تركز اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، على الجدل بشأن موعد الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر، والقمة الخليجية المقبلة، والتعديلات على بنية القيادة في المملكة العربية السعودية. كما واصلت الصحف اهتمامها بالوضع في اليمن، وبمحاربة الإرهاب، إلى جانب قضايا محلية وإقليمية أخرى. ففي مصر، كتبت جريدة (الأخبار) أن الأحزاب والقوى السياسية يجب أن تتوقف عن الجدل الدائر حول موعد الانتخابات وتهتم بالاستعداد لخوض معركة انتخاب "أهم برلمان في تاريخ مصر لأنه سيكون أول برلمان يتمتع بصلاحيات واسعة تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية مما يلقي عبئا ومسؤولية ضخمة هي حسن اختيار النواب الذين سيمثلون الشعب ويتحدثون باسمه". وأعربت الجريدة عن "الأسف (لكون) واقع الحياة الحزبية لا يبشر بخير لأن صراع الأحزاب والقوى السياسية على مقاعد البرلمان الذي يحركه المال والعصبيات ومبدأ (تقسيم الكعكة) لابد أن ينتهي ببرلمان لا يعبر عن قوى وأهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو وقد يعود بالوطن إلى أسوأ مما كان فيه"، معتبرة أن "المخرج الوحيد من هذا المأزق لا يكون إلا بيقظة الناخبين وحسن اختيارهم لنواب البرلمان القادم ولهذا حديث آخر". وترى جريدة (الوطن)، في مقال لها بعنوان " أي حال ستأتي أيها البرلمان ¿ "، أن الحياة السياسية في مصر " غير جاهزة لإنتاج برلمان على مستوى التحديات الكبرى التي تواجه البلاد والعباد "، مضيفة أن البرلمان المقبل سيكون "أهم وأخطر برلمان في تاريخ مصر، لكونه أول برلمان سيمارس سلطاته المعدلة التي تعطيه سلطات أقوى من الحكومة وتقوم بتحجيم سلطات الرئيس، وباعتباره يمثل الاستحقاق الثالث والأخير لخارطة الطريق التي اتفقت عليها قوى ثورة 30 يونيو 2013". ورأت أن البرلمان المقبل يحتاج إلى قوى سياسية واعية ومؤهلة وعلى مستوى من الفكر السياسي القادر على الابتعاد عن الغوغائية ومحاولات الابتزاز السياسي وتجنب عمليات الاستعراض الإعلامي. وبخصوص ظاهرة الإرهاب في مصر، أشارت جريدة (الأهرام)، في مقال بعنوان "الإرهاب وصمت الحملان"، إلى أنه لا يختلف اثنان على أن الإرهاب قد صار خطرا لا يهدد مصر فحسب، وإنما أمن العالم واستقراره، ويتطلب مشاركة مختلف فئات المجتمع وأولاها وأهمها النخب الدينية والفكرية الإعلامية. وحسب كاتب المقال فقد "كان هناك خطأ في جهود مكافحته، حين تم حصر هذه الجهود في الدائرة الأمنية والعسكرية، ولم يتم تناوله من جوانبه المختلفة"، وحتى الدراسات التي تناولته ركزت على آثاره الأمنية والاقتصادية، وأغفلت تعدد أسبابه ومن يقف خلفه وطرق التصدي له وأهمها دور النخب الثقافية "التي ظلت مهمشة في شتى المقاربات الساعية إلى هذا الهدف، رغم أهمية إسهاماتها ومحورية دورها في صناعة الرأي". وأوضح، في هذا الصدد، أنه ليس بصدد التعليق على الجهود الأمنية التي تجلى نجاحها في التصدي للإرهاب في استضافة مصر خلال شهر واحد حشدا من الملوك والأمراء والرؤساء في مؤتمر اقتصادي عالمي ثم قمة عربية، دون أن يتمكن الإرهابيون من إفشالهما، الأمر الذي جعل من يقفون وراء العمليات الإرهابية يتخبطون ويلجأون إلى الطريق الأسهل، وهو الإرهاب العشوائي الذي يصعب على أجهزة الأمن توقعه، ويوقع قتلى ومصابين غير مستهدفين