انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة، بالخصوص، على اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، والوضع في اليمن، والملف الأمني في لبنان. كما واصلت الصحف اهتمامها بالتغييرات في هرم القيادة بالمملكة العربية السعودية، وبمحاربة الإرهاب، إلى جانب مواضيع مختلفة أخرى. ففي قطر، اعتبرت صحيفة ( الشرق)، في افتتاحيتها، أن "المواقف المهمة " التي عبر عنها وزراء خارجية دول مجلس التعاون خلال اجتماعهم أمس في الرياض والتوافق على التوصيات المتعلقة بمسيرة المجلس والتطورات الإقليمية والدولية، التي تم رفعها للقاء التشاوري المقبل لقادة دول المجلس بالرياض "تؤكد على أهمية المسؤولية التاريخية التي يضطلع بها مجلس التعاون وقادته في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة" ، مبرزة أن عملية (عاصفة الحزم) في اليمن وما سبقها وتلاها من تحركات سياسية فاعلة في اليمن خير دليل على ذلك. وشددت الصحيفة على أن دول مجلس التعاون "تحملت مسؤولياتها التاريخية تجاه الأمة وتجاه شعوبها، فوقفت مع حقوقها المشروعة، ولا تزال مستمرة في هذا الموقف، رغم المواقف الدولية المتخاذلة تجاه بعض هذه القضايا، وبالذات الكارثة السورية التي يدفع ثمنها الشعب السوري" ، مضيفة أن دول المجلس مقبلة على لقاءات واجتماعات مهمة، منها القمة المرتقبة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، "وهو ما سيشكل منابر مهمة للتفاهم حول العديد من القضايا الإقليمية المهمة". وبدورها، رأت صحيفة (الراية) أن القرارات التي صدرت عن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، والتي جددت الموقف الخليجي الواضح من الأزمة اليمنية "هي بمثابة رسالة واضحة للشعب اليمني بأن مجلس التعاون لن يتخلى عنهم كما أنها رسالة موجهة للانقلابيين الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بأن دول الخليج، ومن خلال التحالف العربي، لن تسمح لهم بالعبث بأمن واستقرار اليمن وأن أمامهم طريقا واحدا للخروج من الأزمة وهو الدخول بدون شرط أو قيد في الحوار الوطني الذي يرعاه مجلس التعاون والذي قبلت به الحكومة اليمنية والأطراف الأخرى". ولاحظت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن الاجتماع الوزاري للتحضير للقمة الخليجية الاستثنائية التي ستعقد بالرياض الأسبوع المقبل "جاء في توقيت دقيق"، متوقعة أن قرارات القمة الخليجية المقبلة "ستعزز الجهود المبذولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية، خاصة وأن هدفها الاتفاق على موقف خليجي موحد بشأن ما سيطرح في قمة كامب ديفيد" بين قادة دول مجلس التعاون والرئيس أوباما، ومشيرة إلى أن أهمية القمتين تنبع من أنهما ستشكلان "نقطة انطلاق جديدة في مسار العملية الجارية في اليمن من أجل حل ناجع لها". وفي قراءتها لمخرجات اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس، لاحظت صحيفة ( الشرق) أن تمسك الدول الخليجية بإجراء المباحثات حول وحدة وأمن واستقرار اليمن تحت مظلة التعاون الخليجي في الرياض "يجيء لجملة اعتبارات مهمة، أولها أن دول الخليج العربية، انطلاقا مما يربطها من علاقات دم وجوار وتاريخ، وحاضر ومستقبل ومصير مع اليمن، كانت قد بادرت بمبادرتها، وقطعت بالتالي شوطا عبر أكثر من جولة حوارية، باتجاه حلحلة الأزمة اليمنية، وفقا لمخرجات الحوار اليمني"، مضيفة أن مبادرة الخليجيين "تأتي ثانيا، في إطار ما يجمع بينها وبين اليمن، من أواصر العروبة (..) وهي