أصبحت القارة الإفريقية محط اهتمام المستثمرين العالميين، بدليل المبالغ الضخمة التي تستثمرها الشركات العالمية والدول الكبرى في القارة السمراء، ما جعل من المنافسة تشتد بين القوى الاقتصادية العظمى لتعزيز حضورها في مختلف الدول الإفريقية. هذه المنافسة بلغت أشدها بين الصينواليابان حسب ما رصده مكتب المحامين التجاريين البريطانيين (لينك لايترز)، الذي أكد أن المغرب سيكون مسرحا لهذا الصراع الاقتصادي للظفر بفرص الاستثمار في الدول الإفريقية. وقال مكتب المحاماة الذي يعتبر واحدا من بين أكبر خمسة مكاتب محاماة في بريطانيا، إن المنافسة جد قوية بين الصينواليابان للفوز بأكبر قدر من المشاريع الاستثمارية في القارة الإفريقية، خصوصا بعد أن وضعت طوكيو نصب عينيها هدف تجاوز استثمارات الصين التي تعتبر أكبر مستثمر في القارة الإفريقية. وكشف التقرير المنجز من قبل الهيئة البريطانية أن المنافسة بين القوتين الآسيويتين ستصب في صالح المغرب، نظرا لكون المملكة "تتوفر على موقع مميز يمكن أن يكون قاعدة لإطلاق الاستثمارات اليابانية نحو القارة الإفريقية"، مضيفا بأن اليابان قامت بالرفع من استثماراتها في إفريقيا بهدف تجاوز نظيرتها الصينية بثلاثة أضعاف. وأجاب التقرير عن سؤال كثيرا ما يطرح عند الحديث عن الاستثمارات اليابانية في القارة الإفريقية، وهو سبب غياب أي صدى للاستثمارات التي تقوم بها طوكيو في القارة السمراء، إذ أكد أن هذه الأخيرة تنتهج سياسة استثمارية "أكثر سرية وتستثمر بهدوء في العديد من الدول الإفريقية عكس الصين"، هذه السرية مردها حسب نفس التقرير إلى عدم رغبة اليابان إلى إثارة انتباه المستثمرين العالميين لأهمية بعض القطاعات الاقتصادية في القارة السمراء. وسجل التقرير أن الاستثمارات اليابانية في إفريقيا قد بدأت قبل عشر سنوات، بيد أن تدفق الأموال اليابانية على القارة الإفريقية انتهى بالتراجع، "لكن الملاحظ أن الاستثمارات اليابانية في إفريقيا بدأت تعود للارتفاع" يقول التقرير الذي لفت إلى أن السياسة الجديدة لليابان تقوم "على جعل المغرب بوابة عبور نحو القارة السمراء". خلاصات هذا التقرير يمكن تعزيزها بإعلان اليابان عن افتتاح مكتب للمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية بالرباط نهاية العام الماضي، كما أن مدير المكتب دايسو كيميزونو قد أعلن في تصريحات سابقة خص بها جريدة "هسبريس" أن المغرب "يشكل قاعدة مهمة لتسيير مقاولات يابانية تنشط على الصعيد الجهوي"، وأضاف نفس المسؤول أن الحضور والخبرة المعترف بها للمقاولات المغربية على الصعيد الإفريقي تمثل عنصرا إيجابيا لخلق شراكات بين مقاولات كلا البلدين.