بينما تسارع السلطات الإيفوارية الخطى من أجل تدارك التأخر الحاصل على مستوى انطلاق الدورة الأولى للمعرض الدولي لأبيدجان، الذي كان يفترض أن تنطلق فعالياته يوم 28 أبريل وتستمر إلى 10 ماي المقبل، شرع المصدرون المغاربة وممثلو الجمعيات المهنية في استكشاف السوق الإيفوارية أملا في إيجاد الطريقة المثلى التي تمكنهم من المساهمة في رفع من المعاملات التجارية بين البلدين التي لا تعكس مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الرباط وأبيدجان. وبالرغم من التراجع الكبير للصادرات المغربية نحو الكوت ديفوار، إلا أن التفاؤل هو اللغة السائدة داخل أوساط المسؤولين المغاربة المشرفين على إنعاش الصادرات المحلية نحو الخارج، الذين يؤمنون بإمكانية رفع هذه المعاملات إلى مستويات تضاهي مستوى العلاقات السياسية التي تربط الرباط بأبيدجان. وبلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين خلال العام الماضي ما يربو عن 1.28 مليار درهم، مقابل 1.12 مليار درهم في سنة 2013. بحسب مسؤولين من "مغرب تصدير"، الهيأة التي تشرف على الترويج للمنتجات والخدمات التي يوفرها ويوجهها القطاع الخاص المغربي نحو الخارج. وبغض النظر عن المستوى المتدني للمبادلات التجارية بين البلدين، فإن المسؤولين الحكوميين المغاربة يرون أن الثلاث سنوات الأخيرة شهدت نوعا من الارتفاع مقارنة مع السنوات الماضية، ويقولون إن الاتفاقيات التي أبرمها الطرفان ساهمت في إعادة الدفء إلى العلاقات التجارية بين المغرب والكوت ديفوار. وتشير الأرقام الصادرة عن "مغرب تصدير" أن هناك آفاقا واعدة تنتظر رجال الأعمال والمقاولات المغربية في واحدة من أسرع الأسواق الإفريقية نموا على المستوى الاقتصادي، حيث استطاعت الكوت ديفوار، التي يفتخر وزراؤها ورجال أعمالها بأنهم يقودون أسرع نمو اقتصادي في القارة السمراء بنسبة تضاهي 8 في المئة، أن ترفع مستوى صادراتها نحو المغرب بنسبة تقارب 22 في المئة. ومقابل ذلك تظهر إحصائيات مكتب الصرف أن المقاولات المغربية لم تتمكن خلال سنة 2014 من المحافظة على حصصها، المحتشمة أصلا، في سوق الكوت ديفوار الصاعدة، التي تعتبر من بين أهم الأسواق في غرب إفريقيا. وسجلت الواردات المغربية من أبيدجان تراجعا كبيرا في السنة الماضية بلغت نسبتها 50 في المئة، حيث انتقلت من 178.88 مليون درهم التي سجلتها في سنة 2013، إلى أقل من 89 مليون درهم؛ ويأتي الخشب والكاكاو والقهوة على رأس قائمة ما يستورده المغرب من الكوت ديفوار. وارتفعت قيمة الصادرات المغربية نحو الكوت ديفوار بنسب 22 في المئة، حيث بلغت العام الماضي 1.20 مليار درهم، مقابل 945 مليون درهم في 2013. وتأتي المنتجات الغذائية والمشروبات إضافة إلى المنتجات نصف المصنعة، على رأس قائمة ما يصدره المغرب نحو هذا البلد الإفريقي، بقيمة إجمالية بلغت العام الماضي 787 مليون درهم.