أواصر لسان ودين ودم وتاريخ وجغرافيا، ومصير واحد مشترك". ثالثا، تقول الصحيفة، إن إيران بدعمها للحوثيين على الانقلاب الدموي تبقى "هي جزء من المشكلة، وبالتالي لن تبقى جزء من الحل، إلا إذا ما أوقفت دعمها للانقلابيين، وأوعزت إليهم العودة إلى الرشد بالانسحاب من كافة المناطق التي عاثوا فيها ترويعا، واحترام الشرعية مع العودة إلى الحوار الوطني، تحت مخرجات ذلك الحوار، وفي إطار المبادرة الخليجية". وفي لبنان، قالت صحيفة (السفير) إن الملف الأمني اكتسب بلبنان "أولوية"، كونه يعبر عن "تقاطع مصالح دولية وإقليمية ولبنانية، بتثبيت معادلة الاستقرار، ولو كانت فوائد كل طرف منها مختلفة عن حسابات الطرف الآخر"، مشيرة إلى أن الحوار بين (حزب الله) و(تيار المستقبل) يتواصل الإثنين المقبل، وعلى طاولته "تقييم مجريات الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية وكيفية تثبيت ما أنجز سابقا في الشمال والبقاع (...) ، فضلا عن إمكان تمدد بقعة الأمن إلى مناطق جديدة...". كما تقف الحكومة، وفق الصحيفة، "مرتبكة" أمام أية ارتدادات "محتملة عليها وعلى المناخ اللبناني العام، في ضوء بدء العد العكسي لقضية قادة الأجهزة العسكرية والأمنية"، التي يحاول كل طرف من الأطراف المعنية "تدعيم موقفه (بشأنها)، سواء باتجاه تأجيل التسريح أو الإقدام على التعيين، من دون إغفال حقيقة وجود عوامل خارجية غير مباشرة يمكن أن تحدد عمليا المنحى المفترض أن تسلكه الأمور في نهاية المطاف". أما صحيفة (الديار)، فاعتبرت أنه "لم يسجل جديد" داخليا، "يمكن الركون إليه لرسم ملامح المرحلة"، إلا أنها أبرزت أن "الأجواء الإيجابية" التي خيمت على جلسة مجلس الوزراء أمس الأول "أوحت بأن جميع القوى السياسية مضطرة إلى الإبقاء على حكومة تمام سلام والبقاء تحت مظلة (توافق الضرورة) بما فيها حزب الله الذي لعب دورا إيجابيا في تقريب وجهات النظر في بعض الملفات الخلافية". ومن جانبها، قالت (الأخبار) إن الدولة تبدو جادة أكثر من أي وقت مضى في الحفاظ على الحد الأقصى من الهدوء الأمني، والقيام بخطوات استباقية على امتداد الأراضي اللبنانية، في ظل المحيط المتفجر واحتمالات توسع النشاط الإرهابي إلى الداخل اللبناني. وكتبت (المستقبل)، في افتتاحيتها، أن من شر البلية ما يضحك، خصوصا "إذا جاءت من عند (حزب الله) وتضمنت اتهام (تيار المستقبل) بالمسؤولية عن تعطيل المؤسسات الدستورية وخطف الاستحقاق الرئاسي وصولا إلى انتهاك اتفاق الطائف"، وكأن هذا الحزب "ينكر لسانه وذاكرته مثلما ينكر التزاماته وتعهداته وتواقيعه، ويصر على إهانة ذاكرة اللبنانيين وذكائهم وحجب شمس الحقائق بالإصبع المرفوعة تهديدا ووعيدا وصراخا لا ينقطع". وأشارت الصحيفة إلى أن (حزب الله) ينكر أنه يقاطع جلسات انتخابات رئاسة الجمهورية "جهارا نهارا ويقول على مدار الساعة إنه سيبقى يقاطع إلى أن يرضخ الآخرون لخياره الوحيد ويقبلون به.. وينكر أن ثقافة التعطيل من اختراعه حصرا...". وفي مصر، كتبت جريدة (الجمهورية)، في افتتاحيتها بعنوان "الانضباط حكومة ومجتمع"، أن الحكومة تحاول بمختلف أجهزتها استعادة الانضباط للشارع المصري وتواجه على هذا الطريق عقبات كبرى إنسانية وعملية لا تملك إزالتها مع قلة الإمكانيات وغياب الوعي "مما تسبب في فشل محاولاتها المتكررة التي تعتمد فقط على الجانب الأمني المثقل بواجبات ومسؤوليات تتجاوز تنظيم الشارع إلى تأمين البلاد في مواجهة الإرهاب". وقالت إن يد الحكومة لا يمكنها التصفيق وحدها في الشارع