لذواتهم، وإنما بهدف بث الرعب. وفي قطر، اهتمت صحيفة (الراية) بالمباحثات التي أجراها أمس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع خالد بحاح نائب الرئيس اليمني، مبرزة، في افتتاحيتها، أن الجهود المبذولة من قبل دول التحالف بعد انتهاء عملية (عاصفة الحزم) وانطلاق (عملية الأمل) "لن تذهب هدرا"، مضيفة أن دول مجلس التعاون، "التي قدمت مبادرة قبلتها جميع الأطراف اليمنية وأجهضها الحوثيون بانقلابهم، ستعمل بتشاور وتنسيق مع حلفائها على المستويين الدولي والإقليمي لتفادي الخطر المحدق باليمن". وأكدت أن جهود قطر لعودة الشرعية في اليمن ستتعزز كموقف جماعي واضح من خلال القمة الخليجية التشاورية المقررة في الخامس من مايو المقبل بالرياض والتي سيسبقها الاجتماع الوزاري الخليجي اليوم الخميس بالرياض للاتفاق والتنسيق بشأن ما سيطرح في قمة (كامب ديفيد) التي تجمع بين قادة دول مجلس التعاون والرئيس الأمريكي باراك أوباما، موضحة أن أهمية القمتين تنبع من أنهما ستشكلان نقطة انطلاق جديدة في مسار العملية الجارية في اليمن بإيجاد حل ناجع لها. وتعليقا على النشاط السياسي الذي شهدته الدوحة أمس من خلال استقبال أمير قطر، على التوالي، كلا من خالد بحاح، وعبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وكذا وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن هذا النشاط "يؤشر إلى أن الدوحة شهدت ماراثونا سياسيا وأمنيا على أعلى المستويات، وغدت مركز نشاط سياسي وأمني"، مضيفة أن هذه الاجتماعات جاءت "لتعلن بجلاء الدور المهم الذي تقوم به قطر في المحيط الخليجي، وفي القلب منه القضية اليمنية". وقالت إن الاجتماعات واللقاءات المهمة التي شهدتها الدوحة في هذا التوقيت "تأتي أيضا لتؤكد حرص القيادة القطرية على متابعة قضايا الأمة العربية عامة والخليجية خاصة، اتساقا مع مبادئها الثابتة في الدفاع عن قضايا الأمة والشعوب المظلومة ورفعا لراية العروبة والعدالة، ودعم الشرعية في اليمن ومواصلة بذل الجهود من أجل الحفاظ على وحدة هذا البلد ، وتحقيق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والسلام". وفي مقال بعنوان "ماذا تحمل قمة كامب ديفيد في طياتها ¿"، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن القمة التي ستجمع قادة دول الخليج العربي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في 14 مايو المقبل "ستكون نقطة فاصلة تؤرخ لمرحلة جديدة في العلاقات الخليجية الأمريكية"، مؤكدة أنه أيا تكن أجواء القمة المرتقبة، ونتائجها، "فإنها ستكون بحق حدثا استثنائيا وغير مسبوق يؤسس لمرحلة مختلفة في العلاقات الخليجية الأمريكية، مرحلة طال انتظارها وحان وقتها". ولاحظت الصحيفة، في هذا السياق، أن تحولين كبيرين ومهمين حصلا على الجانبين جعلا الحاجة ماسة لمراجعة العلاقة التاريخية بين الحليفين الخليجي والأمريكي، أولهما يخص دول الخليج، "وتمثل في الانتقال من مربع الانتظار السياسي، والاعتماد على الدور الخارجي في حل مشاكل المنطقة إلى المبادرة الذاتية والمستقلة للتدخل المباشر لحسم الصراعات بكل الوسائل المتاحة، وبما يحقق المصالح الأمنية العليا لدول الخليج". والتحول الثاني، تقول الصحيفة، تمثل في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، موضحة أن المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي، وما نجم عنها من تفاهمات إطارية تؤسس لاتفاق شبه مؤكد في شهر يونيو المقبل، "قد شكلت انقلابا تاريخيا في استراتيجية التحالفات في المنطقة، سيكون له تداعياته على مجمل ملفات الشرق الأوسط، وعلى علاقة أمريكا بحلفائها العرب". وفي لبنان، قالت صحيفة (السفير) إن الخطة الأمنية للضاحية الجنوبية لبيروت، معقل (حزب الله)، "تسير وفق السيناريو المرسوم لها"، ولكن بالموازاة مع ذلك ثمة على الحدود الشرقية (الحدود مع سورية) "خطة من نوع آخر أعدها (حزب الله) لضرب المجموعات المسلحة المنتشرة في الجرود (الأحراش)، حيث يتوقع أن تدور "معركة مفصلية، ستترك انعكاسات جوهرية على الواقع الميداني في هذه الجبهة التي استنزفت لبنان طيلة الفترة الماضية". ونقلت الصحيفة عن مصادرها تأكيدها أن التحضيرات لهذه المعركة "تكاد تنجز، ترجمة لما كان قد أعلنه صراحة حسن نصرالله، قبل مدة، عندما ربط المعركة بذوبان الثلج"، كما أن حسم التوقيت النهائي للمباشرة في العملية العسكرية "بات وشيكا، مع قرب اكتمال الجهوزية الميدانية للهجوم لدى (حزب الله)"، ونضوج بعض المعطيات المكملة التي تشكل بيئة المعركة". وتحدثت الصحيفة عن "حالة الطوارئ القصوى" في صفوف مقاتلي الحزب، التي أصبحت "ظاهرة للعيان، ولا يحتاج المرء إلى جهد لتلمس التعبئة الحاصلة، لاسيما وأن حركة انتقال المقاتلين إلى المواقع العسكرية تجري في كل الأوقات ومن دون أي إجراءات سرية، والاستدعاءات للعناصر تتم أيضا بشكل علني". وأمنيا دائما، كتبت (الأخبار) أن وزير الداخلية نهاد المشنوق "ثبت" أمس "عزم الدولة على تطبيق الخطة الأمنية على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها الضاحية الجنوبية لبيروت، معلقة على ذلك بقولها إن المشنوق "وصل إلى ما لم يصل إليه وزير داخلية في ما بعد الطائف من قبل، على مستوى القرار على الأقل...". إقليميا، أشارت صحيفة (اللواء) إلى أن الأوساط الرسمية والسياسية انشغلت بالأوامر الملكية السعودية التي أحدثت تعديلات وصفت "بالتاريخية" على بنية القيادة في المملكة العربية السعودية. وأبرزت أن المراقبين اعتبروا أن المملكة السعودية، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، "أثبتت قدرتها على التجدد ومواجهة التحديات التي تواجه المملكة والعرب والمسلمين في هذه المرحلة الخطيرة بضخ دم جديد في قيادتها وإدارتها، في خضم مخاطر أمنية وسياسية أتت في سياقها هذه التغييرات". ونظرا لانشغال القيادة الجديدة بالمملكة بالمبايعة، تقول الصحيفة، "استبعدت مصادر حكومية لبنانية أن تتم زيارة الرئيس تمام سلام إلى السعودية في هذه الفترة، كما كان متوقعا". من جانبها، اعتبرت جريدة (المستقبل) أن "أهمية واستثنائية" التعديلات بالمملكة العربية السعودية تكمن في أنها تلت "نجاح (عاصفة الحزم) في كبح مخاطر الانقلاب الإيراني في اليمن تحت ستار الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وفي تدشينها مرحلة التصدي لارتكابات إيران وممارساتها التخريبية والتدميرية في المنطقة، كما في استمرار سياسة المواجهة المفتوحة مع الإرهاب والتطرف بكل الطرق المتاحة والتي لا تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية السامية، وبما يوقف ذلك التشويه الممنهج للدين الإسلامي، دين العدل والاعتدال