نقل رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، حديثه وافتخاره المتكرر بخصوص "حكومة البركة"، في العديد من المناسبات المختلفة، سواء بالبرلمان أو في المجالس الحكومية، إلى خارج المغرب أيضا، حيث لم يُخْفِ قناعته بأن الله يدعم الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية منذ تعيينها. وقال بنكيران، في مداخلة له صباح اليوم في منتدى الجزيرة التاسع بالعاصمة القطرية الدوحة، إنه منذ 3 سنوات ونصف بمجيء الحكومة تعيش المملكة المغربية استقرارا سياسيا وتحسنا في مختلف المجالات". وتابع رئيس الحكومة، الذي كان مرفوقا بوزيره المكلف بالميزانية، إدريس الأزمي الإدريسي، بأنه لا يمكن إخفاء عامل حاسم في ذلك، كون الله تعالى ساعدنا كثيرا، من خلال هطول الأمطار طيلة هذه الفترة، وانخفاض أسعار البترول الذي استفاد منه الاقتصاد المغربي". واسترسل بنكيران بأن الأمطار تعتبر عنصرا أساسيا في الحكم، مستشهدا بمقولة للمقيم العام الفرنسي الأول بالمغرب في عهد الحماية، والذي قال إنه في المغرب تحكم يعني أن تمطر السماء"، قبل أن يؤكد أنه "بخلاف دول الخليج فإن تراجع أسعار البترول كان نافعا للحكومة المغربية". وعاد بنكيران أيضا، ضمن ذات المداخلة، إلى التأكيد على أن المطالبة بالإصلاحات السياسية والاجتماعية لها متسع، بينما المغامرة بالنظام لا يمكن أن نصل إليه"، مشددا على أن "نظاما له 12 قرنا من التاريخ، وخاصة المؤسسة الملكية تعتبر عنصرا أساسيا في قيام الدولة المغربية". وذكر رئيس السلطة التنفيذية بالمغرب باحتجاجات حركة 20 فبراير، التي جاءت في خضم ما يسمى "الربيع العربي"، وقال إن المغاربة رغم أنهم لم يخرجوا بكثافة للاحتجاج في الشوارع، طالبوا بالإصلاح في مجال السلطة والثروة والحقوق، لكن دون المغامرة بالنظام السياسي". واسترسل المتحدث بأنه في الفترة بين 20 فبراير و9 مارس 2011، أي زهاء 20 يوما، دخل الجميع في حالة شك من الذي يمكن أن يقع في البلاد"، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس التقط وفهم الرسالة، واستجاب لمطالب الحركة الوطنية، والمتعلقة بالتوسيع في الإصلاحات، والمزيد من الديمقراطية، والعدل في توزيع الثروة.. وبخصوص علاقة كرئيس للحكومة مع المؤسسة الملكية، في سياق تفويض دستور 2011 لعدد من الصلاحيات لفائدته، قال بنكيران "عندما أقرأ الدستور أجده ينص على أن الملك رئيس الدولة، وأمير المؤمنين، وقائد القوات المسلحة..وفهمت أنني أمام خيارين، إما الدخول في منطق التنازع حول الصلاحيات، أو منطق التعاون في إطار تلك الصلاحيات، فاخترت التعاون على التنازع. وأفاد بنكيران بأنه خاطب منذ البداية المواطنين المغاربة بمختلف فئاتهم، بأنه إذا كانوا يبحثون عن شخص أو رئيس للحكومة يتنازع مع الملك بشأن صلاحياته المخولة له، فإنه حتما ليس هو ذلك الشخص"، ليخلص إلى أنه "اختار التعاون مع الحاكم وعدم تنازع الصلاحيات معه". وتوقف بنكيران عند حركة 20 فبراير بالمغرب، وقال إنها "تشكلت من شباب لا نعرفهم، وبقيت أراقب ما الذي يقع، فكان موقفنا يقصد حزب العدالة والتنمية بما يشبه الإجماع، ألا نشارك في تلك الاحتجاجات لأسباب كثيرة، من بينها أنها احتجاجات لها وسائل غير معروفة وأهداف غير مضبوطة" وفق تعبيره. وفي سياق حديثه عن احتجاجات الشباب المعطلين بالمغرب، وقرار الحكومة بربط ولوج الوظيفة العمومية بإجراء مباراة، قال بنكيران إن "الاحتجاجات لا يمكن أن تكون دائما وسيلة للوصول إلى الحق خصوصا إن كان غير مشروع"، قبل أن يلفت إلى أن "المغاربة لا يشتكون من الفقر بقدر ما يشتكون من الظلم" على حد قوله.