المضطرب مما يتطلب من كافة الاتحادات والنقابات والجمعيات وسائر منظمات المجتمع المدني القيام بدورها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي "لانتزاع الشارع المصري من براثن الفوضى والانفلات السلوكي والأخلاقي وتعدي البعض على حقوق سائر المواطنين في شارع آمن منضبط لائق بمصر الحضارة والتاريخ". أما جريدة (الأخبار)، فكتبت تحت عنوان "تجديد الخطاب السياسي" أنه من غير المجدي محاولة تجديد الخطاب الديني قبل تجديد الخطاب السياسي، مضيفة أن الأحزاب السياسية، كما يفهمها كل مبتدئ في الشأن السياسي، تقوم بدور مهم في إدارة الصراع السياسي في المجتمع بشكل يبعده عن دائرة العنف والتطرف، وأن تعدد الأحزاب في ظل الجو الديمقراطي كفيل بحماية حرية الرأي والتعبير والاجتماع كما كفلها الدستور. كما يحمي واحدا من أهم المفاهيم السياسية والإنسانية بأنه لا يوجد أحد أو جماعة من الناس تملك الحقيقة الكاملة دون غيرها. ومن هنا، تقول الصحيفة، "كان لابد من تجديد الخطاب السياسي حتى ندرك أهمية الأفكار المناوئة أو المعارضة لأنها تمثل ظاهرة صحية حيث تفرغ فائض الأفكار التي يمكن أن تناهض الأمة وتقف حجر عثرة أمام تقدمها والأقلية المعارضة في الفكر السياسي تعني أنها لا تقبل صورة الحكم القائم والذي يجب أن تكون حقوقه وحرياته مكفولة مقابل أن يحترم القانون القائم". وفي الشأن اليمني، كتبت جريدة (الأهرام )، في مقال بعنوان "مصر والحرب في اليمن"، أن "البعض يبدي قلقا وتخوفا من المشاركة العسكرية المصرية في اليمن تحت وهم ذكريات الحرب التي جرت فيها إبان العصر الناصري، لكن الدور الإقليمي لمصر هو سندها الداعم، ومصدر تألقها المستمر، فالكنانة لا تعيش وحدها، ولا تقبل العزلة، ولا تحتمل الانكفاء" لأنها "واسطة العقد"، و"عمود الخيمة"، و"درة المنطقة". وبعد أن أشارت إلى أن مشاركة مصر في ما يجرى حولها هو دفاع مباشر أيضا عن الأمن القومي المصري، اعتبرت أن ما يحدث في اليمن الآن مختلف تماما عما جرى عام 1962 لعدة أسباب منها أن مصر في الستينيات تدخلت في شأن داخلي يمني أرادت به تغيير نظام حكم قائم بآخر يمثل نفس نموذج نظام الحكم في مصر وبدأت المساندة بمائة رجل من الصاعقة زادوا إلى 15 ألف جندي. أما مصر عام 2015 ، تضيف الصحيفة، فتؤدي "دورا إقليميا لا يجوز أن تتخلى عنه، وإلا ستخسر قيمتها وقدراتها وأصدقاءها. والسفن الحربية الأربع والطائرات المصرية ذهبت بتنسيق كامل مع بقية الجيوش العربية خصوصا بعد أن هدد الحوثيون والقاعدة بغلق باب المندب وهو ما يمثل خطرا على مصر". وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن هناك مشهدا عنوانه "الحزم والحسم" في البحرين أيضا، مؤكدة أن "لا تساهل ولا رأفة بمن قتلوا رجال الأمن، ولا تعاطف مع من يستهدفون أمن المجتمع ويسعون نحو ترويع أهل البحرين. حكم بالإعدام على متهم وأحكام أخرى بالسجن تصل إلى المؤبد مع إسقاط الجنسية عن اثني عشر متهما في قضية مقتل رجل أمن". وقالت الصحيفة، في مقال بعنوان "من حق البحرين أن تكون آمنة"، إن الدول لا تفرط في أمنها واستقرارها، وحينما يعمل الإرهابيون على استهداف رجال الأمن، وهم الذين يقومون على أمن واستقرار البلاد، فإن العقوبة لا بد أن تكون أشد وأقسى، معتبرة أن "تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق من أزهقوا أرواح رجال الأمن وحاولوا النيل من هيبة الدولة وتحويل البحرين إلى مشهد مشابه للسيناريو السوري، سيكون الضمانة الأمثل لردع المعتدين على