والرحمة والرأفة ومكارم الأخلاق". وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، للجولة التي بدأها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من إندونيسيا حيث شارك في القمة الآسيوية الإفريقية مرورا بزيارته إلى مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية قبل أن يصل أمس إلى كندا حيث التقى الحاكم العام ديفيد جونستون ورئيس الوزراء ستيفن هاربر وعددا من كبار المسؤولين. وأكدت الصحيفة أن هذه الجولة "حققت أهدافها وسجلت نجاحا ملموسا وواضحا" على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية وبحث آفاق المزيد من التعاون بما يخدم المصالح المشتركة "ويسهم في تعزيز ثقافة الحوار والسلام ورفضا للعنف والتطرف والغلو وحشد الدعم والتأييد للحرب التي نخوضها ضد الإرهاب وعصابات الخوارج والقتلة، الذين لا يريدون للسلام والمسلمين خيرا وفلاحا"، مؤكدة أن أهدافهم الشريرة ستهزم ولن تتحقق لأن قوى الخير أقوى بكثير من قوى الشر والعدوان والإرهاب. من جهتها، كتبت صحيفة (العرب اليوم)، في افتتاحيتها، أن الحكومة الأردنية فعلت خيرا إذ نقلت عطلة عيد العمال من يوم الجمعة إلى الخميس (قررت الحكومة تعطيل العمل يوم الخميس)، "وبهذا يحتفل العمال بعيدهم في يومين متتاليين، لأنها تعرف جيدا أن الذين لا يحتفلون بعيدهم هم العمال أنفسهم، حيث يكون جلهم الآن في مواقع العمل، وغيرهم يتنعمون بالاسترخاء في عطلة عيد العمال". وقالت الصحيفة إن الحركة العمالية النقابية رفعت في هذه الأيام شعارات "لا تختلف كثيرا في مضمونها عن شعارات مرفوعة منذ عشرات السنين، وتركز على حرية العمل النقابي في القطاعين العام والخاص، ورفع الحد الأدنى للأجور، وإصلاح شامل لقانون العمل من أجل أن يحقق العلاقة المتوازنة بين أطراف الإنتاج، ومشاركة العمال في السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدولة الأردنية (...). وقالت جريدة (الغد)، في مقال بعنوان "الاستدامة والإنصاف"، "نواجه في الأردن تهديدا واضحا ومجمعا عليه بسبب غياب الاستدامة في السياسات والمؤسسات والإنجازات. ولدينا فائض من عدم اليقين وعدم الثقة، أيضا، بشأن استمرار السياسات والتشريعات والمؤسسات والخدمات والإنجازات، فنشعر دائما أنها يمكن أن تتغير أو تتوقف أو تتراجع". وبذلك، تضيف الصحيفة، فإن المجتمعات "تعيش حالة من القلق والخوف وعدم الثقة. وهذا لا يساعد على العمل والاستثمار والمشاركة العامة والسياسية". وحسب (الغد) فإنه من المفترض أن السياسات والاستراتيجيات "لا يؤثر فيها كثيرا تغير الأشخاص، ويفترض أيضا أنها مرتبطة بمصالح المجتمعات والأعمال والأسواق، وأن يكون لهذه الكيانات دور أساسي في صياغتها والحفاظ عليها (...) وألا يكون المواطنون فقط في موقع سلبي أو متفرج أو مراقب، ولكنهم شركاء في التخطيط والتفكير وضمان استمرار السياسات والإنجازات". وفي مقال بعنوان "العودة حق لن يزول"، أبرزت صحيفة (الدستور) أن إحياء فلسطينيي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة، لذكرى يوم النكبة على أرض قرية "الحدثة" المدمرة قرب بحيرة طبريا ومدينتها، يعد رسالة موجهة للمجتمع الإسرائيلي برمته، مفادها "أن شعب هذه البلاد ما زال جزءا منه موجود على أرضه، ومتمسك ببقائه، ويناضل مدنيا وسلميا وحضاريا وديمقراطيا لاستعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة، وأن هذه الحقوق لن تموت بتقادم الزمن". وأشار كاتب المقال، في السياق نفسه، إلى حقيقتين ناصعتين أولاهما أن نصف الشعب العربي الفلسطيني ما زال مقيما صامدا ثابتا على أرض وطنه فلسطين سواء في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948 أو في مناطق الاحتلال الثانية عام 1967، والحقيقة الثانية أن قرارات الأممالمتحدة التي صاغها المجتمع الدولي والشرعية الدولية هي الحكم الفيصل بين المشروعين: المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي والمشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني. وفي البحرين، كتبت صحيفة (الوطن)، في مقال بعنوان "الوضع البحريني الداخلي .. أوان المراجعة"، أنه تظهر هناك حالة من عدم الاكتراث بالشأن الداخلي البحريني، وتحديدا الجانب السياسي منه بعد مرور خمسين شهرا على الأزمة الأخيرة العميقة، مشيرة إلى أن قضايا وأفكار طواها النسيان، ومظاهر كثيرة باتت غائبة، فلم تعد دوريات الأمن ونقاط التفتيش حاضرة في كل مكان، وهو ما يعد مؤشرا على تزايد الأمن (...). وأضافت أن الحملات السياسية اللاهبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لم تعد تحظى بذات الزخم السابق، وكذلك الأعمال الإرهابية التي تراجعت بشكل كبير بفضل النشاط الواسع للجهات الأمنية. ولم تعد الأنشطة السياسية مثل المسيرات والمظاهرات المرخصة وغير المرخصة تحظى بمشاركة واسعة من المواطنين، ولم تعد البيانات السياسية الصادرة عن الجمعيات أو بعض رجال الدين ذات قيمة أو معنى. وبعد أن أوضحت (الوطن) أن "تراجع الاهتمام بالشأن السياسي بعد حالة من الهوس السياسي، طغت خلال السنوات الأخيرة حالة قد تكون صحية، وقد لا تكون. فالمواطن تشبع من كل ما هو سياسي، وانصرف اهتمامه إلى قضايا أخرى يعتقد أنها أهم"، أكدت أنه في ظل الانشغال بالأوضاع الخارجية الإقليمية والدولية، فإن "الوقت هو الأنسب لمن تبقى من القوى السياسية لتصحيح المسار، بدلا من الاستمرار في الخطأ ومواصلة الخجل التاريخي بدون إطار زمني، فالاستمرار بالخطأ أصعب من ارتكاب الخطأ نفسه". وعن الوضع في اليمن، قالت صحيفة (البلاد) إن ما يحدث في هذا البلد في الوقت الحالي هو "نوع من أنواع الحرب الأهلية التي يجب ألا تمتد أكثر ولا تطول، بل من الضروري إنهاؤها بسرعة حتى لا تطال جميع مكونات الشعب ولا تعطي النتيجة التي يريدها أعداؤه". وكتبت الصحيفة، في مقال بعنوان "اليمن هل يدخل في الحرب الأهلية ¿"، أن العمل البري الخارجي والتقليدي يمكن أن يكون صعبا نظرا للطبيعة الجغرافية والقبلية لليمن، إلا أنه "من الممكن، بل من الواجب، فتح ثغرة برية وخلق بؤرة يسيطر عليها التحالف وتكون قريبة من المقاومة الشعبية التي تقاتل حاليا". وأوضحت أن هذه البؤرة يمكن استخدامها لدعم المقاومة وجعلها تكسب الأرض بصورة منتظمة، وبالتالي بسط سيطرتها على المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى حتى تنهار قوات صالح ويعود الحوثيون من حيث أتوا، وأن هذه الثغرة يمكن أن تكون في الجنوب اليمني وعدن بالذات ومينائها على وجه الخصوص. من جهتها، كتبت صحيفة (الأيام)، في مقال بعنوان "الشرعية الوطنية في قتالية أبناء الجنوب"، أن عملية (عاصفة الحزم) "فرضت فرضا على المنطقة من