد اجتماع خلية الأزمة في قصر الإليزيه غداة يوم حداد وطني "كل المواطنين" إلى التظاهر الأحد في مسيرات للتنديد "بالمجزرة" التي حصلت في مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة، مشيرا إلى أنها لإثبات "الوحدة الوطنية ضد الإرهاب". من جهته، قال رئيس الوزراء مانويل فالس "ستكون مظاهرة غير مسبوقة، يؤكد فيها الشعب الفرنسي تمسكه بالحرية والتسامح" داعيا مواطنيه إلى المشاركة فيها "بأعداد غفيرة". وسيمثل المغرب في هذه المسيرة التي من المزمع تنظيمها يوم غد الأحد بباريس، وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، وذلك تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفرنسي، في أعقاب الاعتداءات الإرهابية الجبانة التي خلفت صدمة ليس فقط في فرنسا ولكن كذلك في الدول الصديقة لها.