البحرين الآمنة". لقد مضت أربع سنوات منذ أحداث 2011 ، تردف الصحيفة، وقد دفعت البحرين "ثمن المؤامرة التي تعرضت لها غاليا، من أمنها واستقرارها واقتصادها وسمعتها، وقد حان الوقت لوضع حد نهائي لتبعات ما حدث، وأن يتحمل المعتدون وزر اعتدائهم على أوطانهم". وفي افتتاحية بعنوان "الاتحاد الخليجي أصبح واقعا"، أوضحت صحيفة (الأيام) أن كل التقديرات والرؤى المستقبلية تؤكد أن الاتحاد الخليجي لم يعد مجرد أمل وطموح إقليمي، لأنه صار بالفعل واقعا ملموسا ومحسوما، ولعل عملية (عاصفة الحزم) التي لاقت مباركة وتأييدا شعبيا وإقليميا وعربيا ودوليا، لهي أكبر دليل على أن "قوتنا في توحدنا وتجاوز مرحلة التعاون والتكامل إلى اتحاد كامل الأركان". وترى الصحيفة أنه من الطبيعي أن يكون التعاون والتنسيق الشامل، ابتداء من تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب وصولا إلى تجسيد الموقف الموحد في القرار والالتزام الخليجي والعربي، البوابة لهذا الاتحاد، مشيرة إلى أن التمارين المشتركة وتطوير آليات التعاون والتنسيق الأمني، فضلا عن كونها تزيد من الكفاءة والجاهزية، فإنها تبعث برسائل صريحة لمن يهمه الأمر، مفادها أن "الاتحاد الخليجي ماض بقوة، فنحن أمة قادرة على مواجهة التحديات بكافة أشكالها، وتكاملنا نابع من شعوبنا ومجتمعاتنا، ومبني على هذا الترابط والتجانس والوحدة في الموقف والمصير المشترك". وفي مقال بعنوان "رهاننا على السلام"، كتبت صحيفة (الوطن) أنه من المؤكد أن رهان الوطن العربي في المرحلة الراهنة يقع على عاتق عقلائه وحكمائه وعلى رجالاته وجيوشه أيضا، لكن هذا لا يكون إلا "بالمزيد من التدخل المباشر والتقدم إلى الأمام في شأن المنطقة لقطع الطريق على كل ما هو أجنبي يحاول استفزاز الواقع من خلال استراتيجياته القائمة على العبثية تارة، وتارة على الخوض في دمائنا من أجل تثبيت مصالحه على المدى البعيد". وقالت إن بعض البوادر السياسية بدأت تظهر اليوم، ولو على استحياء، في دفع شبح الحرب والويلات عن المنطقة بأسرها، مؤكدة أن المنطقة العربية مقبلة على تغييرات كبيرة وربما جذرية أيضا، وهي تغييرات "إيجابية وفاعلة، ربما تنهي حالة الاختناق الكبير الذي تعيشه أوطاننا (...)". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن الزيارة التي قام بها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، أمس الخميس للرياض. وأشارت الصحيفة إلى تأكيد الشيخ محمد بن زايد بهذه المناسبة على وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت إلى جانب المملكة العربية السعودية ودعمها لمبادراتها الخيرة في حفظ وصون استقرار وأمن المنطقة ونصرة القضايا العربية المشروعة والعادلة. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الوطن) في افتتاحية بعنوان "المملكة والتجديد في هرم القيادة"، تأكيد المحللين والخبراء على أن التغييرات الواسعة التي أجراها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وطالت أهم المراكز في هرم القيادة بالمملكة، تعد "ضمانا لأمن واستقرار المملكة لسنوات طويلة قادمة، خاصة أنها في محيط إقليمي يشهد تطورات وتسارعات خطيرة، تقتضي التعامل معها بدقة وحزم". وأضافت الصحيفة أن "التجديد الذي قام به خادم الحرمين الشريفين قد أتى استجابة لكل هذه التطورات والتساؤلات، معززا مسيرة استقرار المملكة عبر قيادات شابة من أصحاب الكفاءات والخبرات والإنجازات، وهو ما لاقى ارتياحا لدى الدول الشقيقة والصديقة على حد سواء".