الإيرانيين الذين شقوا طريقهم بواسطة (أنصار الله) ليشكلوا حالة استفزازية في التدخل في شؤون منطقة الخليج والجزيرة العربية". وخلصت إلى أنه يتعين الخضوع إلى الإرادة الدولية المتمثلة في القرار الأخير لمجلس الأمن والالتزام بحيثياتها، وهو ما يدفع إلى "إنهاء القتال والمثول إلى طاولة الحوار في أخذ كل من الأطراف عدالة حقه والعمل على إخماد الروح الطائفية: من واقع أن الحوثيين مواطنون يمنيون من الضرورة بمكان أن يتمتعوا كسائر المواطنين اليمنيين بالمساواة في الحقوق والواجبات وفي إشراكهم ضمن إدارة حكم البلاد". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن "القرار الحكيم" لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية، بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وليا للعهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليا لولي العهد. وأشارت الصحيفة إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أكد لخادم الحرمين الشريفين، بهذه المناسبة، "ثقته بأن هذه الخطوة تشكل إضافة نوعية لتعزيز مسيرة المملكة العربية السعودية الشقيقة التنموية، ومكانتها العربية والدولية"، وجدد التأكيد على حرص الإمارات على تقوية أواصر الأخوة والتعاون مع المملكة العربية السعودية في مختلف الميادين. من جانبها، اعتبرت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "السعودية .. خطوات التجدد"، أن المملكة العربية السعودية "جذبت أنظار السياسيين في العالم، وألهبت فضول المراقبين والمحللين، من خلال جملة التغييرات البنيوية في رأس هرم الحكم، من خلال خطوة لافتة وجوهرية". وأكدت على أن القرارات الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين، والقاضية بتعيين ولي للعهد وولي لولي العهد جديدين، وتعيين وزير خارجية جديد بدل الأمير سعود الفيصل، "لا تتجاوز منطق الأمور وطبيعة الأشياء وما تفرضه الحياة نفسها من ضرورة التجدد، وإفساح المجال للبراعم كي تتفتح، رغم أن الفيصل ترك بصمة مهمة طيلة أربعين عاما، أمضاها وزيرا للخارجية، أثار خلالها إعجاب الجميع بأدائه ولباقته". وشددت (البيان) على أن الدور والمكانة الهامة للسعودية بالنسبة للوجود العربي والمصير العربي "يفرضان مواكبتهما بالتغيير كلما اقتضت الضرورة ومصلحة الوطن والأمة ذلك، ولا شك أن الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية والمنطقة، تفرض المواءمة بين الوسائل والأهداف، وتستوجب التجديد والحيوية واليقظة". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها بعنوان "بانتظار حكومة نتنياهو"، أنه لا حديث هذه الأيام عن القضية الفلسطينية والمفاوضات، فقد دخل الكل "في مرحلة صمت . . والصمت لا يعني عدم الاهتمام، لكن يبدو أن هناك كلمة سر يلتزم بها الجميع بانتظار ما ستؤول إليه جهود بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل لتشكيل حكومة وحدة وطنية". وأشارت، في هذا الصدد، إلى انقضاء المهلة الأولى لتشكيل الحكومة وفشل نتنياهو في مهمته، مما حذا به إلى طلب وقت إضافي كي يحاول مجددا أن يجمع متناقضات الأحزاب الإسرائيلية في حكومة واحدة. وتوقعت الافتتاحية أن يواجه نتنياهو "مهمة صعبة جدا، وقد تكون مستحيلة للخروج بحكومة ترضى عنها الإدارة الأمريكية وتمهد لمرحلة جديدة في المنطقة".